السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مفاجأة في مصر.. اقتصادات الشرق الأوسط تتأقلم مع كورونا (تقرير)

الرئيس نيوز

في أعقاب الإعلان عن إصابة أكثر من 6.63 مليون شخصًا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم استقبلت مطارات المملكة العربية السعودية أربع رحلات جوية، وتعيد دول الشرق الأوسط ترتيب أولوياتها للتكيف مع حقائق الواقع الجديد لما بعد وباء كورونا، ولا سيما توقع فترة تعافي طويلة الأمد لاقتصاداتها التي تضررت بشدة من الوباء.

تعايش مع ظروف حرجة

وفي الكويت، دعا رئيس الوزراء الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الشعب إلى تفهم الأرقام و"الظروف الحرجة" التي أدت إلى خفض الإنفاق الحكومي لمواجهة الأثر الاقتصادي للوباء. وناقش الصباح ومجلس الوزراء الكويتي في وقت سابق إجراءات التحفيز "للتغلب على هذه المرحلة بأقل قدر ممكن من الضرر". وبدأت الأردن إعادة فتح المساجد لصلاة الجماعة لأول مرة منذ أكثر من شهرين يوم الجمعة، حيث تم نشر الآلاف من الشرطة لفرض قواعد التباعد الاجتماعي الصارمة في أماكن العبادة المزدحمة عادة.
وفي العراق، أعلنت وزارة الصحة إن العراق سجل أكثر من 1000 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في يوم واحد للمرة الأولى يوم الجمعة، مع اقتراب إجمالية من 10000 حالة مؤكدة. وأضافت الوزارة أن ما لا يقل عن 285 شخصا توفوا متأثرين بالإصابة بالفيروس في العراق. وسجلت 1006 حالة جديدة يوم الجمعة من اجمالي 9846 حالة. وقد تضاعفت الحالات ثلاث مرات في غضون حوالي ثلاثة أسابيع.  وغادرت عبّارة تحمل 1,000 مواطن فرنسي سواحل تونس متوجهة إلى مرسيليا، وهي الثانية منذ إغلاق حدود تونس في مارس. 
وصرح مكتب رئيس الوزراء إن الجزائر ستستأنف بعض الأنشطة الاقتصادية وستسمح بإعادة فتح عدد من الشركات اعتبارا من اليوم الأحد كجزء من خطة لإنهاء الإغلاق الإلزامي بسبب أزمة كورونا.  

طفرة زراعية في مصر

وفي مصر، سلطت صحيفة آراب نيوز الضوء على الصادرات الزراعية التي تشهد نموا غير مسبوق، وأبرزت تصريحات محمد القرش المتحدث باسم وزارة الزراعة الذي أكد أن المحاصيل الزراعية حلقة في سلسلة التوريد المحلية للسلعة التي تشهد طفرة في الطلب. 
قالت الصحيفة إن جائحة فيروس كورونا ربما كانت فرصة حقيقية أمام قطاع الزراعة في مصر، فقد أدى تفشي المرض إلى تعطيل سلسلة التوريد في جميع أنحاء العالم، حيث وجد المنتجون الرئيسيون صعوبة في إرسال محاصيلهم إلى الأسواق الأجنبية أو عجز عن تلبية الطلب في الأسواق المحلية. ولكن الأوضاع في مصر مختلفة فقد فتحت الظروف الجديدة نافذة الفرص أمام الحاصلات الزراعية المصرية في الأسواق الخارجية، بما في ذلك تلك التي كان من الصعب دخولها في الماضي بسبب المنافسة الشديدة مع المنتجات من البلدان الأخرى.
وحتى منتصف مايو، في تقرير لموقع ميدل إيست آي، كانت مصر تصدر ثلاثة ملايين طن من الخضار والفواكه إلى دول أخرى، بما في ذلك 210 ألف طن من البصل، بحسب وزير الزراعة السيد القصير. ويمثل هذا أكثر بقليل من 50 في المائة من إجمالي الصادرات الزراعية في مصر العام الماضي، وهو إنجاز كبير حققته مصر على الرغم من جائحة فيروس كورونا.
وقال محمد القرش، المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، للموقع البريطاني: "تشهد الصادرات الزراعية نمواً غير مسبوق بفضل سلسلة من الإجراءات التي اتخذناها في الأشهر الماضية."
وتضمنت الإجراءات رقابة مشددة على المزارع وحل بعض المشكلات التي أعاقت تصدير السلع الزراعية في الماضي وسياسة تسويق صارمة للمحاصيل المصرية.

آفاق واعدة

بخلاف محصول البصل، صدرت مصر - من بين المحاصيل الأخرى - 1.3 مليون طن من الحمضيات و600000 طن من البطاطس و23000 طن من الثوم و20000 طن من الفراولة و12000 طن من الفاصوليا في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام. وتسابق العمال عند الموانئ والمطارات، مع الزمن للتعامل مع الطلب على الخضار والفواكه المحلية.
وساهم في ارتفاع الطلب قرار الحكومة استخدام الطائرات في نقل الصادرات الزراعية إلى الأسواق الخارجية في الخليج العربي والولايات المتحدة وآسيا وأستراليا. 
قال خبراء الاقتصاد إن نفس الطلب يعد بتعويض الخسائر الاقتصادية التي عانت منها مصر بسبب تفشي فيروس كورونا وأكد الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، للموقع البريطاني: "يحفز هذا الطلب الإنتاج، بما في ذلك في الأراضي الزراعية بالبلاد". "هذا الإنتاج يخلق أيضا طلبا على قائمة لا نهاية لها من المحاصيل بل والقطاعات، بما في ذلك العمالة الزراعية."