واشنطن تتستر على "نتنياهو" وترفض تسليم معلومات عن فساده للقضاء الإسرائيلي
طالبت جهات تحقيق إسرائيلية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالكشف عن وثائق بهدف مساعدة المدعي العام في اتخاذ قرار ملائم حول ما إذا كان سيفتح تحقيقًا إضافيًا في اتهامات الفساد التي تلاحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقالت صحيفة "هاآرتس" إن مسؤولي إنفاذ القانون الإسرائيليين يواجهون صعوبة كبيرة في الحصول على المعلومات التي طلبوها من الوكالات الأمريكية فيما يتعلق بشراء وبيع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للأسهم في شركة يملكها ابن عمه.
وأضافت: "تم تقديم الطلب الإسرائيلي رسميًا قبل عدة أشهر، لكن الوكالات الأمريكية تتباطأ في تقديم المعلومات، التي من شأنها دفع المدعي العام أفيخاي مندلبليت لإجراء تحقيق جنائي".
وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة هاآرتس أن الطلب المقدم للسلطات الأمريكية لم يلبى، لكن المصادر لفتت إلى أنه "لا يوجد دليل على أن التأخير في الاستجابة وفي تلقي الإجابات تحركه دوافع سياسية، لكنه بالتأكيد تأخير غير معتاد واستثنائي ويثير تساؤل".
وتتعلق الأسئلة التي يسعى القضاء الإسرائيلي للحصول عليها ببيع نتنياهو لأسهم في شركة SeaDrift، التي كان يملكها ابن عمه، ناثان ميليكوفسكي. وفقا لوثائق قدمت إلى مكتب مراقب الدولة، في عام 2010 حصل نتنياهو على ملايين الدولارات من صفقات بيع الأسهم.
ووفقًا لمصدر مطلع على القضية: "تهدف الإجابات والمعلومات المطلوبة من الولايات المتحدة إلى مساعدة القضاء على فهم تفاصيل قصة شراء وبيع الأسهم في أمركيا التي تشوبها مخالفات مالية وانتهاكات إجرامية قد تقع على عاتق نتنياهو، أو ما إذا كانت القضية لا تبرر إجراء تحقيق".
ويحاكم نتنياهو حاليًا في ثلاث قضايا منفصلة تتعلق بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة هاآرتس أن إدارة ترامب منعت السلطات الإسرائيلية من الاستماع لشهادة وزير الخارجية السابق جون كيري والسفير الأمريكي السابق في إسرائيل دان شابيرو فيما يتعلق بإحدى القضايا المنظورة بالفعل، ألا وهي قضية الهدايا الثمينة، المعروفة باسم القضية 1000. ويعتقد على نطاق واسع أن نتنياهو طلب من كيري وشابيرو تمديد تأشيرة الدخول لرجل الأعمال أرنون ميلشان، الذي قدم لنتنياهو آلاف الشيكلات في صورة هدايا ثمينة تضمنت السيجار والشمبانيا.
وطفت قضية الأسهم على السطح عندما طلب نتنياهو إذنًا من لجنة التصاريح، التي تعمل في مكتب مراقب الدولة، لجمع تبرعات للدفاع القانوني عنه في القضايا الثلاث من أثرياء أمريكيين – على رأسهم ابن عمه ميليكوفسكي وسبنسر بارتريتش. وطلبت اللجنة من نتنياهو تقديم بيان الثروة حتى يتمكنوا من تقييم وضعه المالي وتحديد ما إذا كان لديه ما يكفي لتمويل الدفاع عنه.