الانتقالي الجنوبي يتمسك بـ"الحكم الذاتي".. ويُبقي على شعرة معاوية مع السعودية
حافظ المجلس الانتقالي في جنوب اليمن على شعرة معاوية بينه وبين المملكة العربية السعودية التي تقود تحالف لحرب جماعة "أنصار الله" المتمردة والمعروفة بـ"الحوثي"؛ إذ اختار بعناية مرادفات البيان الذي رد خلاله على البيان السعودي الذي طالب المجلس بالعدول عن قراره بإعلان الحكم الذاتي في الجنوب.
المتحدث باسم المجلس، نزار هيثم، شدد على ضرورة احترام تطلعات شعب الجنوب وحقهم في تقرير مصيرهم السياسي، فضلًا عن العمل على توفير الاحتياجات الأساسية للمواطن الجنوبي من خدمات وحقوق لما لهذه الملفات من أولوية قصوى، لا يمكن تأجيلها ولا تسويفها.
وأكد نزار ترحيب المجلس الانتقالي بالبيان الصادر من التحالف العربي، وأهمية اتفاق الرياض، وضرورة احترام التسلسل الوارد فيه.
وأضاف: "المجلس يؤكد الضرورة القصوى لتكثيف الجهود لمعالجة أضرار السيول في العاصمة عدن، وكذلك مواجهة الفيروس المستجد كوفيد 19".
التحالف العربي يدعو للعودة إلى اتفاق الرياض
وأصدر التحالف الذي تقوده السعودية بيانًا خلال وقت سابق دعا فيه المجلس الانتقالي إلى إلغاء أي خطوة تخالف اتفاق الرياض، والعمل على التعجيل بتنفيذه"، ووقف أي نشاطات أو تحركات تصعيدية.
وأكد التحالف ضرورة عودة الأوضاع إلى سابق وضعها على إثر إعلان حالة الطوارئ من جانب المجلس الانتقالي عبر بيانه الأخير وما ترتب عليه من تطورات الأحداث في العاصمة المؤقتة عدن وبعض المحافظات الجنوبية بالجمهورية اليمنية.
إعلان الإدارة الذاتية في جنوب اليمن
وفي 25 أبريل الماضي أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن فرض حالة الطوارئ والإدارة الذاتية في مدن الجنوب وعلى رأسها عدن، التي تتخذها حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي عاصمة مؤقتة عقب سيطرة جماعة "أنصار الله" على العاصمة صنعاء.
والمجلس الانتقالي الجنوبي مدعوم إماراتيًا، ويتبنى سياسات ترمي إلى الانفصال، وخلال مقابلة أجراها "الرئيس نيوز" مع عضو المجلس أنور التميمي، خلال وقت سابق، أكد أن مسألة الانفصال بالنسبة لشعب الجنوب محورية ولا تنازل عنها.
بدورها، قالت الإعلامية ليلي ربيع، إن ما ورد في بيان التحالف كان متوقعًا، وأكدت خلال تصريح لـ"الرئيس نيوز" أن الشارع الجنوبي يرى أن خطوة المجلس جاءت متأخرة كثيرة، وأن الشارع يضغط على المجلس؛ لفرض سياسة الأمر الواقع، واتخاذ خطوات ملموسة فيما يضمن إعلان إقامة كيان لهم.
وأشارت الإعلامية إلى أن ما تسمى حكومة الشرعية، تعمل على التضييق على الناس وتمنع عددًا من أعضاء المجلس للعودة إلى عدن، فهناك وفد من المجلس تم إيقافه في الأردن؛ لكون حكومة هادي تمنع عودتهم.
غضب مكتوم بين الإمارات والسعودية
ولفتت إلى أن رواتب الموظفين مقطوعة منذ 6 أشهر، وكذلك رواتب أعضاء الأحزمة الأمنية، كما تم وقف الإعانة المقدمة لأسر الشهداء والحرجي.
فيما قال الباحث في الشؤون الإيرانية، علي رجب، إن العلاقات بين الرياض وأبو ظبي أكبر من أن يتم تعكيرها بسبب خلاف في التوجهات أو وجهات النظر. وقال لـ"الرئيس نيوز": "مما لا شك هناك غضب مكتوم لكنه لن يطلع إلى العلن فالدولتان بينهما شراكة استراتيجية ستفرض عليهما تجاوز ما يعكرها".