دراسة: الشرق الأوسط بحاجة لتعاون إقليمي جاد لاحتواء كورونا
تضع الموجة الثانية لجائحة كورونا دول الشرق الأوسط على مفترق طرق، وهي لا تزال تكافح من أجل احتواء المرض ومعالجة تداعياته الاقتصادية.
وفرض وباء كورونا تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، ولفت تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمؤسسة "جيمس تاون" الأمريكية إلى تصريحات المحلل العسكري الروسي في مؤسسة جيمستاون: "روسيا تريد موطئ قدم في ليبيا، وهذه حقيقة". وحذر المسؤولون الأمريكيون من أن الوجود الروسي الدائم سيعزز جهود روسيا لإضعاف التحالف المتوتر بالفعل عبر المحيط الأطلسي.
خروج الشرق الأوسط من أزمة كورونا أكثر هشاشة
وتوقع التقرير أن تكون خطوة روسيا التي تداولتها الأنباء بإنشاء قاعدة عسكرية روسية على في ليبيا مكملة للوجود الروسي الفعلي في سوريا، معتبرًا ذلك أحد التهديدات الوشيكة.
يثير احتمال زيادة النفوذ الروسي في البحر الأبيض المتوسط إلى جانب النفوذ الصيني المتزايد على الموانئ في شرق البحر الأبيض المتوسط شبح تشجيع تركيا على البلطجة برًا وبحرًا في سعيها لبسط نفوذها على المياه الغنية بالطاقة في المنطقة في انتهاك لأحكام القانون الدولي.
ومن أجل تجنب أسوأ النتائج لمنطقة مشحونة بالفعل، يرجح التقرير أنه لا يوجد بديل عن تعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة الإقليمية. ويستشهد التقرير برأي الخبير الاستراتيجي ستيفن كيني وعالم العلاقات الدولية روس هاريسون في واشنطن اللذيْن توقعا خروج الشرق الأوسط من أزمة كورونا أكثر هشاشة وقابلية للانفجار أكثر من ذي قبل، من الضروري وجود بنية تعاونية يمكنها بناء المرونة الإقليمية، وفقًا لتقرير معهد الشرق الأوسط.
تحقيق الانتعاش الاقتصادي عملية مؤلمة
أما عن الشق الاقتصادي فهو واضح بالفعل: إن وضع نهاية للوباء وتحقيق الانتعاش الاقتصادي سيكون عملية مؤلمة وطويلة الأمد. تشهد دول مثل المملكة العربية السعودية وإيران ولبنان وإسرائيل العلامات الأولى للموجة الثانية للوباء مع احتمال إلغاء الحج هذا العام أو الاكتفاء بأعداد رمزية لإقامة شعائر الركن الخامس من أركان الإسلام، أعادت المملكة العربية السعودية فرض إغلاق في ميناء جدة على البحر الأحمر، البوابة الرئيسية للحج.
أدى الارتفاع المفاجئ في عدد الإصابات في إيران، الذي بلغ متوسطه 3000 حالة جديدة في اليوم، إلى إحياء أكبر تفشي في الشرق الأوسط، بعد أسابيع من ادعاء طهران السيطرة على الفيروس.
أغلقت إسرائيل عشرات المدارس وأمرت أي مدرسة تبلغ عن حالة فيروس بإغلاقها بعد تصاعد حالات الإصابة التي اجتاحت الفصول الدراسية بعد أسبوعين من السماح بإعادة فتحها. وتصاعدت الاحتجاجات الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة في لبنان بينما تقف على حافة الانهيار المالي، وتصاعدت المخاوف من خطر حدوث موجة ثانية من الوباء.
70٪ من شركات دبي تتوقع إغلاق أبوابها
واستناداً إلى مسح شمل 1228 مديراً تنفيذياً، حذرت غرفة تجارة دبي من أن 70٪ من الشركات في الإمارة تتوقع إغلاق أبوابها في غضون الأشهر الستة المقبلة. ومنذ ذلك الحين مددت شركات الطيران الإماراتية المدعومة من الحكومة، طيران الإمارات والاتحاد للطيران، أجور الموظفين المخفضة حتى سبتمبر في محاولة للحفاظ على السيولة النقدية.
تتطلب معالجة تلك المآزق قيادة إقليمية وعالمية تتطلع إلى ما وراء البقاء الآني والمنافسات الإيديولوجية والجيوسياسية؛ مع الاعتراف بأن الاستقرار وحلول التهديدات المشتركة يجب أن تُعهد بها الإدارة والتعاون على المدى الطويل في معالجة التحديات المشتركة بدلاً من تأجيج الصراعات.