الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

على خطى كوليرا الأربعينات.. كورونا يفجر جدل تأجيل شم النسيم

الرئيس نيوز

تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورة منسوبة لأحد أعداد مجلة "آخر ساعة" في أواخر الأربعينيات، وربطوا بينها وبين عيد شم النسيم الذي يحل هذا العام بعد أيام قليلة وسط تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.

صفحة المجلة التي لم تظهر عليها أي تواريخ، بدت أنها مقدمة لتحقيق صحفي مطول، خرجت بالعناوين التالية: "تأجيل شم النسيم.. ليس عيدا دينيا لأي طائفة في مصر.. شم النسيم بدأ مع نهاية وباء الكوليرا!".

وكتب أحد من شاركوا الصورة أن العدد يعود إلى عام 1946، في حين أن الأقرب للصحة هو أنها عام 1947 الذي شهد ظهور وباء الكوليرا في مصر للمرة الأخيرة قبل أكثر من 60 سنة، أو ربما تعود الصورة إلى العام التالي، 1948، لأن أحد العناوين أشار إلى أن العيد يتزامن مع انتهاء الوباء الذي استغرق عدة أشهر.

وكتب محرر الموضوع: "إن شم النسيم في خطر.. لأول مرة في تاريخ مصر يأتي في رمضان.. يوم 26 منه"، في إشارة إلى توافق يوم الاحتفال بالعيد مع الأيام الأخيرة من شهر رمضان آنذاك، لكن المحرر لم يكن يعلم أن شم النسيم سيصبح في خطر أيضا عام 2020 بسبب صعوبة الاحتفال به بسبب فيروس كورونا.

ورغم أن مضمون مقدمة التحقيق لا تتعرض لأي علاقة مباشرة بين شم النسيم ووباء الكوليرا، فإن من شارك الصورة لفت نظره ظهور كلمة "الكوليرا" في أحد العناوين عند الإشارة إلى انتهاء الوباء.

على ذلك، كانت فكرة التحقيق هي طرح نقاش عن جدوى تأجيل شم النسيم لما بعد رمضان، وتحديدا في اليوم الرابع من عيد الفطر، لصعوبة الاحتفال به نهارا في وقت الصيام، وهو ما يهدد الاحتفال بـ"الاختناق".

وقال محرر الموضوع: "العيد الوحيد الباقي للمصريين من عهد الفراعنة يتأرجح الآن بين الذين يطالبون بتأجيله والذين يعاروضون.. هل يمكن تأجيل شم النسيم، وهو كما تعتقد –آخر ساعة – ليس فيه سوى المظاهر فقط؟".

ويبدو أن المجلة كانت تدفع ناحية تأجيل الاحتفال، لأنها راحت تقول: "إن رمضان يزحف في هذا العام على شم النسيم ليسلبه جميع مظاهره التي يستمتع بها الناس".

وطرحت المجلة الفكرة على عدد من الشخصيات الدينية، ومنها الشيخ محمد أبو زهرة أستاذ الشريعة بكلية الحقوق الذي رفض التأجيل، فيما وافق على المقترح القمص ميخائيل وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس.
كما لفت التحقيق إلى أن اغلب المراكبية العاملين في صيد الأسماك وتجار الفسيخ وطلاب الجامعات والشباب وأعضاء النوادي يتمنون تأجيل الاحتفال ليكون إلى ما بعد انتهاء الصيام.