هل فشل الكارت الذكي بسبب كورونا؟.. أزمة الأسمدة تضرب 6 محافظات (تقرير)

شهدت منظومة الكارت الذكى للفلاح، تعثرا كبيرا في عملية صرف الأسمدة الصيفية المدعمة، التي تطبق حاليا في 6 محافظات، وهى البحيرة والشرقية وسوهاج وأسيوط وبورسعيد والغربية، نتيجة مشكلات تقنية في تطبيق الكارت، وتضارب القرارات بين وزارة الزراعة والمديريات في المحافظات، بالإضافة إلى أزمة فيروس كورونا المستجد.

30% من الأراضي تواجه أزمة أسمدة

قال محمد عبدالستار، نقيب الفلاحين، إن 30% من الأراضى الزراعية تواجه مشكلات فى استخراج الكارت الذكى لصرف الأسمدة المدعمة أو حتي على الأقل استيفاء الشروط دون استخراج الكارت، وبالتالي تتوقف عملية صرف الأسمدة، لافتا إلى أن السبب يعود إلى تشابك مشكلات الحيازات وتفتيتها ووفاة الحائز ومشكلات الورثة فيما بينهم، مشيرا إلى أن استخراج الكارت الذكى يتضمن إدخال رقم قومى واحد فقط .

كورونا يهدد الفلاحين

أوضح نقيب الفلاحين، أن أزمة فيروس كورونا تهدد الفلاحين والمزارعين، حيث يتجمع المئات أمام الجمعيات الزراعية لصرف الأسمدة، ما قد يحدث كارثة خلال الأيام المقبلة، لذلك يتوجب حل المشكلة لعدم تزاحم المزارعين أمام الجمعيات أثناء صرف الأسمدة، مشيرا إلى أن هناك صعوبة فى تنفيذ قرار وزارة الزراعة بتسهيل صرف الأسمدة المدعمة في المحافظات الـ 6 التى تطبق فيها "منظومة كارت الفلاح الذكى"، نظرا لتعثر صرف الأسمدة بالكارت في ظل عدم استلام جميع المزارعين له في المحافظات، حيث تضمن القرار عدة بنود تتلخص فى صرف الحصة بالكارت للمزارعين الذين تسلموه من الجمعيات، ومن لم يتسلمه يتم التأكد من مسوغات تقدمه للحصول على الكارت، وأخيرا أن تقوم الجمعية بتفويض أحد الورثة باستخراج الكارت باسمه.

محمد برغش نقيب الفلاحين السابق، قال إنه من الضرورى تحديد عدد الحيازات الزراعية على أرض الواقع ولا تكون بها زيادة أو نقصان، بجانب تحديد المساحات المنزرعة فعليا، سواء عن طريق هئية المساحة أم الاستشعار عن بعد أم طائرات القوات المسلحة.

أكد برغش لـ"الرئيس نيوز"، أن الفلاحين لم يؤخذ رأيهم ولم يتم حصر المساحات الفعلية على أرض الواقع، لافتا إلى أنه لم يتضح حتى الآن ما سيقدمه الكارت الجديد للفلاح بشأن توريد المستلزمات الزراعية وتوريد الحصص اللازمة من الأسمدة، خاصة أن كل ما يربط الفلاح بالجمعية الزراعية مجرد شيكارة سماد نترات أو يوريا.

من جهته، لفت النوبي أبو اللوز، الأمين العام لنقابة الفلاحين، إلى أن صرف الأسمدة متوقف رغم تكدس الأسمدة في مخازن الجمعيات في محافظات تطبيق الكارت الذكى، ورفض الجمعيات صرف الأسمدة للفلاحين، وتوقف حركة تسليم المقررات لأول موسم في تطبيق المنظومة، منوها أن وكلاء الوزارة بعدد من المحافظات يرفضون تطبيق قرار وزير الزراعة لتسهيل عملية صرف الأسمدة.

السوق السوداء تسيطر

ناشد أمين عام الفلاحين، وزير الزراعة الدكتور السيد القصير، بالتيسير على الفلاحين، وصرف الأسمدة لحماية حياة المزارعين للخطر، وإعطاء توجيهاته بصرف الأسمدة بدون الانتظار الكارت الذكى خصوصا بعد أزمة فيروس كورونا، لأن أغلبية الجمعيات الزراعية بالقرى منهارة وضيقة وسعة المخازن صغيرة للغاية مما قد يتسبب في كوارث، نتيجة الزحام الذى سوف يحدث أمام تلك الجمعيات، خصوصا أننا في موسم زراعات صيفي وفيه كل المحاصيل الصيفية التى تحتاج حصتها من الأسمدة في توقيت واحد، مما قد يشجع على انتشار السوق السوداء التى تتكرر كل عام فى هذا التوقيت.

طبقا لتقرير صادر عن وزارة الزراعة ممثلا فى إدارة شؤون المديريات، تم صدور قرار للجمعيات الزراعية في البحيرة بصرف الأسمدة المدعمة لغير الحاملين على الحيازة الإلكترونية، حيث استجاب وزير الزراعة لشكاوى للمزارعين وقرر صرف الأسمدة بدون الانتظار الكارت الذكى خصوصا بعد أزمة فيروس كورونا.