"بشرة خير".. بحيرة فكتوريا تسجل أعلى ارتفاع في منسوبها منذ 1998
ارتفع منسوب المياه في بحيرة فيكتوريا إلى مستويات قياسية، وذلك بسبب ارتفاع معدلات الأمطار خلال الشهور الماضية، ما أجبر شركة اسكوم الأوغندية المسئولة عن تشغيل سدود اوين و كييرا و بوجاجالي وايسمبا على إطلاق تدفقات بلغت 1500 متر مكعب من المياه في الثانية من أجل خفض منسوب البحيرة بزيادة في التدفقات تتجاوز أضعاف ما تم في فبراير ومنتصف مارس التي كانت تتراوح بين 150 و256 م مكعب في الثانية.
ويؤدي ارتفاع مناسيب المياه في فيكتوريا إلى المساهمة فى في خفض نسب التلوث التي تعاني منه البحيرة، ويعد بشرة خير بالنسبة إلى معدلات الفيضان القادم إلى مصر الشهور المقبلة، خاصة أن جنوب السودان ليس لديه سدود لاستيعابها والسودان لديه مخزون جيد جدا في جبل الأولياء ومروي وبناء عليه جزء كبير من تلك المياه سوف يصل مصر خلال شهر أو أكثر.
وقال الدكتور عباس شراقى، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الافريقية، إن ارتفاع منسوب بحيرة فيكتوريا مؤشر قوى على فيضان الصيف القادم، رغم صعوبة التنبؤ بدقة عن حجم الفيضان، وهذا يدعونا بأسرع وقت فى زيادة مساحة الأرز هذا العام لتناسب المرحلة الصعبة التى سوف نمر بها نتيجة فيروس كورونا.
وقال شراقى، إن بحيرة فيكتوريا تعد أكبر بحيرة فى القارة الأفريقية وثانى أكبر بحيرات العالم من حيث المساحة 69 ألف كم2 أى أكبر من مساحة سيناء 60 ألف كم2، وسابع بحيرات العالم من حيث حجم المياه التى تصل إلى حوالى 2780 مليار م3 (حوالى 20 ضعف بحيرة ناصر)، كما أنها تشكل 15% من مياه النيل، والباقي من إثيوبيا.
وأوضح شراقى فى تصريحات خاصة لـ "الرئيس نيوز "، أن ارتفاع منسوب بحيرة فيكتوريا إلى منسوب 1136.5 متر فوق سطح البحر، يعد أعلى منسوب منذ 1998 حيث فيضان بحيرة ناصر لأول مرة منذ إنشاء السد العالى وبداية تشغيله 1964، وفيه اندفعت المياه إلى منخفضات توشكى لتكون مجموعة من البحيرات استمرت أكثر من 15 عاما حتى تجف، وان منسوب هذا العام أعلى من العام الماضى بحوالى متر واحد وهذا كفيل بزيادة مخزون البحيرة بحوالى 69 مليار متر مكعب أى 93% من الحصة السنوية لمصر والسودان معا 74 مليار متر مكعب.
وقال أستاذ الموارد المائية، تعليقا على ارتفاع منسوب البحيرة، إنه رغم زيادة بحيرة فيكتوريا بحوالى 69 مليار متر مكعب عن العام الماضى، إلا أن هذه المياه سوف تضيع سدى في مستنقعات جنوب السودان حيث إن نهر النيل فيها ويسمى بحر الجبل لا يسمح بمرور أكثر من 20 مليار متر مكعب فقط نظرا لعمقه الضعيف الذى يتلاشى فى منطقة السدود، ونفقد سنويا متوسط 6 مليارات م3، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء قناة جديدة تسمى جونجلى بعمق 6 أمتار وعرض 30 مترا وطول 360 كم، تم منها بالفعل 260 كم فى أوائل الثمانينات وتوقف المشروع بسبب الحرب الأهلية فى جنوب السودان، وجارى حاليا إحياء هذا المشروع لتكملته.