مخاوف من معارضة.. ما هي أهداف مشروع أردوغان الانتخابي؟
تداولت وسائل إعلام تركية معلومات حول سعي حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان إلى إجراء تعديلات في قانون الانتخابات الرئاسية في البلاد.
ووفقاً للمعلومات، فإن حزب أردوغان يجهز مشروعاً سيقدمه في وقت لاحق إلى البرلمان مع حليفه حزب الحركة القومية بقيادة دولت بهجلي، لإقرار التعديلات بعد مصادقة البرلمان عليها.
جولة واحدة وخفض نسبة الفوز
خلافاً لما هو شائع في كثير من دول العالم، تقضي التعديلات بإجراء الانتخابات الرئاسية في تركيا، ضمن جولة واحدة التي عادة ما تتم على مرتين، بالإضافة إلى إلغاء النسبة الاعتيادية للفوز، والتي تتمثل بضرورة حصول المرشح الفائز على أكثر من نصف الأصوات (50+1)، والاكتفاء بحصوله على أكثر الأصوات حتى ولو كانت أقل من 50%.
وزير الزراعة الأسبق في حكومة العدالة والتنمية، فاروق تشيليك، اقترح في وقت سابق من العام الماضي، تعديل شرط (50+1) اللازم لانتخاب رئيس الجمهورية، ليكون 40% فقط، حتى تنتهي الانتخابات من جولة واحدة.
وفي مطلع أكتوبر الماضي، علق أردوغان على تصريحات الوزير وأكد أن هناك مساع لإعداد مسودة لتعديل القانون المتعلق بتصريحات "تشيليك" وتقديمه للبرلمان، قبل أن يتراجع عن الفكرة ويؤكد رفضه التام للمقترح.
من جانبه، قال محمد حامد، الخبير فى الشؤون التركية، إن التعديلات تدل إن أردوغان بعد وصوله إلى نظام الحكم الرئاسي، فإنه يرى أن الأمور لم تؤول إليه بشكل كبير، وأن شعبية الحزب تضائلت بسبب أزمة كورونا والتراجع الاقتصادي.
لماذ يغير أردوغان النظام الانتخابي؟
أضاف حامد في تصريحات لــ"الرئيس نيوز": "تحت أي ظرف وبأي وسيلة وإن كان النظام الانتخابي مخالفاً لجميع الأنظمة والقواعد الانتخابية في العالم ويفتقر للحدود الدنيا لمبادئ الديمقراطية وللانتخابات النزيهة، فإن أردوغان يريد أن يفوز بالانتخابات المقبلة المزمع عقدها في 2023 أو في حال الدعوة لانتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة".
تابع: "الرئيس التركي متخوف من صعود حزبي المستقبل والديمقراطية والتقدم، في ظل تراجع شعبية حزب العالة والتنمية الحاكم، الذي كشفت استطلاعات الرأي أنه سيحصل على نسبة 39% من إجمالي أصوات الناخبين في أي انتخابات، أي أنه سيفقد 11% من شعبيته التي حصل عليها طوال السنوات الماضية".
وأتم حامد إلى أن بقاء العدالة والتنمية في الحكم لمدة 18 سنة، أدت إلى المزيد من الفساد والمحسويىة وتزوير الانتخابات وقلة الكفاءات وعدم قدرة الحزب على الاستمرارية في ظل أزمة اقتصادية والعجر في مواجهة كورونا.
يشار إلى أن تركيا شهدت استفتاءاً على تعديل الدستور في أبريل 2017 للانتقال من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وبموجبه أصبحت الانتخابات البرلمانية والرئاسية تجريان معاً كل 5 سنوات، كما أصبح من حق أردوغان أن يترشح لفترتين رئاسيتين، حصل على واحدة في الانتخابات المبكرة في 24 يونيو 2018، ويحق له الترشح في الانتخابات المقررة في نوفمبر 2023 لفترة رئاسية ثانية وأخيرة.