عندما أهدى نيكسون للرئيس السادات طائرة هليكوبتر (صور)
في يونيو من عام 1974، حطت طائرة الرئيس الأمريكي لأول مرة في مطار القاهرة معلنة بداية حقبة جديدة شهدت تحالفا بين مصر والولايات المتحدة.
كان الضيف الأمريكي هو الرئيس ريتشارد نيكسون، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته في 22 أبريل 1994، وهو صاحب أكبر فضيحة سياسية في التاريخ الأمريكي والمعروفة بقضية "ووتر جيت"، والخاصة بالتجسس على مقرات خصومه في الحزب الديمقراطي عام 1968، والتي أزاحته عن منصبه بعد شهرين من زيارته للقاهرة.
حظيت زيارة نيكسون لمصر باهتمام بالغ من الرئيس الراحل أنور السادات، الذي أعد لنظيره الأمريكي استقبالا رسميا وشعبيا، إذ اصطفت أعداد كبيرة من المواطنين على جانبي الطريق الذي قطعته العربة الرئاسية المكشوفة التي كان يستقلها الرئيسان وهما يلوحان بأيديهما للجماهير، يوم 12 يونيو.
ولم يكتف السادات بذلك الاستقبال الذي عبرت السلطات الأمريكية عن قلقها من تبعاته على سلامة الرئيس الأمريكي، فبعد يومين، في 14 يونيو، استقل الرئيسان قطارا من القاهرة إلى الإسكندرية، وأخذا يتوقفان في كل محطة لتحية الجماهير التي بدت بائسة من النافذة. كما أقام له حفل فني رقصت فيه الراقصتان الشهيرتان نجوى فؤاد وسهير زكي.
على هامش الزيارة التي جاءت بعد أشهر من حرب أكتوبر، قبل حسم المعركة تماما مع إسرائيل، نظم السادات جولة لنيكسون وزوجته عند أهرامات الجيزة.
كان السادات يبدأ خطواته العلنية لتغيير بوصلة السياسة المصرية من المعسكر الشرقي إلى المعسكر الخربي، تمهيدا لما أعلنه بعد ذلك من أن "99 % من أوراق اللعبة في يد أمريكا"، بخلاف اعتماده على هنري كيسنجر، مستشار نيكسون للأمن القومي، في حل الصراع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ومن مظاهر الحفاوة بنيكسون، قدم السادات للرئيس الأمريكي هدية قيمة كانت عبارة عن تمثال للإله الفرعوني إيزيس جالسا، تكريما له على الزيارة. كما قدم لقرينة نيكسون عُقدا من الخرز يحتوي على ٢٣ خرزة ذهبية و٤ خرزات من العقيق الأزرق.
ماذا كانت هدية الرئيس الأمريكي إذن؟ قدم نيكسون في المقابل طائرة هليكوبتر للرئيس المصري الذي كان مغرما بالتنقل بين استراحاته في محافظات مصر بهذا النوع من الطائرات كثيرا.
وهناك صورة وحيدة لطائرة نيكسون التي أهداها للسادات، منشورة على موقع "ذاكرة مصر المعاصرة" التابع لمكتبة الإسكندرية، بالإضافة إلى أنها منشورة على الموقع الرسمي للرئيس الراحل.
ويظهر في الصورة السادات وهو ينزل من السلم القصير للطائرة ويرد التحية العسكرية لضابط يستقبله على اليمين، بيما ينتظره على اليسار سكرتيره الشخصي فوزي حافظ، الذي كان بمثابة ظل الرئيس الراحل وكاتم أسراره.
ورغم أن الصورة ليست بتاريخ معين على الموقعين، لكننا ببساطة نستطيع تقدير موعد التقاطها، إذ يظهر خلف السادات بملابس مدنية الفريق محمد حسني مبارك، الذي عينه السادات نائبا له منذ عام 1975.
كما يظهر على بعد خطوات في انتظار الرئيس شخص قريب الشبه للسيد رفعت المحجوب، الذي كان نائبا لرئيس الوزراء وأمينا للاتحاد الاشتراكي العربي في منتصف السبعينيات، قبل أن يصبح رئيسا لمجلس الشعب في بدايات عهد الرئيس مبارك.
ويبدو أن الصورة ملتقطة في حديقة أحد القصور أو الاستراحات الرئاسية، كما توحي المباني التي تظهر في خلفية الطائرة.