الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

«الطموح».. «بن سلمان» يكسر القواعد من أجل «الدولة السعودية الخامسة»

الرئيس نيوز

علا سعدي
تبنى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، سياسة انفتاح جديدة تقود السعودية لمزيد من التطور والتحرر،  رغم معارضيه الذين يريدون احتفاظ المملكة بشكلها التقليدي.
وبفضل الأمير تنطلق السعودية نحو مزيد من خطوات الانفتاح الاقتصادي الاجتماعي، الذي كان يحلم به جيل الشباب، إذ منح المرأة حق قيادة السيارات رغم المورثات الثقافية، بجانب السماح للمقاهي والمطاعم بتشغيل الموسيقى والأغنيات في، والسماح للنساء بالحضور في المباريات والحفلات الغنائية، وعقد حفلات غنائية خاصة لأشهر مطربي العالم.
ويمضي ولي العهد السعودي نحو كسر مزيد من القيود والموروثات، التي كان يعتبرها الشعب السعودي مسلمات ومقدسات لا تمس، ووضع الأمير خطة بمسمى «رؤية 2030»، التي تقود المملكة إلى ثورة اقتصادية وإنهاء اعتماده على النفط، وخفض الإنفاق العام بنسبة 40%، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، بجانب إنشاء مدينة إعلامية سعودية، وتطوير السياحة، وإنشاء مجمعات تتيح للنساء مزاولة النشاطات الرياضية، وخصخصة خدمات البريد.
واعتبر وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، خلال مشاركته في «منتدى مستقبل الاستثمار» الذي عقد في الرياض، أن تأكيد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للانفتاح والاعتدال، يقود المنطقة إلى مستقبل واعد.
ورأت هيئة الإذاعة البريطانية، إنهاء حظر قيادة المرأة السعودية للسيارة، بالقرار الذي يعكس تغيرات عميقة في المجتمع، وأن الأمير محمد يدشن نمطا جديدا من السياسة، بإنهاء الدور القوي الذي كان يلعبه رجال الدين في السياسية السعودية، وقبل رفع الحظر على قيادة المرأة تحفظت المملكة على عدد من رجال الدين وكتاب مؤثرين، للتقليل من احتمالات معارضة معظم الإسلاميين والمحافظين لرفع حظر القيادة أو السياسة الخارجية أو التقشف الاقتصادي.
وأشارت وكالة «بلومبرج» الأمريكية إلى عزم السعودية على تنويع مصادرها الاقتصادية من خلال رؤية 2030، وعقدت خططا لتطوير مواقع سياحية من بينها تحويل 50 جزيرة، وسلسلة من المواقع على البحر الأحمر إلى منتجعات فاخرة، ويتوقع أن تستكمل المرحلة الأولى من المشروع السياحي في نهاية عام 2022.
وقالت الوكالة إن المملكة تشهد ثورة في القطاع السياحي وتهدف إلى تشجيع السعوديين على إنفاق المزيد من دخلهم في البلاد، بدلا من إنفاقها في السفر إلى الخارج.
وفيما يتعلق بوسائل الترفيه، أكدت بلومبرج أن المملكة تسعى إلى الإكثار من وسائل التسلية والترفيه والسماح للمواطنين بالاستمتاع بوقتهم، وذلك بهدف جني المزيد من الأرباح عبر النشاطات الترفيهية والمهرجانات الثقافية.
ونظمت السعودية 7 حفلات غنائية لمطربين من مختلف بلدان العالم خلال شهري نوفمبر وديسمبر، ويأتي ذلك ضمن رؤية 2030 التي تهدف إلى التحرر من القيود الاجتماعية والتنويع الاقتصادي، ونظمت أيضا خلال الفترة السابقة حوالي 37 مهرجانا شعبي في مختلف أنحاء المملكة.
وبحسب وكالة رويترز، في إطار رؤية 2030، تخطط المملكة لبيع نحو 5% من شركة النفط الوطنية العملاقة  «أرامكو»، ويقول مسؤولون إنهم يستهدفون الانتهاء من البيع بنهاية 2018 وجمع نحو 100 مليار دولار، واستخدام هذه الأموال في مشاريع أخرى لتنويع اقتصاد المملكة.
ومن علامات التحرر الاجتماعي أيضا التي حدثت بالمملكة، موافقة هيئة الرياضة السعودية على السماح للمرأة بحضور المباريات وتجهيز الملاعب الرياضية لاستقبال النساء في المباريات، وبجانب ذلك نظمت أول بطولة نسائية لكرة السلة في المملكة تحت رعاية الهيئة العامة للرياضة ووزارة الصحة ضمن احتفالية اليوم الرياضي التثقيفي النسائي عن سرطان الثدي.
وفيما يتعلق بحملة الفساد التي بدأتها السعودية في الشهر الماضي، وصفت صحيفة «نيويورك تايمز»، الأمريكية الإجراءات بإنها الخطوة الجديدة في سلسلة من الخطوات الهادفة، لتعزيز مركز الأمير محمد الذي يحظى بالدعم من الشعب السعودي.
وقالت إن الكثير من السعوديين أشادوا بالخطوات التي يقوم بها الأمير محمد، خاصة في معالجة المشكلات الاقتصادية التي تواجه المملكة، والمضي قدما في خطة طموحة تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط في المستقبل.
بينما قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن الأمير محمد البالغ من العمر 32 سنة، يبذل جهدًا كبيرًا حاليًا لجذب رؤوس الأموال الأجنبية، وتنظيف المملكة من الشوائب، من أجل إغراء رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب، لإقامة مشاريع على أراضي المملكة، وهذه الجهود تأتي في إطار برامج كبيرة وطموحة تهدف في المقام الأول إلى تنويع الاقتصاد الوطني، وخفض الاعتماد على صادرات النفط المتقلبة بشكل تدريجي.
واعتبرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أن الإجراءات جاءت في إطار تغييرات شاملة في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وإنها تعكس عزم الملك سلمان على المضي قدمًا.