فوضى وتحريض في الإعلام الرياضي.. ماذا نفعل لوأد الفتنة؟
حالة ارتباك شديد يعيشها الوسط الرياضي منذ فترة طويلة وصلت حد الفوضى والانفلات غير المقبول، خاصة في ظل تصاعد الفوضى بشكل يومي من خلال قنوات رياضية تتبع الأندية الكبرى مثل الأهلي والزمالك، وفي ظل حالة التردي التي يعيشها الإعلام الرياضي، رغم توقف النشاط بسبب أزمة تفشي فيروس كورونا، لم يعد للمنافسة الشريفة وجود حقيقي، بل حل محلها الصراع والتلاسن والسباب المتبادل على الشاشات.
"الرئيس
نيوز" يحقق في أسباب تردي الحال بالإعلام الرياضي، من خلال الحديث مع بعض
الخبراء والمتخصصين، كما يكشف أبرز الإجراءات التي تجهزها نقابة الإعلاميين لوقف المهازل
ومحاسبة المخطئين.
ياسر أيوب: كلاهما أسوأ من الآخر
قال الدكتور ياسر
أيوب عميد الإعلام الرياضي في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"، إن ما يجري
على الساحة الرياضية والإعلام الرياضي سببه الرئيسي "السوشيال ميديا"، مضيفا
أن البداية دائما من وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت تسوق الإعلام الرياضي
بشكل كبير، وأوضح أن الإعلام الرياضي أصبح ناقلا لما يجري على السوشيال ميديا وليس
العكس.
أضاف أيوب: "مفيش
أمل في الإصلاح"، مشيرا أن المجتمع ذاته جزء لا يتجزء من الأزمة، وهو مجتمع
صعب جدا ولا يوجد من لديه القدرة على مواجهة المجتمع بأخطائه، لافتا إلى أن
العقوبات التي يتم وضعها ليست رادعة ولا ترضي جميع الأطراف، مشيرا أن اتحاد الكرة
المصري أضعف من الأندية وغير قادر على مواجهتها بأخطائها وتجاوزاتها.
أضاف ياسر أيوب أن
من يتحدثون عن محاولات الإصلاح هم أنفسهم يحتاجوا للإصلاح، وقال: العقوبات التي
يتم تنفيذها لمدة قصيرة ستنتهي وستظهر الأزمة مجددا على السطح، موضحا أن
الإعلاميين يحالون "ركوب التريند" من خلال نقل حالة الاحتقان بين
الجمهور على السوشيال ميديا، وبدلا من الحديث بعقلانية مع ضيوف حكماء ومتخصصين
يحاولون التهدئة، يسعى الإعلام الرياضي للتسخين والتحريض ونقل السلبيات فقط سعيا
للترافيك وتحقيق نسب مشاهدة، وقال: لدينا نموذجين من الإعلام الرياضي للأسف أسوأ
مما يمكن، إما إعلام أحمر يخاطب جمهور الأهلي، أو أبيض يخاطب جمهور الزمالك،
وكلاهما لا يراعي المهنية ولا قواعد المهنة، بل يسعى لتشويه الآخر دون التفكير في
دعم فريقه فقط، ولا يوجد مواجهة بالحجة وحوار مهني رصين بين الطرفين.
أشار أيوب إلى أن
الإعلام الرياضي في مصر همش الأندية الأخرى واتحاد الكرة، وأصبحوا مجرد كومبارسات
بجانب الأهلي والزمالك، كما همش جميع الرياضات الأخرى وأصبح اهتمامه الأول والأخير
بكرة القدم فقط.
تابع أيوب، أن
قناتي الأهلى والزمالك جزء من مسلسل صناعة الكوارث وسيتسبب ذلك فيما لا يحمد عقباه
في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن البعض لا يحاول الإصلاح بل أن بعض المسؤولين لا
يتمنون الإصلاح أصلا، لأنهم مستفيدين مما يجري على الساحة، وقال: على الإعلام
الرياضي أن يتوقف عن المجاملة والتي تصل أحيانا لمجاملة الجمهور نفسه لكسب وده،
وهذا خطأ فادح علينا جميعا أن نواجهه، مشيرا أن الناس والمجتمع أصبحوا سبب في
الأزمة، موضحا أن ما يحدث على السوشيال ميديا أصبح أكثر خطورة مما يجري في
الاستديوهات والملاعب، وعلى الإعلام الرياضي أن يتوقف تماما عن نقل ما يجري على
السوشيال ميديا لأنه يظهر صورة المجتمع سيئة للغاية.
اختتم أيوب:
مستحيل تلاقي لعيبة بأخلاق وروح رياضية في مجتمع بهذا الشكل، للأسف لم نجد برنامج
رياضي واحد أو إعلامي واحد احتفى بأي شئ إيجابي في الرياضة، للأسف جميعهم يتجهون
للسلبيات والأزمات فقط، للأسف إعلامنا الرياضي فاهم الأمور غلط وفاكر إن لو عايز
تبقى تحت الأضواء لازم تكون قليل الأدب وتقدم محتوى بذئ، ويعتقدون أن الإعلام
المحترم يختفي في الظل ولا يظهر للجمهور.
