الأربعاء 05 مارس 2025 الموافق 05 رمضان 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

أصوات الإسلاميين في رئاسة 2018.. «خارج الخدمة»

الرئيس نيوز

«أين ستذهب أصوات الإسلاميين؟».. سؤال يحيّر الساسة في مصر، ففي كل انتخابات ماضية كانوا يثيرون الجدل ويعتبرون كتلة قوية، إلا أنهم هذه المرة يثيرون الشفقة، بعد الزلزال الذي ضرب جماعة الإخوان في ثورة 30 يونيو والإطاحة بهم.
سياسيون وخبراء في التيار الإسلامي، أكدوا أن الأحزاب الإسلامية هشة، وتخلت عنها قواعدها التي ستلجأ للمقاطعة.
بداية، قال خبير الحركات الإسلامية، أحمد بان لـ«موقع الرئيس»، إن الإسلاميين لهم كتل تصويتية في الماضي لكن الآن أصبح أغلبهم في السجون والباقي يفضل مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة في محاولة لإفشالها إلا إذا ظهر مرشح يستهوي رغبة الإسلاميين وهو الأمر الصعب.
ويرى عضو مكتب شباب حزب الوفد، عمر المصري، أن الإسلاميين الحاليين لا يمكن إطلاق عليهم لفظ كتلة تصويتية لأن أعدادهم ضئيلة للغاية ومنقسيمن حيث سيعلن حزب النور السلفي الناجي الوحيد من الإسلاميين بعد ثورة 30 يونيو تأييده للرئيس عبد الفتاح السيسي لتولي سدة الحكم لفترة ثانية تبدأ من عام 2018 وتنتهي في 2022.
وأضاف لـ«موقع الرئيس»، أن محافظات الصعيد التي تضم أغلب أعضاء الجماعة الإسلامية سيقاطع أغلبهم الانتخابات لأنه خيار سهل وسيدعون المواطنين لمقاطعة الانتخابات عبر مواقع التواصل “فيسبوك” و”تويتر”.
وتعد هذه الانتخابات الرئاسية الثالثة بعد ثورة 25 يناير، إلا أنها تشهد اختفاء تيار الإسلام السياسي الذي ظهر بكل قوته في الانتخابات الرئاسية قبل الماضية، والتي شهدت نجاح «الإستبن» محمد مرسي، الذي خاض الانتخابات بديلا عن خيرت الشاطر.
وفي انتخابات 2014 كانت المنافسة منحصرة بين حمدين صباحي والسيسي أما انتخابات مصر 2018 فلا زال عدد المرشحين أمام السيسي غير معروف.
قال عضو حزب النور، محمد إسماعيل جاد الله، إن الحزب من أول الأحزاب المؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات 2014 ولكن الحزب لم يحدد موقفه في الانتخابات الرئاسية المقبلة وينتنظر قرارا جماعيا بالإعلان عن مرشح الحزب وأضاف جاد الله أن المجال مفتوح لترشح إسلاميين أو غيرهم.
وأوضح أن بقايا أعضاء تنظيم الإخوان قد يمتنعون ويلجأون للعنف حتى يثبتوا أن الديمقراطية في مصر تأثرت بسقوطهم وهذا وهم.
تفاصيل مرشح حزب النور للانتخابات الرئاسية المقبلة.. ولماذا لم يدعم «علشان تبنيها»؟
لم نحسم أمرنا بعد، بالمشاركة في حملة علشان نبنيها، التي تدعو لترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي للترشح لفترة رئاسية ثانية، بتلك الكلمات رد الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بالإسكندرية على شباب الدعوة السلفية وحزب النور، على قرار الحزب وموقف الدعوة في الانتخابات الرئاسية المقبلة،  وقال إن تلك المسألة معتلقة بقرارات الجمعية العمومية لحزب النور بعد مناقشتها مع الأعضاء، وأكد أن مشايخ الدعوة السلفية لم يحسمون قرارهم بعد في تلك المسألة برمتها  ولم تناقشها بعد.
كلمات برهامي لم تحسم الجدل الدائر بين أبناء الدعوة السلفية وشباب حزب النور، بل زادت من حيرة وشتات الأعضاء والشباب خصوصا وأنهم لم يستطعيوا حزم أمرهم في المعركة الانتخابية، وخصوصا أن برهامي طالب شباب الدعوة والحزب، بالتركيز على العمل الدعوي في تلك الفترة المهمة والانشغال بالمهام الأساسية للدعوة السلفية في العمل الدعوي والتطوعي، والعمل على توسيع القواعد في القرى والنجوع.
ولكن مصادر قريبة من مشايخ وعلماء الدعوة السلفية، أكدت أنهم لم يحسموا أمرهم بعد في كيفية التحرك على الصعيد السياسي خلال المرحلة المقبلة، وإن كانوا يستعدون بخريطة قوية وكبيرة تساهم في استعادة كثيرا من شعبية الحزب والدعوة السلفية.
والمعضلة الحقيقة التي يقف عندها القائمون على الدعوة والحزب هي كيفية القضاء على الخلافات الشديدة بين المشايخ وقيادات حزب النور خلال الفترة الماضية، والتي وصلت لمرحلة إعلان العصيان والتمرد والانشقاق عن الدعوة السلفية وحزب النور مثلما حدث مع كثير من القيادات.
ووفقا لمعلومات حصلنا عليها من داخل الدعوة السلفية، فإن السلفيين سيدعمون الرئيس عبد الفتاح السيسي في حالة إعلانه الترشح لفترة رئاسية جديدة، وأنهم لن يدعموا مرشحا آخر ضد السيسي، ولكنهم لن يشاركوا في دعوات أو مبادرات تطالب الرئيس عبد الفتاح  السيسي بالترشح لفترة رئاسية.
ووفقا للمصادر فإن السلفيين لم يتواصلوا مع مؤسسي حملة علشان تبنيها، بأي شكل من الأشكال، وأن كانت هناك بعض المحاولات لمشاركة السلفيين في تلك الحملة ولكنها لم تنجح حتى الآن، خاصة أن كثيرا من الشباب والأعضاء لا يريدون التحرك دون الحصول على المباركة من المشايخ وقيادات حزب النور، وأن كان هناك بعض التحركات للشباب فهي محسوبة عليهم فقط.
أحد المقربين من الدكتور ياسر برهامي، قال إن الرجل وقيادات الدعوة السلفية سيكون لهم دور ما في الانتخابات الرئاسية القادمة وفي دعم ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي ولكنهم لن يعلنوا عنه الآن، خصوصا وأن يعملون حاليا على بعض المهام المسندة إليهم من توسيع القاعدة السلفية والعمل في المناطق التي يسطير عليهم الإخوان في محافظات الوجه البحري والصعيد، إضافة للعمل على مواجهة ملف المد الشيعي، وظاهرة الإلحاد التي انتشرت في الفترة الأخيرة، وتلك هي الملفات التي تعمل عليها الدعوة السلفية وحزب النور حاليا، وتلقى قبولا لدى مؤسسات الدولة .