الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

انفراط التحالف بين صالح والحوثيين في اليمن وتجدد الاشتباكات بينهما

الرئيس نيوز

يبدو أن التحالف القائم منذ 3 سنوات بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح انفرط مع تبادل الطرفين الاتهامات بعد 4 أيام من المواجهات الدامية في صنعاء واعلان صالح استعداده فتح “صفحة جديدة” مع التحالف بقيادة السعودية والذي رحب بتصريحاته.
وتحول الانقسام في صفوف المتمردين إلى عنف هز صنعاء هذا الأسبوع وزاد المخاوف من ظهور جبهة جديدة في الحرب التي حصدت آلاف الأرواح وتسببت بأزمة انسانية.
وتجددت الاشتباكات الدائرة منذ الأربعاء في صنعاء السبت حيث اتهم زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الرئيس السابق بـ”الخيانة”.
وتحالفت قوات صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام مع الحوثيين المؤيدين لإيران منذ 2014 في مواجهة التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي تدخل في اليمن دعما للرئيس عبد ربه منصور هادي في العام التالي.
لكن اندلعت منذ الأربعاء مواجهات في صنعاء أوقعت عشرات القتلى بين حلفاء الأمس.
وأكد عبد الملك الحوثي، مقتل أو إصابة 40 شخصا على الأقل فيما أشارت مصادر أمنية في صنعاء إلى سقوط أكثر من 60 بين قتيل وجريح.
وتقاتل الجانبان للسيطرة على المحاور المهمة في العاصمة السبت بما في ذلك الوزارات والمطار الدولي، وفق مصادر امنية وشهود. وبدت صنعاء اشبه “بمدينة اشباح” وفق احد السكان.
وقال صالح في خطاب نقله التلفزيون “أدعو الاشقاء في دول الجوار والمتحالفين أن يوقفوا عدوانهم وأن يرفعوا الحصار وأن يفتحوا المطارات، وسنفتح معهم صفحة جديدة”. واضاف “سنتعامل بشكل إيجابي. ويكفي ما حصل في اليمن” الذي أوقع فيه النزاع أكثر من 8750 قتيلا وأكثر من 50 ألف جريح بينهم أعداد كبيرة من المدنيين منذ مارس 2015، وبات القسم الأكبر من سكانه يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
وأضاف: “نتعهد لأشقائنا وجيراننا أننا بعد وقف إطلاق النار وايقاف التحركات على الأرض وفتح المطارات ورفع الحصار سنتحاور مباشرة كسلطة شرعية ممثلة بمجلس النواب”.
وحمل الرئيس السابق بعنف على الحوثيين مضيفا “أدعو القوات المسلحة والامن ان لا تنفذ اي تعليمات من قيادة انصار الله (…) نفِذوا تعليمات المؤسسة العسكرية الممثلة بالقيادات الوطنية التاريخية الذين شملتهم التصفيات من قبل قيادة انصار الله”.
ورحب التحالف العسكري بقيادة السعودية بتصريحات صالح. وأفاد في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية ان “استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية (…) التابعة لإيران”، في اشارة الى المتمردين الحوثيين. بدورها، رحبت الامارات بهذه التطورات وحيا وزير الدولة للشؤون الخارجية انور قرقاش على تويتر “انتفاضة صنعاء” التي قال انها ستعيد “شعب اليمن الى محيطه العربي الطبيعي”. لكن تصريحات صالح أثارت غضب الحوثيين. وقال عبد الملك الحوثي في خطاب بث مساء السبت “أصبحتم جبهة واحدة”، في اشارة الى صالح والتحالف الذي تقوده الرياض. ووصف موقف صالح بانه “خيانة كبيرة للوطن” واعتبره “انقلابا”. أما المكتب السياسي لحركة “انصار الله”، وهو الاسم الذي يطلقه الحوثيون على أنفسهم، فاعتبر أنه “من غير الغريب ولا المفاجئ أن يخرج صالح منقلبا على شراكة لم يؤمن بها يوماً”، وتوعد بان “تدفع عواصم العدوان ثمنا باهظاً”. من جهته، قال المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد إنه “قلق للغاية” جراء التطورات الأخيرة داعيا جميع الأطراف إلى “ممارسة ضبط النفس” وتجنب استهداف المدنيين. في المقابل، بدت حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مرحبة بتحرك صالح لإبعاد نفسه عن الحوثيين الذين تتهمهم بتنفيذ أهداف ايران في اليمن. وأكدت دعمها للجهود الساعية إلى “الحفاظ على عروبة اليمن ووحدة أراضيها، حيث سيتم دعم كل طرف يواجه عصابة الحوثي الإرهابية، والتعاون مع كل مواطن يمني مخلص يعمل لتخليص البلاد من هذه العصابة الآثمة”. واتهمت السعودية وواشنطن مرارا ايران يتزويد الحوثيين بالسلاح، وهو ما تنفيه طهران. وحكم صالح اليمن طيلة 33 عاما قبل ان يضطر إلى نقل السلطة إلى هادي الذي كان نائبه آنذاك في 2012 بعد حراك شعبي. وخاض ست حملات ضد الحوثيين، وهم اقلية زيدية يعيش معظم أفرادها في شمال اليمن. واتهم صالح الحوثيين بانهم كانوا البادئين باعلان “الحرب” في صنعاء، في بيان صادر عن حزب المؤتمر الشعبي العام. وأعرب حزب المؤتمر الشعبي عن أسفه لفشل جهود الوساطة الجمعة بين المعسكرين المتحالفين منذ سيطرتهما على صنعاء في سبتمبر 2014 ودفهما هادي وحكومته إلى الفرار إلى عدن والسعودية. وشكل صالح والحوثيون حكومة موازية في صنعاء رغم اختلافهم على تقاسم السلطة منذ أشهر الأمر الذي أجج التوتر بين الجانبين بعد ان اتهم صالح الحوثيين بالسعي الى احتكار السلطة ونعته الحوثيون بالغدر لاشتباههم بانه يجري اتصالات مع السعودية. وأحكم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية حصاره على اليمن بعد اعتراض صاروخ قرب مطار الرياض أطلقه الحوثيون الشهر الماضي. ومن جهتها، حثت الأمم المتحدة التحالف على فتح الموانئ المطلة على البحر الأحمر للسماح بايصال المساعدات محذرة من أن “أكثر من ثمانية ملايين شخص قد يتعرضون إلى المجاعة دون دخول مساعدات غذائية عاجلة إلى اليمن”.