نبيلة عبيد: جمهور التسعينيات أكثر وعيًا من "نقاد السوشيال ميديا".. و"سكر زيادة" يحارب كورونا بالكوميديا (حوار)
"سكر زيادة" تحدي صعب..
وشخصية "كريمة" جديدة عليّ
لا أهتم بالمال و"اللي محسوش معملوش"..
ورفضت أعمالًا كثيرة لعدم قناعتي بها
كثرة ضيوف الشرف في المسلسل يميزه.. وأعد
بمفاجأة كوميدية ممتازة
السوشيال ميديا متحاملة.. الدولة واجهت كورونا بإجراءات جيدة
تمتلك رصيدًا سينمائيًا كبيرًا يتجاوز
86 فيلمًا خلال مسيرتها المديدة، ما جعلها أيقونة في السينما المصرية؛ النجمة نبيلة عبيد،
صاحبة التاريخ الكبير التي استمرت لسنوات طويلة على قمة الهرم الفني، أسعدتنا العام
الجاري بالعودة للشاشة الصغيرة من خلال مسلسل "سكر زيادة"، وتشاركها بطولته
النجمة نادية الجندي، وهى مفاجأة أخرى وجرأة كبيرة من النجمتين.
تقدم نبيلة في المسلسل شخصية "كريمة"، التي قالت عنها لـ"الرئيس نيوز"، إنها لم تقدم خلال مسيرتها شخصية تشبه هذا النموذج، مؤكدة أنها شعرت خلال قراءة القصة أنها ستخوض تحديا جديدا يزيد من رصيد الشخصيات التي قدمتها على مدار قرابة 40 عاما سواء في السينما أو التليفزيون. حول كواليس المسلسل وأسرار عودتها إلى الشاشة وتفاصيل أخرى كثيرة عن مسيرتها كان لنا معها الحوار التالي.
في البداية.. ما سر قبولك العودة للدراما
بمسلسل "سكر زيادة"؟
لأن التركيبة التي اخترعها المنتج صادق
الصباح والتوليفة الكاملة للعمل جاذبة جدا وممتازة، وفور سماعي الفكرة والتفاصيل وافقت
على الفور، إضافة إلى أن شخصية "كريمة" لم أقدمها في أى عمل واعتبرها
تحدي جديد، وبرغم تقديمي للعديد من النماذج والشخصيات خلال مسيرتي الفنية الطويلة وتاريخي
السينمائي الذي تجاوز 86 فيلما، إلا أنني لم أقدم تلك الشخصية، وتعودت دائما أن أقدم
ما أقتنع به وهذا العمل اقتنعت به جدا لأني (حسيت الشخصية) ودائما أقول (اللي محسوش
معملهوش)، وأثق أن العمل سيعجب الجمهور جدا، لأنه كوميديا هادفة وسيسعد المشاهدين ويخرجهم من إحساس القلق الذي فرضته أزمة كورونا على العالم.
البعض وجه انتقادات للعمل قبل عرضه.. ما
تعليقك؟
من ينتقد عملا فنيا قبل مشاهدته لا يستحق
الرد، وتابعت بنفسي أن هناك جمهور كبير ينتظر عرض المسلسل للاستمتاع به، وردود الفعل
التي تلقيتها على خبر تعاقدي على المسلسل أسعدتني كثيرا، ولذلك لا أهتم بالرد على النقد
غير الواعي وغير المبني على أساس، وأعد الجمهور بأن المسلسل سيكون مفاجأة كوميدية ممتازة
للمشاهدين.
ماذا عن تعاونك من النجمة نادية الجندي
في أول عمل مشترك يجمعكما بعد سنوات من المنافسة؟
نادية فنانة لها تاريخ كبير والتعاون معها في عمل مشترك في حد ذاته قمة المنافسة، وهذه النوعية من الأعمال التي تجمع أكثر من نجم منتشرة وشائعة في العالم، وحققت نجاحا كبيرا، ووجود منتج مثل صادق الصباح يجازف هذه المجازفة أمر جيد ولصالح الفن بشكل عام، وسعيدة بالتعاون معها ومع الفنانة القديرة سميحة أيوب وهالة فاخر، فوجودهن في العمل أشعرني بالراحة والسعادة، ما سيظهر على الشاشة لأن ما يجمعنا محبة صادقة ومنافسة مهنية لصالح العمل والجمهور.
