القطن المصري توجها "ملكة".. تكليف رئاسي من "عبد الناصر" لرجاء الجداوي
في عام 1958، عندما كان عمرها 20 سنة، فازت الشابة رجاء الجداوي بلقب "ملكة القطن المصري"، ما أهّلها بعد سنوات لتبدأ رحلتها في عالم الأزياء والموضة ومنه إلى السينما والتلفزيون.
الفنانة والعارضة الشهيرة التي أصيبت بفيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19"، وًلدت بالإسماعيلية، وهي ابنة شقيق الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، التي تولت
رعايتها من الصغر. انتقلت "رجاء" إلى القاهرة وتعلمت في مدارس
الفرانسيسكان، حيث أتقنت اللغتين الفرنسية والإيطالية.
كانت اللجنة المسئولة عن اختيار "ملكة القطن" مكونة من كوكبة من
المثقفين، هم: الشاعر صلاح جاهين، الكاتب الصحفي مصطفى أمين، الكاتب الصحفي كمال
الملاح، الكاتب الصحفي فتحي أبو الفضل، والمخرج أحمد بدرخان.
وفي يوم الاختبار سألها فتحي أبو الفضل عما تعرفه عن القطن المصري، فردة
مُعددة أنواعه، لتنال اللقب متفوقة على فتيات أخريات. ثم سافرت لتمثل القطن المصري
في مسابقات دولية تتنافس فيها ممثلات عن أقطان البلاد الأخرى.
هذا اللقب فتح لها
الطريق بعد 3 سنوات لتبدأ مسيرتها في عالم الموضة، عندما وقفت أمام الجمهور لأول
مرة في عرض أزياء عام 1961.
فعقب حصولها على
اللقب، رشحها مصمم أزياء يوناني للعمل في مجال الموضة، لكنه اشترط عليها فترة من
التدريب استمرت 3 سنوات، على يد مصممة الأزياء المصرية صالحة أفلاطون.
بدأت رجاء العمل
"عارضة احتياطية" لعارضات الأزياء الأجانب، وكانت تنتظر أي تعثر لواحدة
منهن حتى تأخذ الفرصة. وشاركت بهذه الصفة في عروض محلية ودولية، وكانت شهرتها أخذت
بعدا آخر بالعمل في السينما، عندما اخارها المخرج هنري بركات للتمثيل في فيلمه
الشهير "دعاء الكروان"، عام 1959.
ومع تنامي النزعة
الوطنية في مصر آنذاك، كان على رجاء الجداوي أن تساهم في "تمصير" هذه
المهنة.
فبحسب ما روته خلال
تكريمها في مدريد على هامش مهرجان "Spanish arab
fashion"، مارس 2019، فإن
الرئيس جمال عبد
الناصر كان راغبا في أن لا يمثل مصر في الخارج إلا من يحمل الجنسية المصرية.
بناء على ذلك،
كلفها الرئيس بإخراج جيل جديد من العارضات كلهن مصريات، وهو ما نفذته فعلا، وكانت
البداية من عام 1969 حسبما تروي.
مثّلت
"رجاء" بفريقها مصر في الخارج، وراحت تجوب دول العالم، بعروض أزياء
تاريخية وحديثة. وظلت تعمل في المجال لنحو 25
سنة.