الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

وداعًا لقيود الحجر الصحي.. شكل الدعاية في زمن الإنفلونزا الإسبانية

الرئيس نيوز

قبل نحو قرن من هذه الظروف التي يسيطر عليها فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19"، كان العالم بأسره ضحية هجمة وبائية عاتية عنوناها هو "الإنفلونزا الإسبانية".

انتشرت تلك الجائحة بداية من عام 1918، في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ووصلت إلى مدى كارثي لتصيب نحو نصف مليار شخص على مستوى كوكب الأرض، فيما أزهقت أرواح ما بين 50 إلى 100 مليون شخص.

عزل منزلي قبل 100 عام

استمر وباء الإنفلونزا الإسبانية ثلاثة سنوات متتالية، إذ ظهر لأول مرة في يناير عام 1918 وتمت محاصرت في أواخر 1920.

واتخذت حكومات العالم الإجراءات الوقائية الملازمة في مثل هذه الظروف، والتي تبدأ بالطبع بالعزل المنزلي ثم الحجر الصحي، ما أدى إلى أن يمكث الملايين في منازلهم، وتنقطع سبل التواصل بين الشعوب والدول.

في تلك الفترة، قبل 100 عام، لم تكن التكنولوجيا تطورت بعد إلى ما نشهده الآن، حيث لا وسائل تواصل اجتماعي أو شبكة انترنت أو هواتف محمولة.

أحدث وسيلة للتواصل آنذاك كان هي الهاتف في شكله البدائي، والذي سجل براءة اختراعه جراهام بيل في مارس 1876.

لذلك كان من الطبيعي أن يصبح الهاتف هو وسيلة الاتصال والتواصل المثالية في ظروف جائحة الانفلونزا الإسبانية.

بهجة وتشجيع المرضى

وفي هذا الإعلان القديم، والذي ينسب لصحيفة عام 1919، نلاحظ كيف استغلت شركة "تليفون نيويورك" ظروف العزلة التي يعيشها الجميع لكي تروج لهاتف "بيل"، في فكرة ذكية بالطبع تلعب على حاجة سكان العالم للاطمئنان على بعضهم البعض.

في البداية، يقول الإعلان بذكاء: "الأشخاص الموجودين في الحجر الصحي، لا يمكن أن يتم عزلهم، إذا كان لديهم هاتف بيل".

ثم تتغزل الشركة في منتجها قائلة: "يوفر بيل البهجة والتشجيع للمرضى "، في إشارة إلى أن فوائد الهاتف لا حصر لها.

ثم تداعب خيال سكان العالم كالتالي: "يمكنك الوصول بسهولة إلى الأصدقاء، سواء كانوا في متناول اليد أو بعيدًا ، لأن خدمة بيل هي خدمة شاملة".