الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كيف ألهم نابليون الثالث الخديوي إسماعيل فكرة "حديقة الأورمان"؟

الرئيس نيوز

في أيام غير هذه الأيام، كانت متنفسا للآلاف من المواطنين الذين يخرجون للاحتفال بعيد "شم النسيم"، لقضاء ساعات رائقة وسط الحدائق متمتعين بالهواء الطلق والمشهد الجميل.

نتحدث عن حديقة الأورمان بالجيزة، والتي أغلقت أبوابها وهي وكل الحدائق العامة في وجه الزوار استثنائيا اليوم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19".

حديقة الأورمان من الأماكن المعمرة في مصر، إذ يبلغ عمرها نحو 145 سنة، لكنها ما زالت متجددة بحكم نباتاتها الطبيعية التي تمثل واحة خضراء هادئة في قلب الزحام الضجيج.

في السطور التالية نسرد قصة إنشاء حديقة النباتات الأعرق في مصر والمنطقة في عهد الخديوي إسماعيل.

في عام 1867، كان الخديو إسماعيل في زيارة إلى العاصمة الفرنسية باريس، لحضور معرض باريس الدولي الذي أقامه الإمبراطور نابليون الثالث بعد أعمال تجديد المدينة.

لبّى إسماعيل الدعوة وذهب إلى هناك فاكتملت في ذهنه خطة مشروعه الكبير "باريس الشرق" لتصميم عاصمة مصرية على غرار العاصمة الفرنسية.

طلب الخديوي إسماعيل من الإمبراطور الفرنسي الاستعانة بخدمات المعماري الفرنسي هاوسمان الذي كان صاحب مشروع تخطيط العاصمة الفرنسية باريس، إذ لم يكن إسماعيل أسس المشروعات المعمارية الكبرى آنذاك مثل قصر عابدين أو كوبري قصر النيل أو ميادين القاهرة الكبيرة.

ضمن رحلة إسماعيل إلى باريس، كانت هناك جولة في "غابات بولونيا"، التي تضم حدائق نباتية خلابة، فقرر إنشاء مجمع حدائق كبير مثلها في القاهرة لتكتمل الصورة التي في خياله عن العاصمة المصرية.
 نباتات ملحقة بالقصر على غرار ما شاهده في غابات بولونيا.

عهد الخديوي إسماعيل بمشروع الحديقة إلى مهندس الحدائق البلجيكي جوستاف دليشفاليرى، بالإضافة إلى كبير البستانيين المصريين آنذاك براهيم حمودة.

بدأ إنشاء الحديقة عام 1875، على مساحة 200 فدانا تحت مسمى حدائق الجيزة، لتكون من أكبر حدائق العالم النباتية، وبتكليف من الخديوي، جلب القائمون على المشروع إليها أشجار وزهور نادرة من أنحاء مختلف من العالم، خصوصا من جزيرة صقلية.

كان الهدف في البداية مد قصوره بثمار الأشجار، وبدأ القائمون على المشروع بجلب نحو 10 آلاف شجرة لزرعها فيما سمي بحدائق الليمون.

بعد مشاريع تطوير العاصمة وتحويل مجرى النيل وشق الشوارع الجديدة، انقسمت حدائق الجيزة إلى حديقتي الحيوان التي أسسها الخديو توفيق و وحديقة الأورمان، والأخيرة كلمة تركية معناها الغابة أو الأحراش.

ظلت حديقة الأورمان تابعة للقصر حتى عام 1910 عندما أصبحت تحت مسئولية وزارة الزراعة، وظلت تخضع للتطورات العمرانية فترة تلو الأخرى، فاستقطع الجزء الجنوبي منها عام 1934 عند شق الطريق المؤدي لجامعة القاهرة، إلى أن أصبحت مساحتها المححدة إلى الآن 28 فدانا، تمثل متنفسا جميلا لكل الزائرين وخصوصا في الأعياد وعلى رِأسها عيد الربيع.