الجمعة 15 نوفمبر 2024 الموافق 13 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

مظاهرة كبرى للأطباء في تركيا: نواجه التهديدات والموت بلا أي حماية

الرئيس نيوز

ترك العديد من الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية في تركيا نوباتهم ظهرًا في 17 أبريل، في وقفة تعبر عن الاحتجاج ضد تعرض حوالي 100000 طبيب للاعتداء اللفظي والجسدي أثناء قيامهم بعملهم في السنوات العشر الماضية.
مظاهرة كبرى، نظمتها جمعية الأطباء التركية في خضم مكافحة وباء فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من مائة شخص كل يوم في تركيا، ويصادف 17 أبريل وفاة طبيب شاب، إرسين أرسلان، الذي طعن حتى الموت في مدينة غازي عنتاب الجنوبية الشرقية في عام 2012 من قبل شاب يبلغ من العمر 17 عامًا كان حفيدًا لمريض يبلغ من العمر 80 عامًا توفي في المستشفى.
لم يكن أرسلان حالة فريدة. فقد أفاد تقرير أعده حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في ديسمبر الماضي أن الخط الساخن لوزارة الصحة للإبلاغ عن العنف الجسدي واللفظي ضد الكوادر الطبية يتلقى 40 شكوى على الأقل يوميًا بين 2012 و2019. وقال التقرير إن تسعة أطباء قتلوا أثناءالخدمة بين 2005 و2019.
واجهت الكوادر الطبية، بما في ذلك الصيادلة، خلال الأسبوعين الماضيين تهديدات وهجمات من الأشخاص الغاضبين من عدم توفر الكمامات والقفازات واشتكى أردوغان كولاك رئيس نقابة الصيادلة لوسائل الإعلام المحلية أن "بعض الناس هاجموا الصيادلة بسبب عدم وجود كمامات".
وبموجب احتياطات COVID-19 التي اتخذتها الحكومة التركية، لم يعد من الممكن الحصول على الكمامات دون طلب من الحكومة عبر الإنترنت واستلام رمز لصرف الكمامات. باستخدام هذا الرمز، يمكن للأتراك استلام الكمامات مجانًا من الصيدلية. ومنذ الأسبوع الماضي، لم يتمكن الأشخاص الذين ليس لديهم كمامات من دخول الأسواق لشراء الطعام.
وفي محاولة لاحتواء غضب الكوادر الطبية، مرر البرلمان قانونًا يفرض عقوبات على من يعتدي على الأطباء والممرضين والصيادلة، ولكن الجمعية الطبية التركية قالت في بيان: "على الرغم من أن القانون لا يرقى إلى المستوى المطلوب، فإننا ما زلنا نعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح". وأضافت أن الجمعية تضغط من أجل قانون لحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية من العنف منذ عام 2007. ومن المفارقات، أن حزب العدالة والتنمية، الذي حصل على أغلبية برلمانية منذ عام 2002، اعترض على معظم المقترحات.
وأوضحت لهجة البيان أن الجمعية لن تنسَ خصومتها مع حكومة حزب العدالة والتنمية؛ خاصة وأن أعضاءها حاربوا الوباء تحت مخاطر عالية بأقل من المعدات المناسبة. توفي حوالي 10 من العاملين في مجال الرعاية الصحية منذ بداية الوباء، بما في ذلك أول طبيب تركي يشخص كإصابة بفيروس كورونا في تركيا، الدكتور جميل تاسوجوغو.
وقال البيان "بينما نكافح جائحة COVID-19، ما زلنا نسمع أن هناك هجمات ضد الأطباء وأفراد الكوادر الصحية الآخرين وهذه الهجمات لن تمنعها عقوبات على الورق؛ إنها مشكلة حقيقية".
الجدير بالذكر أن التوترات بين الأطباء والمرضى تنبع إلى حد كبير من السياسات الصحية للحكومة، والتي تحث الأطباء في المستشفيات العامة والخاصة على رؤية عدد كبير جدًا من المرضى يوميًا. يشكو العديد من الأطباء من أنهم لا يستطيعون رؤية المريض إلا لمدة خمس دقائق. واشتكى طبيب أسرة في مدينة إزمير الساحلية ببحر إيجه: "هذا ليس بالوقت الكافي للسؤال عن الأعراض، ناهيك عن التشخيص".
كما يلقي السياسيون، من الرئيس رجب طيب أردوغان فأدنى، باللوم على الأطباء  معتبرين شكاوى الأطباء من ظروف عملهم "مطالب شخصية" أو "جشع". في إحدى الحالات المشهورة دوليًا، تعرض طبيب للفصل من عمله واقتيد للمحاكمة بسبب منشور معارض للرئيس أردوغان.
لذلك عندما وقف أردوغان على شرفة القصر الرئاسي في 20 مارس  وصفق للأطباء والكوادر الطبية، كان لسان حال أطباء تركيا:  "من يريد التصفيق؟" وقال طبيب ومدير سابق لمستشفى جامعي لموقع المونيتور بشرط عدم الكشف عن هويته: "على مدى السنوات الـ 18 الماضية من حكم حزب العدالة والتنمية، كان الأطباء والكوادر الصحية عرضة لقيود ساذجة  وزيادة الضريبة على الدخل والإهانات المباشرة وغضب أردوغان، مما سهل على المرضى الساخطين مهاجمة الأطباء.