هل لازلت تخشين مواجهة الكاميرا بعد كل
هذه السنوات مع العمل؟
بالطبع أقلق من الكاميرا جدا، وأشعر برهبة
وخوف قبل كل مشهد، وهذه طبيعتي طيلة مسيرتي الفنية، أعتبر كل مشهد أقوم بتصويره الأول
في مسيرتي، حتى في هذا العمل شعرت الشعور نفسه وهو القلق والخوف والاضطراب من الكاميرا
ويصل فى بعض الأحيان إلى رعب، وفور تقمصي الشخصية أنسى تماما الكاميرا وأنسى
نبيلة عبيد وأرتدي الشخصية التي أقدمها نفسها، فأكون هي في كل التفاصيل والمشاعر والأداء،
وأعتقد أن أي فنان محترف يشعر بالقلق من الكاميرا قبل بدء التصوير مباشرة، ويركز كثيرا
للاندماج في الشخصية التي يقدمها.
"سكر زيادة" مأخوذ عن فورمات
أجنبي.. هل تتناسب هذه الأعمال مع الجمهور المصري؟
بالطبع تتناسب طالما جرى تعريبها ووضع أحداث
وتفاصيل تهم الجمهور العربي، فالفورمات نفسه ثابت ولكن الحكايات والأحداث داخل العمل
تتناسب مع مجتمعاتنا العربية، والقصة تدور حول سيدتين تقومان بشراء فيلا من أحد الأشخاص،
وعندما يذهبن لتسلمها تحدث المفاجأة بأن هذا الشخص نصب عليهن وباع الفيلا لهما معا،
ويضطران للإقامة معا ومن هنا يبدأ الصراع بينهما في إطار كوميدي ساخر، ومع مرور الوقت
يكتشفا أن الرجل باع الفيلا لأخرين، وتتطور العلاقة بينهن بسبب الإقامة معا في المنزل نفسه، وهذا يخلق الكثير من الأحداث الكوميدية طوال الحلقات.
ماذا عن الاستعانة بعدد كبير من ضيوف الشرف
في المسلسل؟
المسلسل يضم نخبة كبيرة من النجوم كضيوف
شرف، منهم أحمد السقا، هيفاء وهبي، أحمد فهمي، روجينا، جومانا مراد، لقاء الخميسي،
بيومي فؤاد، مصطفى أبو سريع، مايان السيد، بدرية طلبة، هنادى مهنى، خالد أنور، سليمان
عيد، وأيضا حمدي مرغني وزوجته اللذان حدث معهما صدفة تسببت في إضافة حلقات جديدة لهما
وأحداث خلال المسلسل تصل إلى 6 حلقات، بعد توقف حركة الطيران بسبب فيروس كورونا، ووجود
ضيوف شرف بهذه النجومية يؤكد إصرار الشركة المنتجة على تقديم عمل مكتمل الأركان ومتوفر
له كافة عناصر النجاح، وسعيدة جدا بجميع الأسماء التي تظهر كضيوف شرف في المسلسل، وهي إضافة كبيرة للعمل، وبصفة شخصية أرى أن كل الاختيارات جاءت في محلها وليس
من أجل الظهور وخلاص، فكل ضيف شرف له مبرر للظهور في الأحداث وسيشاهد الجمهور ذلك بنفسه.
