الأحد 13 أكتوبر 2024 الموافق 10 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"بلاد عدوة".. تصريحات القنصل المغربي ضد الجزائر تفجر أزمة

الرئيس نيوز

أثار تصريح القنصل المغربي أحرضان بوطاهر في وهران بالجزائر، استياء شديدا بعدما وصف الجزائر بـ"البلد العدو"، فيما تبرأ القنصل من الفيديو مؤكدا أنه مفبرك.

وقال القنصل المغربي، خلال لقائه مجموعة من الرعايا المغاربة العاملين في الجزائر، الذين تجمعوا أمام مقر القنصلية للمطالبة بإعادتهم إلى بلادهم، ومطالبته لهم بعدم التجمع بسبب منع السلطات الجزائرية التجمعات على خلفية أزمة كورونا: "نحن في بلد عدو".

وقال الدكتور مصعب حمودي، الباحث في العلوم السياسية إن تصريحات القنصل المغربي، أمام مقر القنصلية في مدينة وهران الجزائرية "مستفزة".

بوطاهر في حديث له مع رعايا بلاده الراغبين في العودة إلى المغرب بسب الأوضاع الصحية، قال إنهم موجودون في "بلاد عدوة" وطالبهم بالحذر. جاء ذلك في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

ما وراء تصريحات القنصل المغربي؟

أوضح "حمودي" في تصريح لــ"الرئيس نيوز": عندما نرى المشهد جيداً، نرى أن الاستفزاز كان متعمداً. نعرف أن هناك لعبة بين النظامين، نظام الجنرالات في الجزائر ونظام المخزن المغربي".

وتابع: "المخزن المغربي يحاول توتير العلاقات السياسية مع الجزائر عمداً،  في ظل التأزمات الاجتماعية التي تواجهه، لذلك يقوم باللجوء إلى هذه الأساليب من أجل لفت و ترويض الرأي العام المغربي، و نفس الشيء يفعله نظام الجنرالات في الجزائر".

ولفت حمودي إلى أن فشل القنصل المغربي في نفي التصريحات المسجلة له، اضطره إلى أن يقول إنها مفبركة.

"تهور القنصل المغربي"

وأشار: "هناك توترات تلوح في الأفق في العلاقة بين النظام الجزائري والمخزن المغربي، وهي دورية، وربما يكون قد وصل للقنصل المغربي أوامر من المخزن تفيد بأن افتعال التوتر ماكان يجب أن يصل إلى هذا الحد، خاصة وأنه يقيم في الجزائر".

وأتم أن حدة التصعيد كانت متهورة من القنصل وذهب إلى أقصى حد من أشكال توتير العلاقة، ولم يتدرج، ووضع نفسه في مأزق، وقد لايذهب التوتر إلا برحيله".

جدير بالذكر، قامت وسائل اعلام جزائرية بوصف تصريحات القنصل بأنها مغرضة وتستهدف الجزائر ولا تمت بصلة للأعراف الدبلوماسية، كما أشار موقع "الشروق" الجزائري إلى قيام بعض الصحف المغربية بحملة شرسة ضد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، مستغلة أزمة وباء كورونا لبث إشاعات غير صحيحة لارباك الوضع العام في الجزائر.

"توترات دورية في العلاقات المغربية الجزائرية"

شهدت العلاقات المغربية الجزائرية محطات من التوتر بعد استقلال "المغرب 1956 والجزائر 1962"،  حيث بدأ النزاع الحدودي عام 1963، إلى صراع مسلح بين البلدين في ستينيات القرن الماضي أطلق عليه اسم "حرب الرمال".

وفي العام 1976، أعلنت جبهة "البوليساريو" قيام "الجمهورية العربية الصحراوية اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضوا بالأمم المتحدة، ولا بجامعة الدول العربية. و قطعت العلاقات بين المغرب والجزائر، فوراً على خلفية دعم الأخيرة لــ"البوليساريو".

وفي العام 1988، تم تطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر، قبل تشكيل "اتحاد المغرب العربي" بمدينة مراكش المغربية عام 1989، وذلك من خلال توقيع كل من ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا، على ما سُمي بـ"معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي".

قامت الجزائر بإغلاق حدودها مع المغرب عام 1994، في رد فعل على فرض الرباط تأشيرة دخول على رعاياها، واتهام الجزائر بالتورط في تفجيرات استهدفت فندق بمدينة مراكش.

شهد العام 2005، أول لقاء رسمي بين الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، والعاهل المغربي، الملك محمد السادس، لأول مرة بصفة رسمية في الجزائر. وبعد عشر سنوات دعا العاهل المغربي محمد السادس،  الرئيس الجزائري، إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية، ولكن وقعت مشادة كلامية بين مندوبي المغرب والجزائر في الجامعة العربية، على خلفية رفض المندوب الجزائري إدراج بند يرحب بعودة المغرب للاتحاد الإفريقي، ليقوم الطرفان باستدعاء سفرائهم وذلك في العام 2017.

وكانت المغرب قد انسحبت من منظمة الوحدة الأفريقية في العام 1984 احتجاجاً على قبول انضمام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ممثلة ب"جبهة البوليساريو"التي تطالب بإستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، قبل أن تعود إلى المنطمة بعد غياب 32 عاماً وتحديداً في العام 2017.