أوروبا تحارب الجائحة: احتجاجات "حظر الحياة" تعصف باستراتيجية العزلة
أعلنت إيطاليا وإسبانيا، من بين الدول الأوروبية التي طبقت حظرًا صارمًا للتصدي لفيروس كورونا، أمس الأحد، عن خطط لتخفيف إجراءات حظر التجول والإغلاق الإلزامي للمرافق بشكل أكبر.
قال
رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي لصحيفة La Repubblica، إن قطاع التصنيع
سيبدأ في إعادة فتح أبوابه اعتبارًا من الاثنين الموافق 4 مايو، لكن المدارس ستظل مغلقة
حتى سبتمبر.
رئيس
الوزراء الإيطالي أضاف أن القطاعات الاستراتيجية، مثل الشركات المصدرة، يمكن أن تستأنف
عملها في وقت مبكر من الأسبوع المقبل بموافقة السلطات المحلية. ومن أجل إعادة فتحها،
سيتعين على الشركات اعتماد إجراءات أمان صارمة سيصدر تفاصيلها بقرار رئيس الوزراء بداية
الأسبوع المقبل.
إلى
ذلك، أعلنت اليونان تمديد الإغلاق الإلزامي للمرافق حتى 4 مايو، مع توقعات باستمرار
تخفيف إجراءات التصدي لفيروس كورونا تدريجيًا خلال مايو ويونيو، تماشيًا مع تحذيرات
قادة دول الاتحاد الأوروبي من الاضطرار لإعادة الحظر والإغلاق الإلزامي للمرافق في
أي وقت إذا اقتضت الضرورة.
ميركل تواجه احتجاجات "حظر الحياة"
تتعرض
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لانتقادات بعد أن خرج الآلاف من الألمان في مسيرات
حاشدة في جميع أنحاء البلاد، الأحد، للاحتجاج على أوامر الإغلاق الإلزامي للمرافق التي
اتخذتها المستشارة.
وألقت
الشرطة الألمانية القبض على العشرات في برلين أول أمس السبت، بعد أن خرق المتظاهرون
إجراءات الإغلاق التي كانوا يتظاهرون ضدها. وانتقد كل من المتظاهرين اليساريين واليمينيين
تعامل ميركل مع جائحة فيروس كورونا، ورفعوا شعارات تتهم المستشارة بـ"حظر الحياة".
واندفع
نحو 180 ضابط شرطة إلى الحدث الذي انتهى باعتقال أكثر من 100 شخص. وقمع رجال الشرطة المتظاهرين، وحثوهم على التفرق بعد أن
أوضحوا أن التجمع "لا يتماشى مع القواعد الرسمية". وتخضع العاصمة الألمانية
الآن لقوانين الطوارئ التي تحظر تجمعات أكثر من 20 شخصًا، ودعا موقع المتظاهرين على
الإنترنت إلى "إنهاء حالة الطوارئ" حيث أن ألمانيا لديها أقل عدد من الوفيات
بسبب الفيروس.
إسبانيا تختار الإلغاء التدريجي للحظر
قال
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن إسبانيا ستسمح للعائلات بممارسة المشي والنشاط
البدني الفردي اعتباراً من السبت 2 مايو.وذكرت مجلة بوليتيكو الأمريكية أن مفوضية الاتحاد
الأوروبي حثت العواصم، في منتصف أبريل الجاري، على التنسيق فيما بينها بشأن استراتيجيات
الخروج، لكن حتى الآن قدمت دول الاتحاد الأوروبي خططها الخاصة من جانب واحد دون تنسيق.
رئيس
الوزراء أعلن أن تخفيف الإغلاق الإلزامي للمرافق سيكون "تدريجيًا ولكل حالة على
حدة، ولكنه منسق"، محذرًا من أنه قد تكون هناك "اختلافات إقليمية" بين
مناطق البلاد. وسجلت البلاد يوم الأحد أقل عدد من الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا على
مدار أكثر من شهر.
في حين
ستعيد إيطاليا فتح المدارس بعد الصيف، تدرس بلجيكا عودة الأطفال إلى الفصول الدراسية
في 18 مايو ومن المنتظر أن تتخذ فرنسا قراراً مماثلاً ولكن على أن تكون العودة يوم
الاثنين الموافق 11 مايو.
"العمال
البريطاني" يسعى لـ"استراتيجية خروج"
صعد
زعيم حزب العمال كير ستارمر الضغوط على الحكومة البريطانية لوضع "استراتيجية خروج"
لرفع إجراءات الإغلاق الإلزامي التي تم وضعها في 23 مارس لإبطاء انتشار فيروس كورونا.
يأتي
تدخل ستارمر في الوقت الذي حثت فيه المؤيدين المحافظين الذين تبرعوا بملايين الجنيهات
للحزب، الحكومة على البدء في تخفيف القيود للسماح للاقتصاد البريطاني باستئناف العمل.
وأصدرت
مجموعة الضغط في صناعة البيع بالتجزئة البريطانية ونقابتها التجارية الرئيسية إرشادات
جديدة لتجار التجزئة استعدادًا لتخفيف متوقع للتدابير وإعادة فتح المزيد من المتاجر.
وقال
كير، في دعوته لاستراتيجية خروج في رسالة إلى رئيس الوزراء بوريس جونسون، إن الوزراء
الأساسيين تعلموا الدروس من الأخطاء التي ارتكبت في التعامل مع الأزمة حتى الآن.
وأضاف
أن المملكة المتحدة في خطر الوقوع وراء الدول الأخرى، إضافة إلى الإدارات المفوضة في
اسكتلندا وويلز، التي شاركت بالفعل في محادثات "الكبار" مع مواطنيها حول
كيفية تخفيف القيود.
وقاوم
الوزراء حتى الآن الدعوات إلى استراتيجية خروج، بحجة أنها تخاطر بتقويض رسالتهم الرئيسية
التي مفادها أن الناس بحاجة إلى البقاء في المنزل لمنع انتشار فيروس كورونا، ومع ذلك،
فإن رسالة كير تعكس المخاوف التي عبر عنها بعض المحافظين الكبار الذين أثاروا قلقهم
من الأضرار المتزايدة التي لحقت بالاقتصاد بسبب الإغلاق الإلزامي للمرافق.
وقال
زعيم حزب العمال، إن أي استراتيجية للخروج لن تكون فعالة إلا إذا وضعت الحكومة التخطيط
والاستثمار والبنية التحتية اللازمة في وقت مبكر.