الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

منع بريطانيا من مهاجمة مصر.. موقف مشرف لملك ليبيا أثناء العدوان الثلاثي

الملك إدريس السنوسي
الملك إدريس السنوسي

في الضلع الغربي، تمتد ليبيا عبر حدود طويلة مع مصر لتمثل بُعدا استراتيجيا يتحتم ضمان حمايته على الدوام.

تاريخ طويل من العلاقات المصرية الليبية سادت فيها علاقة التضامن والتعاون، مع فترات قصيرة استثنائية شهدت مناوشات.

ومع جهود مصر السياسية لاستعادة الاستقرار الليبي على حدودها الغربية، ضد التدخل العسكري التركي، نستعيد في السطور التالية هذه الصفحة من العلاقات بين البلدين، في واحدة من أصعب الأزمات في تاريخ مصر.

في زمن ما قبل اكتشاف النفط، يوليو عام 1953، وقعت بريطانيا مع ليبيا اتفاقية تقضي بإقامة قواعد عسكرية بريطانية على الأراضي الليبية مقابل مساعدات مالية.

بناء على ذلك، تأسست قاعدة "العظم" البريطانية بمدينة طبرق. بالإضافة إلى "قاعدة هويلس" العسكرية الأمريكية التي أسستها الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر 1954.

كان المعنى الإستراتيجي واضحا، وهو زرع وجود عسكري أجنبي في تلك المنطقة من العالم العربي، ما يعني لمصر محاولة لتطويقها من ناحية الغرب.

تمت تلك الاتفاقيات في عهد الملك إدريس السنوسي الذي كان يحكم ليبيا منذ عام 1951، وكانت لديه علاقات جيدة مع مصر منذ الأربعينيات، عندما استضافته مصر في الثلاثينيات، ليواصل جهوده ضد الاحتلال الإيطالي، وأخذ يكتب المقالات في الصحف ويلقي الخطب لليبيين من الإذاعة المصرية.


عندما عزمت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على تنفيذ العدوان الثلاثي على مصر، كانت الخطة وفقا لقائد العملية الجنرال البريطاني تشارلز كيتليى أن يهاجم مصر من ناحية الغرب، انطلاقا من قاعدة طبرق العسكرية.

هنا جاء الموقف المشرف للملك السنوسي، والذي أشاد به الرئيس جمال عبد الناصر في خطاب علني، إذ رفض طلب بريطانيا بمهاجمة مصر من ليبيا، بل وهددهم، الأمر الذي أرجعه "ناصر" إلى مبادئ التضامن العربي والقومية العربية.

بخلاف ذلك، نشطت جمعية عمر المختار وضباط وشيوخ ليبيا لمنع استخدام القوات البريطانية للقاعدة العسكرية ضد مصر، الأمر الذي حصر العمليات العسكرية للعدوان الثلاثي في مدن القناة وسيناء.

اللافت، أنه بعد قيام ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 بقيادة العقيد معمر القذافي، ضد حكم الملك، لم يمنع تأييد الرئيس جمال عبد الناصر لها، أن يقرر استضافة الدولة المصرية لـ"السنوسي"، إذ عاش في منزل خاص بحي الدقي في الجيزة.