الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

باحث فلسطيني يجيب.. هل يقود تحالف نتنياهو وغانتس إلى ضم الضفة وغور الأردن؟

الرئيس نيوز

رجح مدير مركز "القدس للدراسات الإسرائيليلة والفلسطينية"، عماد أو عواد، أن يسمح تحالف رئيس الوزراء المؤقت، زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، وقائد تحالف (أزرق أبيض)، بيني غانتس، بالتحرك نحو ضم جزئي لبعض المستوطنات الكبيرة في ضفة الغربية، وجعلهم تحت السيادة الإسرائيلية رسميًا. 

وقال في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "الاحتلال الإسرائيلي فعليًا يسيطر على كامل الضفة الغربية وغور الأردن، أو بمعنى آخر تلك المنطقتان فعليًا تم ضمهم من قبل إسرائيل، لكن التحالف الجديد يريد ضمهما رسميًا، لكن المسألة ليست بالسهولة التي ربما يتوقعها البعض".
لفت أبو عواد إلى أن عملية الضم لن تكون سريعة؛ لكون نتنياهو يدرك أن الضم سيُسبب له مشاكل كثيرة في اليسار، وكذلك في اليمن، وحتى من داخل حزبه المتطرف الليكود، حتى مع بعض الدول العالمية، وفعليًا هو يضم الضفة وغور الأردن، وبالتالي ما الفائدة أن يستعجل الإعلان الرسمي لعملية الضم. 

دعاية انتخابية
أشار أبو عواد إلى أن تحالف نتنياهو مع غانتس لم يمنحه الأغلبية في البرلمان؛ لكونه هو فعليًا معه الأغلبية، لكنه كان يحتاج غانتس لتشكيل الحكومة، وقال: "نتنياهو يستخدم ورقة الضم الرسمي كجزء من الدعاية الانتخابية، وكذلك من منطلق أنه يداعب الصهيونية الدينية المتطرفة (وهم قوة تصوتية على الأرض كبيرة)، من منطلق أنه الأحرص على الضم، من الأحزاب السياسية بما فيها اليمن حزبه السياسي". 
وأضاف أبو عواد: "ترجيحي الشخصي أنه سيكون هناك مداولات للضم، لكنه لن يكون سريع خلال صيف هذا العام؛ لكونه سيصطدم بالكثير من المحطات، وأن عجلة الاستيطان ستزيد، إنما الضم الرسمي لن يكون في القريب العاجل، وإن كان من الممكن أن يناور نتنياهو بإعلان الضم الرسمي لبعض المستوطنات الكبيرة، لكنه لن يصل إلى الضم الذي يتوقعه جميع الناس.

تصريحات بومبيو
إلى ذلك، وفيما يبدو ضوء أخضر أمريكي لنتنياهو وغانتش لضم الضفة الغربية ومنطقة غور الأردن، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قبل نحو ثلاثة أيام، إن اتخاذ قرار بشأن ضم أجزاء من الضفة الغربية أمر يعود إلى إسرائيل وإن الولايات المتحدة ستعرض وجهات نظرها بخصوص هذا على الحكومة الإسرائيلية الجديدة بشكل غير معلن. لكن هذا التصريح قوبل بتحذير من الفلسطينيين الذين تعهدوا بعدم الوقوف ”مكتوفي الأيدي“ إذا استولت إسرائيل رسميا على أراضيهم.
أوضح بومبيو للصحفيين، الأربعاء الماضي، "فيما يتعلق بضم الضفة الغربية، الإسرائيليون هم من سيتخذون تلك القرارات في نهاية المطاف“. وأضاف ”ذلك قرار إسرائيلي. وسوف نعمل معهم عن كثب لعرض وجهات نظرنا بشكل غير معلن".
وعبر بومبيو أيضا عن ”سعادته“ بالاتفاق الذي تم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه المنتمي لتيار الوسط بيني جانتس الإثنين الماضي؛ لتشكيل حكومة طوارئ وطنية قائلا إنه يعتقد أنه لم يكن من مصلحة إسرائيل إجراء انتخابات برلمانية رابعة.
بحسب الاتفاق الذي وقع بين نتياهو وغانتس، فسوف تسعى الحكومة الجديدة جاهدة من أجل السلام والاستقرار في المنطقة لكنها قد تمضي قدما في الخطط الرامية لبسط السيادة الإسرائيلية على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وهي من الأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولة عليها.
وتهدف الخطوة إلى ضم فعلي للأراضي التي احتلها إسرائيل في حرب 1967 والتي تخضع حاليا للسيادة العسكرية الإسرائيلية. وينص الاتفاق على ضرورة موافقة الولايات المتحدة على ذلك حتى يتسنى لنتنياهو بعد ذلك المضي قدما في تنفيذ تلك الخطة اعتبارا من الأول من يوليو.

وأثارت تصريحات بومبيو انتقادات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قال إن الفلسطينيين سيعتبرون الاتفاقات المبرمة مع إسرائيل والولايات المتحدة ”لاغية تماما“ إذا ضمت إسرائيل أي جزء من أراضي الضفة الغربية.
قال عباس في تصريحات بثها التلفزيون الفلسطيني: ”أبلغنا جميع الجهات الدولية المعنية بما في ذلك الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي إذا أعلنت إسرائيل ضم أي جزء من أراضينا".
وقال مكتب عباس إن كلمة الرئيس الفلسطيني سجلت قبل وقت قصير من بيان بومبيو، لكن المكتب أضاف أن عباس راجع تصريحاته المسجلة في أعقاب ذلك البيان وأقر بثها.