بعد ظهوره في مسلسل "الاختيار".. مَن هو "فقيه الموت" الإرهابي عمر رفاعي سرور؟
أعاد مسلسل "الاختيار" الذي يجسد شخصية عقيد أركان حرب أحمد المنسي، الذي استشهد خلال تواجده في أحد الأكمنة العسكرية في شمال سيناء، الأذهان إلى شخصيات حقيقية لعبت أدورًا في التنظيمات الإرهابية وجسدها المسلسل، بينها الإرهابي الذي نفذ فيه حكم الإعدام هشام العشماوي، وكذلك صديقه عمر رفاعي سرور الذي قتله الجيش الليبي في مدينة درنة.
من بين الشخصيالت التي سلط المسلسل الضوء عليهم، عمر رفاعي سرور، نجل منظر الجماعات الإرهابية، القيادي القطبي رفاعي سرور، مؤلف العديد من الكتب التي تعد مرجعيات فكرية للجماعات الإرهابية، بينها كتاب "بيت الدعوة" الذي تحدث عنه زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، وقال إنه استقى منه العديد من الأفكار خلال حياته الجهادية.
مقتل عمر في أكتوبر 2018
أعلن الناطق باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، أن الجيش تمكن من قتل الإرهابي المصري محمد رفاعي سرور، وبالتقصي عن الاسم، اتضح أنه عمر رفاعي سرور وليس محمد رفاعي سرور، فحسب مقابلة نشرها موقع "طريق الإسلام" في 13 أغسطس 2013 لزوجة رفاعي سرور، أوضحت أن أبناءها هم (يحيى - عمر - ولاء - ياسر - رقية (جهاد) - أسماء)، ولفتت إلى أن يحيي على اسم القيادي السابق في تنظيم "الجهاد" يحيى هاشم، وعمر على اسم المرشد عمر التلمساني، وولاء من الولاء والبراء، وياسر هو اختيار رفاعي سرور، أما رقية فهو على اسم زوجة القيادي يحيي هاشم.
وبالتالي ليس لدى رفاعي سرور، أي أبناء يحملون اسم محمد، وتشير التقديرات إلى أن محمد رفاعي سرور هو عمر رفاعي سرور.
لكن كيف غادر عمر إلى ليبيا؟ ومتى قتل وما علاقته بهشام عشماوي؟ البداية حينما صدرت مذكرة من النائب العام المصري بتوقيف عمر رفاعي سرور، على ذمة التحقيقات في قضية "خلية مدينة نصر" وهي أول قضية للسلفية الجهادية بعد ثورة 25 يناير، لكن عمر كان قد هرب من محل إقامته وقتذاك.
واستمرت النيابة العامة في التحقيق في القضية، حتى تم إحالتها إلى أحد المحاكم المصرية ليصدر حكم غيابي بالسجن 15 عامًا على عمر رفاعي سرور.
اتضح أن عمر يتواجد في سيناء منذ أواخر العام 2011. ليبدأ حياته الجهادية منضمًا إلى ما يسمى تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي غير اسمه فيما بعد إلى "ولاية سيناء"؛ بعدما بايع زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي وقتذاك أبو بكر البغدادي.
حسب المتداول فإن عمر ظل في سيناء حتى أواخر عام 2014، وبدأت الخلافات تدب بين أعضاء تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي حول مبايعة تنظيم "داعش" من عدمه، وكان عمر قد تعرف وقتها على الإرهابي هشام عشماوي، الذي رفض هو الاخر مبايعة زعيم "داعش"، ليقررا الانفصال عن التنظيم، وشق طريقهم في مكان آخر.
(عشماوي وعمر سرور) قرارا الذهاب إلى ليبيا وتحديدًا إلى مدينة درنة، وهناك انضما إلى ما يسمى تنظيم "مجلس شورى مجاهدي درنة"، لكنهم سرعان ما انفصلا عنه، وشكلا ما يعرف بتنظيم "المرابطون"، ومعهم ثالثهم شخص مصري آخر يدعى عماد الدين عبدالحميد.
في أكتوبر 2018 نشر المتحدث العسكري الليبي العقيد أحمد المسماري، خبرًا يفيد بقتل الإرهابي المصري عمر سرور في مدينة درنة، ما أكدته زوجته التي كانت برفقة الإرهابي هشام عشماوي خلال القبض عليه.
دون المسماري
في 9 يونيو 2018 كتب المسماري عبر صفحته، "في ضربة موجعة للإرهابيين لقى القيادي في تنظيم القاعدة عمر رفاعى سرور، المكني "أبوعبدالله المصرى"، مصرعه، في مواجهات دارت السبت الموافق 9 يونيو بمنطقة شيحا الشرقية في مدينة درنة، بين قوات الجيش الليبى، وعناصر ما يسمى بـ"مجلس شورى مجاهدى درنة".
حسب موقع "المتوسط" الليبي، شغل رفاعي سرور مناصب القاضي الشرعي لتنظيم المرابطين، ممثل التنظيمات القاعدية في ليبيا، والمفتي الشرعي لمجلس شورى مجاهدي درنة المنحل. ويتردد أن رفاعي سرور استمد قوته في الإفتاء لتنظيم القاعدة من خلال والده، الذي كان صديقا مقربا من زعيم تنظيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري، حيث دخل السجن معه في قضية تنظيم الجهاد عام 1981، وبث التنظيم إصدارا مرئيا في عزائه عام 2012.
اعترافات مثيرة للدهشة
الذي كشف خطورة عمر سرور، هو الاعترافات التي أدلى بها الإرهابي عبد الرحيم محمد عبد الله المسمارى، وهو الإرهابى الأجنبى الوحيد الناجى من حادث الواحات، خلال حواره المتلفز مع الإعلامي عماد أديب، قال إن مجموعة من العناصر كانت معهم في مجلس شورى مجاهدي درنة أرادت الانشقاق عنهم، والانضمام إلى تنظيم "داعش" لكن فتاوى الشيخ عمر رفاعى سرور أثنتهم عن ذلك واستمروا فى تنظيمهم.
وقال إن عمر سرور رجل مسموع الكلمة، له السمع والطاعة إذا أمر، ليس هذا فحسب بل أنه يٌعتبر بمثابة الفقيه الشرعى للتنظيمات الإرهابية فى ليبيا.
وأشار إلى أنه مكنى بـ"أبو عبد الله المصرى" وهو الابن الأكبر للشيخ رفاعى سرور أهم رموز مُنظرى التيار القطبي في مصر والعالم العربي.
وأصدر عمر فتاوى عديدة تصف رؤساء الدول بأنهم طواغيت، ومن أبرز أشهر الفتاوى التي أصدرها "داعش من خوارج العصر"، ودعا إلى موالاة تنظيم القاعدة.
عقب وفاة والده رفاعي سرور العام 2012، قال عمر سرور إن وصية والده المكتوبة، "ينبغي أن لا نبايع القادة على الجهاد ولكن على الموت".