"عمل لوجه الله".. مستشفى "أهالينا أون لاين" لعلاج مصابي كورونا
قبل أيام بدأ الطبيبان شريف متولي، طبيب كبد وجهاز هضمي والمدير الطبي لجامعة النيل، ودكتور محمد توفيق، استشاري جراحة عامة، في البحث عن سبيل أمن لمساعدة أهالي مدينة حلوان من المشتبه أو المصابين بفيروس كورونا.
الفكرة تخمرت في رأس الطبيب شريف متولي قبل نحو 10 أيام، لكن الأمر لم يخرج إلى النور إلا بعد مناقشة مع صديقه محمد توفيق، الذي بدوره رحب بالفكرة ورأى أنها خطوة إيجابية وتقدم مساعدة لأهالي حلوان قدر الإمكان.
"الرئيس نيوز" حاور الطبيب شريف المتولي، لمعرفة تفاصيل أول مستشفى أون لاين لمعالجة مصابي كورونا.
"الخوف سيطر على الجميع، ظهور أية أعراض تعني الإصابة بفيروس كورونا، الأمور خرجت عن السيطرة، نتلقى يوميا نحو 200 اتصال من مرضى نعرفهم وآخرون، شعرنا بالإنهاك الشديد ونشعر بخوف المواطنين" يقول الطبيب شريف متولي، مؤسس مستشفى أهالينا أون لاين.
كانت الفكرة في بدايتها بسيطة، إنشاء مجموعة على فيس بوك خاصة بمتابعة وتلقي استفسارات الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، بدأ "شريف" في إرسال نداءات إلى أصدقائه من الأطباء وزملاء الدفعة، ليفاجأ بردود أفعال واسعة، يقول: "فوجئت بتلقف الفكرة من العديد من الأطباء، تلقيت العديد من طلبات الانضمام إلى المجموعة المنوط بها متابعة الحالات دون تلقي أي مقابل، شعرت بالفخر، الفكرة في طريقها للنجاح، سنقدم عملا خيري لوجه الله دون مقابل".
بدأ "شريف" يشعر أن الأمر يتوسع أكثر، أجرى اتصالا هاتفي بأحد اقربائه الذي يملك شركة في مجال الدعاية والإعلان، وطالبه بتصميم لوجو للصفحة، وانطلقت الصفحة بشكل رسمي يوم الوقفة ليتلقى مئات الاستفسارات.
يقول شريف: "بدأنا العمل فعليا في حدود 15 طبيبا في تخصصات مختلفة، قسمنا المجموعة إلى 3 مجموعات، الأولى خاصة بتلقي استفسارات المواطنين عبر الصفحة الرسمية للمستشفى، والمجموعة الثانية عمل فلترة للاستفسارات وتصنيفها وطلب الأشعة والتحاليل، والثالثة وضع بروتوكلات وزارة الصحة للعلاج في المنزل".
سرعان ما ذاع صيت الفكرة، وبدأ الأقبال من المواطنين والأطباء في التهافت على التواصل، بعد مرور نحو 5 أيام وصل عدد الأطباء إلى ما يقرب من 100، وتم تلقي مئات الاستفسارات من المواطنين، يقول شريف: "بعد الفلترة وصل معدل المصابين بشكل مؤكد إلى 50 حالة، تم عمل شات خاص لكل مريض يضم (المريض، والطبيب المتابع، ومؤسس الفكرة) مثل الشات غرفة أون لاين للمريض على مدار الساعة".
لم يخل الأمر من بعض المنغصات إذ بدأ البعض في التشكيك في طبيعة الأطباء وهل هم في حقيقة الأمر أطباء أم خدعة؟ يقول شريف: "البعض هاجمنا واتهمنا بأننا لسنا أطباء لعدم الكشف عن هويتنا أو وضع أرقام هواتفنا على الصفحة، رفضنا وضع أرقام للتواصل حتى لا تخرج الفكرة عن شكلها التنظيمي ويتم التواصل مع أي من الأطباء وهو لا يعلم طبيعة الحالة المرضية للشخص المصاب، وجاءت الأزمة الثانية في محاولة تسييس الأمر برمته واتهامنا بتوجه سياسي وهو أمر عاري تماما من الصحة، والأزمة الثالثة في إدعاء البعض أننا ننتمي لجامعة الأزهر وهو ليس شيئا سيىئا لكن نحن خريجو جامعة القاهرة وحلوان".
يتمنى دكتور شريف أن يتم تعميم الفكرة وتوفير امكانيات، وهنا لا يقصد توفير رواتب للأطباء لأن الأمر برمته تطوعي ولكن توفير امكانيات على شاكلة خط ساخن لتلقي الاستفسارات وعدد أكبر من الأطباء لتلقي الاستفسارات وتوجيه المرضى.
اختتم شريف حديثه قائلا: "العمل تطوعي وليس هناك أي أموال يتم دفعها في مقابل الخدمة، بل وصل الأمر إلى عرض البعض التبرع من أجل دعم الفكرة لكننا رفضنا وغير مهتمين بأية أموال، ونكتفي بدعاء الحالات التي نعمل على علاجها".