الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"نوم الضُهر" السبب.. اقتراح غريب من علي ماهر لمنع الشعب من "قعدة القهاوي"

علي ماهر باشا رئيس
علي ماهر باشا رئيس الوزراء في عهد الملكية

- ساعات العمل من 9 صباحًا حتى 5 مساءً.. وتعيين وكيل وزارة لشئون "أوقات الفراغ"


من بين كثيرين تولوا المنصب، كان علي ماهر باشا من القلائل الذين شكلوا الحكومة أكثر من مرة، إذ تولى رئاسة مجلس الوزراء المصري 4 مرات.

في الأول من مارس عام 1952، خرج علي باهر باشا من الوزارة التي كان يرأسها للمرة الثالثة في تاريخه، قبل أن يعود إليها إثر قيام ثورة 23 يوليو.

ثلاثة أشهر قضاها الرجل الذي كان رئيسا للديوان الملكي في عهد الملك فؤاد، في منزله، عاد فيها إلى حياته الخاصة وأنشطته الاجتماعية بعيدا عن شواغل الحكم والسياسة.

وبعد أيام من استقالة حكومته، نشرت مجلة "آخر ساعة" الشهيرة تفاصيل استئناف علي ماهر لحياته من المنزل، وذلك في عددها بتاريخ 12 مارس 1952.

وتكشف المجلة أن "ماهر" عاد من جديد إلى إقامة مأدبة الغداء التي كان محافظا عليها كل أربعاء من كل أسبوع، ويجوجه فيها دعوة مفتوحة لخاصته من أصدقائه.

وتشير المجلة إلى أنه كان من الموظبين على "غداء الأربعاء" هذا توفيق الحناوي باشا وإبراهيم عبد الوهاب بك ومحمد علي رشدي بك وصالحج حرب باشا وجعفر الدفراوي بك وإبراهيم قدري بك وسعد اللبان بك. ومع هؤلاء بعض أساتذة الجامعة.

وتشرح المجلة أن ما كان يجري في ذلك اليوم ليس حديث الطعام فقط، إذ أن "على كل واحد من المدعوين أن يطرح للبحث إحدى مسائل الأسبوع ويبدي فيها رأيه، ثم يتعرض لها رفعة علي ماهر باشا يالتعليق ويبدأ بعد ذلك يسأل المدعوين "كالممتحن" ويقسو في السؤال أحيانا".

وتلفت المجلة إلى أهمية القراءة في حياة الباشا، وتستعرض مناقشاته مع زواره على المائدة ولومه لهم، خصوصا الشباب، على عدم اطلاعهم بما فيه الكفاية، واقتصارهم على "تصفح المجلات" دون قراءة الكتب.

وتذكر المجلة إن على ماهر كان يتحدث إلى ضيوفه في عصبية قائلا: "أنا شخصيا أقرأ ثلاثة كتب أجنبية في الشهر على الأقل"، في إشارة إلى سعة اطلاعه.

ومن شغفه بالقراءة، توضح "آخر ساعة" أن علي ماهر كان "ينام دائما وبجانبه الكتاب الذي يقرأه و"نوتة" صغيرة وقلم رصاص حتى إذا طرأت بباله فكرة سجلها".

وبحسب رأيه، فإن "أقوى الأفكار لا تأتي إلا في ساعات الوحدة والهدوء"، لافتا إلى أنه يقضي بعض أوقات فراغه في كتابة مذكرات وافية يتناول فيها الكثير من تاريخ مصر.

بعد ذلك تتطرق المجلة إلى سر تمتع علي ماهر بالصحة والحيوية، لتكشف لنا رأيه في استثمار الوقت.

من ذلك، أن علي ماهر "لم يجلس طوال حياته في مقهى حتى وهو شاب، بل إنه يتأذى من منظر الجالسين في المقاهي وخصوصا الشبان".

ويبدو أن قطيعة علي ماهر مع المقاهي تعدت حياته الشخصية، إذ أنه كان لديه اقتراحات لإبعاد المواطنين، وخصوصا الشباب منهم، عن هذا المكان.

وتشرح المجلة: "يرى رفعة علي ماهر باشا أن من واجب الحكومة في هذا البلد أن تعتني بأوقات فراغ الشعب وتنظيمها"، كاشفةً عن أنه يرى ضرورة إنشاء منصب وكيل وزارة لأوقات الفراغ تتبعه النوادي الشعبية والمكتبات وقاعات المحاضرات.

ومن أجل تنفيذ هذا الاقتراح، يرى علي ماهر أن تتحدد ساعات العمل في الدوواين والشركات والمتاجر من الساعة التاسعة صباحا إلى الخامسة بعد الظهر، مع تخصيص فترة غداء بالتناوب.

وفي تصور "ماهر"، أنه إذا تم تطبيق هذا الاقتراح فإن الشعب سيمتنع عن عادة النوم بعد الغداء "التي تسبب السهر في الليل و"التلطع" في المقاهي".