الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

"المدمر قرداش".. صيد العراق الثمين ليس زعيمًا لـ"داعش"

عبد الناصر قرداش
عبد الناصر قرداش

بعد نحو 10 أيام من إطلاق الجيش العراقي، عملية "أسود الصحراء" لملاحقة فلول تنظيم "الدولة" جنوبي البلاد، الذين يحاولون استغلال الأوضاع الداخلية العراقية حيث تفشي الفيروس التاجي "كوفيد-19"، وتفاقم الأزمة الاقتصادية؛ لإحياء التنظيم الإرهابي، نجحت قوات الجيش العراقي في إلقاء القبض على القائد العسكري المنوط له إعداد وتدريب العناصر الداعشية الانتحارية، عبد الناصر قرداش.

وشهد العراق خلال الفترة الأخيرة صحوة من قبل عناصر التنظيم الإرهابي، ورجح خبراء في ملف الحركات الأصولية أن انشغال الجيش وقوات "الحشد الشعبي" بالأوضاع السياسية، أدى إلى تراخي القبضة الأمنية ما منح عناصر "داعش" قبلة حياة.

وفي أواخر أكتوبر من العام الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن فرقة من قوات "دلتا" الخاصة، نفذت عملية إبرار جوي في إحدى المناطق في محافظة إدلب السورية، وتمكنت من قتل زعيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي، هو وعدد من كبار قادة التنظيم. 

وبعد الإعلان الأمريكي بنحو 5 أيام اعترف التنظيم بمقتل قائدة في غارة أمريكية، وقال في بيان صوتي تناقلته الصفحات الرسمية للتنظيم الإرهابي على موقع التواصل "تيلجرام"، فور التأكد من نبأ مقتل البغدادي، سارع مجلس شورى التنظيم في تنفيذ وصية البغدادي، وبايع أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، خليفة للبغدادي، وطالب أفرع التنظيم حول العالم بسرعة مبايعة القائد الجديد. 

قرادش المدمر

وفي أغسطس من العام 2019، تناقلت مواقع منسوبة إلى تنظيم "داعش"، بيانًا، يزعم أن زعيم التنظيم الإرهابي، أبو بكر البغدادي، نصب العراقي التركماني عبد الله قرداش، نائبا وخليفة له، أي أن البيان تم تداوله قبل عملية قتل البغدادي بنحو شهرين؛ لكون عملية القتل نفذت أواخر أكتوبر 2019، والبيان تم تداوله في أغسطس الماضي.
وقرداش، كان ضابطا في الجيش العراقي السابق، وكان المسؤول الشرعي في تنظيم "القاعدة"، قبل تكوين "داعش" في سوريا والعراق عام 2014. وقرداش، كان سجينًا في سجن "بوكا"، الذي أنشأته القوات الأمريكية في مدينة البصرة الجنوبية عقب دخولها إلى العراق عام 2003، وهو السجن الذي كان مسجونا به البغدادي نفسه حينها.
يلقب قرداش بـ"المدمر"، وتعرف عنه قسوته وشدته في التعامل مع خصوم التنظيم، ورغم نسبه إلى "التركمان"، إلا أن قيادات داخل "داعش" من بينهم إسماعيل العيثاوي أكد "قرشية" قرداش. وقد تولى منصب أمير "ديوان الأمن العام"، في سوريا والعراق، وهو أحد أقوى الدواوين داخل "داعش" والمسؤول عن حماية قيادات التنظيم، كما أشرف في وقت سابق على "ديوان المظالم"، وهو ضمن الإدارات الخدمية التي أنشأها التنظيم خلال سيطرته على المدن.
كما تولى منصب وزير "التفخيخ والانتحاريين"، وأشرف بنفسه على عمليات التفخيخ أثناء معارك التنظيم ضد "الجيش الحر" في سوريا.
وبحسب تصريح سابق للباحث في الحركات الأصولية، عمرو فاروق، فإن عبد الناصر قرداش تولى منصب "العسكري العام" لما يعرف بـ "ولاية الشام" سابقا، وأشرف بنفسه على قيادة معارك التنظيم في الرقة، بحسب وثيقة سابقة نشرها عضو مكتب البحوث والإفتاء التابع لـ "داعش" "أبو محمد الحسيني الهاشمي".

ليس الخليفة

"الرئيس نيوز" تحدث مع الأكاديمي، والباحث المتخصص في ملف الحركات الأصولية، الدكتور هاني نسيرة، ليوضح أن قرادش ليس زعيم تنظيم "الدولة"؛ لكون التنظيم سمى شخصًا آخر زعيمًا له عقب مقتل البغدادي، وهو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، وقال: "على الرغم من أن الاسم الأخير كنية لشخص إلا أنه أغلب الظن ليس لقرداش، فقرداش اسم معلوم للجميع، وعائلة كبيرة، وكان يتداول أنه خليفة البغدادي، ولو كان هو فعليًا الخليفة فلماذا ينكر التنظيم اسمه؟ ويقول إن الخليفة الجديد هو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، الذي يُظن أنه أحد أعضاء مجلس شورى تنظيم داعش".  
قال نسيرة، إن قرداش شخص مجهول وغير معروف في الأوساط الجهادية عمومًا حتى وإن كان معروفًا بدمويته في التنظيم، ولا أظن أنه هو من يقود التنظيم في الوقت الحالي.