البعض يقول إن جيل كبار النجمات يعملن
من أجل المادة فقط وليس المحتوى.. ما تعليقك؟
لا تهمني المادة والفلوس آخر شيء أفكر
به، والدليل ابتعادي لعدة سنوات لعدم وجود عمل مقنع ومرضي بالنسبة لي، وكما قلت من
قبل (اللي محسوش معملهوش)، ومحتوى "سكر زيادة" جاذب جدا لأي فنانة لأنه مأخوذ
عن فورمات أمريكي حقق نجاح كبير لسنوات وبأجزاء مختلفة، وأقول بكل صراحة وأمانة
إنني لا أفكر إطلاقا في المادة، ورفضت أعمالا كثيرة خلال السنوات الماضية لأنها لم
تعجبني (محستهاش) ولم أر أنها ستضيف إلى تاريخي أي شيء لكن هذا المسلسل أعتبره إضافة
حقيقية، وأضع أمام عيني دائما أنني فنانة محترفة ولدي إصرار أن أظل فنانة قوية ومؤثرة
بأعمالي المتميزة، فالجميع يعرفني بالدقة في الاختيار وهذه أحد سماتي.
ماذا عن أول تعاون يجمعك بالمؤلف أمين جمال
والمخرج وائل إحسان؟
في الحقيقة هما مواهب كبيرة ولديهما الكثير
لتقديمه، المخرج وائل إحسان لديه رؤية ثاقبة وقدرة على الاختيارات الصائبة التي تزيد
من جمال الصورة، وبرغم مسيرتي الكبيرة
وعملى مع كبار نجوم الإخراج إلا أني استفدت كثيرا من العمل معه، أما المؤلف
أمين جمال فهو أيضا موهوب وكتب سيناريو كوميدي غاية في الرقي وبعيد تماما عن الابتذال
والأفيهات، ويكتب كوميديا الموقف.
ما علاقتك بالسوشيال ميديا وجمهورها الكبير؟
نعيش عصر السوشيال ميديا ما يزيد الأمور تعقيدا، لأن جمهور السوشيال ميديا يشاهد بعين الناقد وأصبح الجميع نقاد ومراقبين للأعمال ويقولوا رأيهم حتى لو لم يكن الرأي الصحيح، وأتيحت الفرصة للجمهور بشكل كبير ليحكم على الأعمال ويقيمها من خلال السوشيال ميديا، وأرى أن جمهور الثمانينيات والتسعينيات أكثر وعيا بالفن وأكثر قدرة على التقييم والحكم على الأعمال، أما جمهور السوشيال ميديا فلن تجد إجماعا على عمل واحد، وأقوم بمتابعة السوشيال ميديا قليلا، ولكن اهتمامي الأكبر بجمهور الشارع نفسه.
ماذا عن اتجاهك للكوميديا في المسلسل؟
أعتبرها جرأة في هذه المرحلة وتجربة جديدة
تماما أخوضها عن اقتناع تام، ولن أضحك على جمهوري أو أخدعه بتقديم عمل ضعيف، ولا يوجد
ما يجبرني على الغربة والتصوير خارج مصر دون داع، بالطبع هناك مبرر مهم وهو تحدي الذات
وإسعاد الجمهور من خلال عمل مميز، وظروف التصوير فرضت علينا الغربة عدة أشهر خارج مصر
وتحملنا البعد عنها في ظل هذه الظروف الصعبة المحيطة بالعالم كله، وإن شاء الله ربنا
هيكرمنا وهنحقق نجاح كبير ومرضي لنا وللجمهور.
كيف كانت كواليس التصوير في ظل أزمة كورونا؟
اتخذنا كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية في لوكيشن التصوير، كما توقفنا لعدة أيام حتى نطمئن على أن الأمور تسير في طريق آمن وبعيدة عن القلق، واستكملنا التصوير بعدها تحت ضغوط نفسية ومع إجراءات وقائية واحترازية، ونتمنى أن تمر الأزمة في أقرب وقت وربنا يحفظ الجميع، وتابعت الإجراءات التي اتخذتها مصر أولا بأول، وفي الحقيقة أرى أن الدولة قدمت نموذجا محترم جدا وجديد في التعامل مع كورونا.