لعبة ترامب الانتخابية.. واشنطن بوست: "كرة نار" أمريكية ضد الصين
تعمل إدارة ترامب على صياغة خطة طويلة الأجل لمعاقبة الصين على جبهات متعددة وإلقاء اللوم على بكين في تفشي وباء كورونا ويتطابق هذا الجهد، لكنه يتجاوز استراتيجية الحملة الانتخابية لإلقاء اللوم على بكين، وفقًا لشبكة CNN، التي اعتبرت الحديث عن معاقبة الصين محاولة لصرف الانتباه عن ما وصفته بـ"أخطاء الرئيس دونالد ترامب" في التنبؤ بالأزمة ومعالجتها، التي قتلت الآن أكثر من 60 ألف أمريكي.
تقول مصادر متعددة داخل الإدارة أن هناك شهية لاستخدام أدوات مختلفة، بما في ذلك العقوبات، وإلغاء التزامات الديون الأمريكية، ووضع سياسات تجارية جديدة، تستهدف الصين وكل من تعتبره الإدارة الأمريكية مسؤولاً عن تفاقم الأزمة.
قال أحد مسؤولي الإدارة، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "علينا أن نعيد الاقتصاد مرة أخرى، وعلينا أن نكون حذرين بشأن كيفية القيام بذلك، لكننا سنجد سبلا لنثبت للصينيين أن أفعالهم تستحق الشجب".
في غضون ذلك، يتعرض مجتمع المخابرات لضغوط هائلة من الإدارة، حيث يدفع كبار المسؤولين لمعرفة ما إذا كان الفيروس قد تسرب إلى الجمهور من مختبر في ووهان الصينية، حسبما قال مصدران مطلعان.
وأشار ترامب إلى العلاقة الخلافية بين البلدين يوم الخميس، عندما أخبر الصحفيين في البيت الأبيض أن الصين لا تريد أن يعاد انتخابه لأن الولايات المتحدة "تحصل على مليارات" من البلاد بفضل اتفاقها التجاري.
وعندما سُئل عما إذا كان حجب الصين للمعلومات عن فيروس كورونا مرتبطًا بتقويض إعادة انتخابه، قال ترامب إن "الصين ترغب في رؤية جو بايدن النائم - سيأخذون هذا البلد في رحلة لم ترها من قبل."
ذكرت شبكة سي إن إن في وقت سابق من هذا الشهر أن الحكومة تبحث في النظرية القائلة بأن الفيروس نشأ في مختبر صيني ولكنها لم تتمكن بعد من إثبات هذه المزاعم.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إن الأدلة تشير إلى أن الفيروس من أصل طبيعي.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الخميس أن المسؤولين يضغطون على محللي المخابرات للعثور على معلومات تدعم الفكرة. وقال مسؤول بالإدارة ردا على سؤال عما إذا كان من الممكن عدم تحديد مصدر الفيروس "أعتقد أننا سنكتشف ذلك".
يتصاعد الاشتباك بين الولايات المتحدة والصين وسط شك متزايد داخل الإدارة بشأن التحدي الاستراتيجي المتزايد للصين والغضب من أن الفيروس دمر اقتصادًا يُنظر إليه على أنه جواز مرور ترامب إلى فترة رئاسة ثانية.
قال وزير الخارجية مايك بومبيو الأسبوع الماضي "إنني واثق من أن الحزب الشيوعي الصيني سيدفع ثمن ما فعلوه هنا في الولايات المتحدة".
وتأتي المواجهة بالتزامن مع سعي الجانبين إلى استغلال بيئة جيوسياسية مهتزة بالفعل بسبب تنافسهما الذي أثار الخلافات بشدة في أعقاب تفشي وباء كورونا.
وانشقت الولايات المتحدة عن الحلفاء مرة أخرى في الوقت الذي تتطلع فيه إلى تمديد حظر الأسلحة الإيرانية، والتطورات السلبية في العلاقات الأمريكية- الصينية تهدد بخيارات غير مريحة سيواجهها حتمًا حلفاء الولايات المتحدة الآسيويين الذين يحرصون أيضًا على عدم استعداء التنين في فنائهم الخلفي.
ويمكن أن يكون للتوتر المتزايد تداعيات كبيرة على الاقتصاد العالمي، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى إبعاد نفسها عن سلاسل التوريد التي تهيمن عليها الصين.