"الأجواء المفتوحة".. قصة اتفاقية صمدت 28 سنة وانسحب منها ترامب
بعد 28 سنة من توقيعها، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء اتفاقية "الأجواء المفتوحة"، في خطوة اعتبرت مضادة في الأساس لروسيا.
ترامب
الذي يقضي عامه الأخير في ولايته الأولى في البيت الأبيض، أخرج الولايات المتحدة
بهذا القرار من الاتفاق الذي وقعه الرئيس الأمريكي جورج بوش- الأب قبل نحو ثلاثة
عقود.
بوش وفكرة الأجواء المفتوحة
في عام
1989، بعد عقود من فشل الفكرة في الخمسينيات، ولدت فكرة "الأجواء المفتوحة"
لأول مرة بمبادرة من "بوش"، قبل توقيع الاتفاقية رسميا بعد ذلك بثلاث
سنوات، عام 1992.
وتنص
الاتفاقية على أحقية الدول الأعضاء فيها في القيام بطلعات جوية استطلاعية غير
مسلحة في أراضي الدول الأخرى الأعضاء، في إطار مفهوم "تبادل الثقة" بين
الولايات المتحدة ودول أوروبية، على رأسها الغريم التاريخي التقليدي روسيا.
كما
تهدف الاتفاقية لحماية أمن أوروبا بين القوتين المتنازعتين على السيادة الدولية، ولوضع
ضمانات فعلية لعدم تطوير أو استخدام أي أسحلة نووية.
روسيا تسجل أول طلعة استطلاعية
وقع
على الاتفاقية في البداية 27 دولة، وذلك
بالعاصمة الفلندنية "هلسنكي"، قبل أن يصل عدد الأعضاء بعد ذلك إلى 34.
ودخلت حير التنفيذ رسميا في العام 2002.
ويُسجل
لروسيا القيام بأول طلعة استطلاعية تنفيذا للاتفاقية وذلك في أغسطس 2002، تلتها
الولايات المتحدة في ديسمبر من ذات العام.
ومرت
الاتفاقية التي انسحبت منها أمريكا، بعدة مراحل تاريخية، ففي عام 2008، كانت الدول
الأعضاء نفذت نحو 500 طلعة استطلاعية، وصلت بعد 4 سنوات، في العام 2012 إلى 800
طلعة.
خطوة ترامب التي أغضبت روسيا
خطوة
ترامب التي أغضبت روسيا، سبقتها مناوشات سياسية بين القوتين العظميين، ففي أواخر
2018 وضعت روسيا قيودا أمام الولايات المتحدة تمنعها من القيام بطلعات استطلاعية
فوق مناطق منها، في رد قيل إنه استباقي لخطوة مشابهة كانت أمريكا تنوي القيام بها.
وصمدت الاتفاقية تاريخيا طوال فترات حكم 3 رؤساء أمريكيين، هم جورج بوش الأب، ثم جورج بوش الابن، وخليفته باراك أوباما، قبل أن ينسحب منها دونالد ترامب، الذي واجه اتهامات شديدة في بداية انتخابه بصلاته بالنظام الروسي، نجا منها بعد ذلك.