المستكاوي: زهقت من الكلام
أكد الإعلامي
والكاتب الكبير حسن المستكاوي رفضه التام لما يجري على الشاشات من بعض مقدمي
البرامج الرياضية، وقال "زهقت من الكلام معاهم لأنه لا يؤتي بأي نتيجة"،
وأشار إلى أنه يرفض الظهور في وسائل الإعلام مؤخرا حتى لا يكون جزء مما يجري على
الساحة.
وقال المستكاوي: "للأسف
مفيش فايدة"، وأضاف: "لازم حد يموت من الجمهور أو اللعيبة علشان نحس
بالكارثة اللي بنعملها"، مؤكدا أن الإعلام الرياضي لم يتعظ مما جرى قبل ذلك
في أكثر من حدث، وتسبب في وفاة الكثير من الشباب بسبب التحريض وعدم مراعاة الظروف
المحيطة التي نعيشها، موضحا أن أزمة إعلامنا الرياضي أنه يستهون بالأمور البسيطة
والتي تتصاعد فجأة بسبب التهاون بها وتتسبب في كوارث أكبر.
وأضاف أن الإعلام
يعتقد أن الكارثة هى الموت فقط، ولا يرى الأمور التي تتسبب في تصاعد الأحداث لتصل
إلى هذه المرحلة، مشيرا أن الترويج لما يحدث من سفالة البعض ونقله على الشاشات يتسبب
في أزمات كبيرة تتورط بها الدولة في النهاية، والكل يتهرب من المسؤلية ويخشى
المواجهة، برغم أنهم في الأساس السبب الرئيسي لتصاعد الأحداث ووصولها لهذا الحد.
شوبير: إبعاد المتسببين في الفتنة
علق الإعلامي
الرياضي أحمد شوبير على ما يجري مؤخرا على ساحة الإعلام الرياضي، مؤكدا أنه يتسبب
به بعض المسؤلين، مشيرا أن الأزمة تتلخص في أن وجودهم يسبب حالة احتقان شديدة
بتصريحاتهم المستفزة.
وقال إنه على
الدولة أن تتدخل وتحاسب كل من يخطئ لوقف الكارثة قبل أن تحدث، مشيرا إلى أن بعض
الأشخاص يحاولوا تأجيج الفتنة لتحقيق مصالح خاصة ويجب إبعادهم فورا.
"الإعلاميين": لن نسمح بتجاوزات
أكد الإعلامي طارق
سعدة نقيب الإعلاميين، أن النقابة تسعى لوقف حالة الفتنة والتحريض الحادثة مؤخرا،
وقال: النقابة تعمل في ثلاث اتجاهات بالتوازي، أولهما اعتماد العاملين بالشعب
المختلفة كالإلقاء والتقديم والإخراج والإعداد والتنفيذ، مشيرا إلى أن ميثاق الشرف
الإعلامي ومدونة السلوك المهني ملزمة على الجميع، مشددا على أن النقابة ستتخذ كافة
الإجراءات اللازمة والصارمة ضد كل من يتجاوز ويخرج عن إطار ميثاق الشرف ومدونة
السلوك.
يهمك أيضاً:
كشف سعدة أن جميع
العاملين في القنوات ومقدمي البرامج الرياضية تقدموا بأوراق اعتمادهم للنقابة، ولكن
لم يتم اعتمادهم جميعا حتى الآن، مشيرا إلى أن لجنة منح التصاريح تنعقد على فترات ما
يؤجل اعتماد عدد كبير منهم، وقال إن القوانين ستطبق على الجميع سواء كانوا أعضاء
نقابة أو غير أعضاء، مشيرا إلى أن النقابة ستلزم جميع الإعلاميين الرياضيين ومقدمي
البرامج الرياضية بأدبيات المهنة ولن تسمح بالتجاوز إطلاقا، وستوقف أى متجاوز أو
مخطئ.
أوضح سعدة أن
المرصد الإعلامي للإعلاميين الرياضيين يمارس عمله منذ فترة ويرصد كافة التجاوزات
والأخطاء، وسيتخذ إجراءات صارمة، وأشار إلى أن قناتي "الأهلى"
و"الزمالك" تحت المرصد، وهناك متخصصين سيقوموا بمراجعة كافة الشكاوي
والتقارير لاتخاذ الإجراءات اللازمة طبقا للائحة الموضوعة، والنقابة لا تجامل أحدا
ولا تنحاز لأى قناة أو أى إعلامي مهما كان.
وأكد أن هناك إجراءات
استباقية تسعى النقابة من خلالها لمنع حدوث أى فتنة، موضحا أن دور النقابة أيضا
الحفاظ على الآداب والأخلاقيات العامة والمواجهة قبل حدوث الخطأ، موضحا أنها تعمل
فى اتجاهين الوقائي والعلاجي بالتوازي.