الجوف ومأرب تقودان التحالف السعودي والحوثي للصدام مُجددًا
يبدو أن طرفي النزاع في اليمن غير جادين في الدخول في هدنة مؤقتة تسمح للفرق الطبية بدء العمل لكبح جماح فيروس كورونا "كوفيد-19" الذي طل برأسه في اليمن، وربما يعيق انهيار البنية الصحية في اليمن الكشف عن حالات كبيرة مُصبة بالفيروس.
ورغم أن التحالف الذي تقوده السعودية دعمًا لحكومة عبد ربه منصور هادي، الشرعية، والجماعة المتمردة "أنصار الله" المعروفة بالحوثي، أعلنا هدنة مؤقتة منتصف الأسبوع الماضي، إلا أن تلك الهدنة سرعان ما انهارت بعد 24 ساعة من إطلاقها؛ وربما كان السبب في ذلك رغبة الحوثي في السيطرة على محافظتي الجوف ومأرب الاستراتيجيتين، وإصراره على التقدم صوبهما.
مساء أمس السبت، زعمت جماعة "أنصار الله"، مقتل وإصابة العديد من الجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية، في مواجهات بمحافظتي مأرب والجوف شمال اليمن. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية الموالية لـ"أنصار الله"، العميد يحيى سريع، في بيان على صفحته في "فيسبوك"، "تمكنت قواتنا من التصدي لزحفين واسعين الأول باتجاه مديرية مجزر بمحافظة مأرب استمر عدة ساعات، والآخر باتجاه مديرية خب والشعف في محافظة الجوف، وتم كسرهما".
فيما أعلن الجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية، مساء السبت أيضًا، إلحاق خسائر بجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، في مواجهات بمحافظة حجة شمال غربي اليمن. وذكر موقع الدفاع اليمنية "26 سبتمبر" نقلا عن قائد اللواء الأول قوات خاصة في الجيش اليمني، العميد حسين عبيد الجار، إن "القوات أفشلت هجوما للحوثيين في محور حرض (شمال حجة) يعد الرابع من نوعه منذ بدء التزام الجيش بوقف إطلاق النار.
زعم العميد الجار "سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، خلال المواجهات، فيما لاذ من نجا منهم بالفرار". وقال إن "القوات ملتزمة بوقف إطلاق النار"، مؤكدا "حق الجيش في الرد على اعتداءات الحوثيين الذين يرفضون مبادرات إيقاف إطلاق النار، لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد 19)".
وطالبت الحكومة اليمنية، اليوم السبت، إيقاف عمل بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (غرب اليمن)، حتى يتم نقل مقرها إلى منطقة محايدة، ومحاسبة منفذي عملية قنص أودت بحياة أحد ضباطها في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار.
ونقلت الخارجية اليمنية على حسابها في "تويتر" عن وزيرها محمد الحضرمي، قوله: "لن ننسى محمد الصليحي، ولن ننسى قتلته الحوثيين، ونطالب بايقاف عمل البعثة الأممية في الحديدة حتى يتم محاسبة قتلته المجرمين، ونقل مقرها إلى مناطق محايدة في الحديدة، وتحريرها من قبضة الحوثيين".
اعتبر الحضرمي "مقتل محمد الصليحي بهذه الطريقة الغادرة بعد أن أعطي الأمان وهو يؤدي واجبه الوطني في إطار عمل بعثة الأمم المتحدة في الحديدة، ما هو إلا إثبات بأن مليشيات الحوثي لا عهد لها وأن اتفاق الحديدة اصبح غير قابل للتنفيذ".