"القمح" العملة الصعبة فى زمن " كورونا"..هل يكفى الإنتاج المحلى مصر؟
فى الوقت الذى بدأت فيه وزارة الزراعة استلام محصول القمح لهذا الموسم منذ أيام، تخوف البعض من عدم كفاية الإنتاج المحلى الذى يبلغ حوالى 9 ملايين طن لسد الاحتياجات الخاصة برغيف الخبز وغيره، بالإضافة إلى تحذيرات منظمه الغذاء الدوليه من نقص العرض من الغذاء نتيجه لعدوي فيروس كورونا المستجد، وانخفاض معدلات التصدير إلى الدول المستهلكة ومنها مصر ، وفى ذات الوقت تخزين الدول المنتجه لمحصولها لاستخدامها المحلي، و صعوبه الشحن لايقاف الملاحه بين كثير من الدول مما يؤثر على الإحتياطى المحلى.
مصر من أكبر الدول المستوردة للقمح
تعد
مصر واحدة من أكبر الدول المستوردة للقمح في العالم، حيث يبلغ معدل استهلاكها حوالى 16 مليون طن قمح ، و تزرع منه حوالى 3 ملايين و400 ألف فدان حسب آخر إحصاء لوزارة الزراعة، وينتج الفدان
الواحد منها في المتوسط 18 إردبًا بواقع 150 كيلوجرامًا، فيما يصل الإنتاج الإجمالي
إلى 9 ملايين طن ، والباقي يكون استيرادًا من الخارج.
كما
أنها أعلنت عن حاجاتها لكميه 800 الف طن من القمح خلال هذه الأيام وسعر يصل إلى ما
بين 256 دولار للطن و251.8 دولار للطن، كما أنها سبق وتعاقدت مع رومانيا لشراء كميه كبيره من القمح ،ولكن تم
السماح بوصول سفينة واحدة فقط ووقف التصدير بسبب فيروس كورونا، وكذلك روسيا حددت الكميه
التي ستصدرها هذا الموسم وستنهي هذه الكميه في نصف مايو المقبل،
كما منعت اوكرانيا التصدير إلى الخارج
،ولم يبقي الا فرنسا وهي التي قدمت ارخص عرض حتى الآن.
"زراعة البرلمان": الحكومة منحازة للفلاح المصرى
وقال
مجدى ملك عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، أن هناك انحياز من قبل الحكومة المصرية للفلاح
المصرى، حيث تم تسعير أردب القمح ب٧٠٠ جنيه لدرجة نقاوة ٢٣.٥ قيراط و٦٨٥ لدرجة ٢٣ قيراط
و٦٧٠ لدرجة ٢٢.٥ قيراط، وذلك على الرغم من إنخفاض أسعار القمح عالميا، لكن هناك حرص
على زيادة السعر وهو سعر مناسب ولاقى قبول الفلاحين، فى ظل العمل على سد الإحتياجات
المحلية من القمح.
الإنتاج المحلى يكفى سبعة أشهر
وأكد
عضو مجلس النواب فى تصريحات خاصة ل " الرئيس نيوز "، أنه رغم التخوفات من
توقف تصدير القمح من بعض الدول مثل روسيا وأوكرانيا، إلا أن هناك مخزون استراتيجي من
القمح يكفى لمدة 3 أشهر قادمة، مشيراً إلى أن موسم القمح المحلي الذى بدأ منتصف الشهر
الحالى وبدأ توريده من الفلاحين يكفى استهلاك الدولة المصرية لمدة تتراوح بين
4 إلى
5 أشهر، حيث تستهلك 9 مليون طن، بينما
المستهدف من الإنتاج المحلي حوالي 3.6 مليون طن
وهى تكفى إستهلاك أربعة أشهر أخرى، اى أنه يتم توفير 7 أشهر بدون مشكلة، و خاصة لإنتاج رغيف الخبز .
خبير اقتصادى: الأمر يتوقف على مدة أزمة " كورونا"
من جهته قال الدكتور عبدالنبى عبدالمطلب، الخبير الاقتصادي، أن مصر تستطيع تأمين الإحتياجات الخاصة بالاستهلاك المحلى من القمح والدقيق لإنتاج رغيف الخبز لمدة 6 أشهر مقبلة، وذلك مع بدء توريد اقماح الموسم الجديد، مشيراً فى تصريحات خاصة ل " الرئيس نيوز "، أنه فى حالة إستمرار الأزمة الحالية والإجراءات الخاصة بمواجهة إنتشار فيروس كورونا المستجد، وامتناع بعض الدول المصدرة مثل روسيا وأكرانيا بجانب رومانيا عن تصدير القمح واستمرار الأزمة لمدة أطول ستكون مصر مضطرة إلى زيادة اعتمادها على الإنتاج المحلى من محصول القمح فى ظل صعوبة الاستيراد من الخارج لتأمين الإحتياطى المحلى وإنتاج رغيف الخبز.
اقرأ ايضا
التموين: تعقيم أماكن استلام القمح وانتظام التوريد من المزارعين
"التموين" تبدأ غدا استلام القمح.. و"الفلاحين" توجه إرشادات للمزارعين
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن كل الاحتمالات واردة وتتوقف على طول فترة إنتشار فيروس كورونا المستجد، أو قصر المدة، ويمكن أن يتوصل العالم إلى مجموعة آليات تضمن انسياب حركة التجارة من جهة وتحجيم انتشار كورونا من جهة أخرى، واستئناف تصدير المنتجات الزراعية المختلفة للدول المستوردة.
