السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

ارتفاع منسوب مياه بحيرة فكتوريا.. وشراقي: تخزين سد النهضة يحدد مساحات زراعة الأرز فى مصر

الرئيس نيوز

ارتفع منسوب المياه في بحيرة فيكتوريا إلى مستويات قياسية بسبب ارتفاع معدلات الأمطار خلال الشهور الماضية ، مما أجبر شركة اسكوم الأوغندية المسئولة عن تشغيل سدود اوين وكييرا وبوجاجالي وايسمبا على إطلاق تدفقات بلغت 1500 متر مكعب من المياه في الثانية من أجل خفض منسوب البحيرة بزيادة في التدفقات  تتجاوز أضعاف ما تم في فبراير ومنتصف مارس التي كانت تتراوح بين 150 و 256 م مكعب في الثانية.

ويؤدى ارتفاع مناسيب المياه في فيكتوريا إلى المساهمة فى خفض نسب التلوث التي تعاني منه البحيرة، ويعد بشرة خير بالنسبة إلى معدلات الفيضان القادم الى مصر الشهور المقبلة، خاصة أن جنوب السودان ليس لديه سدود لاستيعابها والسودان لديه مخزون جيد جدا في جبل الأولياء ومروى وبناء عليه جزء كبير من تلك المياه سوف يصل مصر خلال أسبوع.

وقال الدكتور عباس شراقى، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الافريقية، إن هناك ضرورة لمعرفة الموقف الإثيوبى لأنه قد يترتب عليه بعض التغيير فى الخطة الزراعية المصرية للأشهر القادمة، مشيراً إلى أن عدم التخزين فى يوليو المقبل ببحيرة سد النهضة أو التخزين الجزئى بها يعطى مصر إمكانية زيادة مساحة الأرز هذا الشهر وأوائل الشهر القادم، لسد الفجوة الغذائية المتوقعة نهاية هذا العام بسبب كورونا التى قد تمنع الدول المصدرة للقمح من تصديره أو على الأقل زيادة أسعاره العالمية، واذا انتهت الأزمة على خير نستطيع تصديره. 

وأضاف أستاذ الموارد المائية بمعهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة فى تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"، أنه تم تخفيض مساحة زراعة الأرز من قبل نتيجة التخوف من انخفاض إيراد المياه ببحيرة ناصر ونهر النيل، واحتمالية بدء التخزين وتشغيل سد النهضة  حسب الجدول الزمني يوليو المقبل ، مع اعتبارات أخرى منها السعة التصميمية لشبكة الرى بالمحافظات، وكذلك التصرفات القصوى المسموح بها خلال فترة أقصى الاحتياجات من أجل وصول المياه إلى نهايات الترع وتلبية احتياجات مختلف المحافظات، ويمكن استمرار زراعة نفس مساحة العام الماضى وهى  724 ألفا و200 فدان فى  9 محافظات،  وبالتالى يمكن زيادتها مع وجود اتفاق خاص بتخزين سد النهضة. 
وأشار شراقى ، إلى احتمالية تأجيل الملء والتشغيل خاصة بعد تأجيل الانتخابات الإثيوبية المزمع عقدها فى أغسطس القادم إلى أجل غير مسمى، خاصة أن احتمال تأجيل الملء يرجع لأسباب فنية خاصة بتركيب التوربينات والرفع المحدود للممر الأوسط عند منسوب 565م نهاية فبراير الماضى، ويقابله تخزين حوالى 5 مليار متر مكعب ، رغم أن مسودة الاتفاق فى منتصف ينايرالماضى أشارت إلى 595 متر  أى حوالى 18 مليار متر مكعب  وأخرى سياسية بسبب تأجيل الانتخابات، وعدم توتر العلاقات مع مصر، وفى هذه الحالة لن تستجيب إثيوبيا لاستمرار المفاوضات فى الوقت الحالى، وهو ما يعد مقبولا فى حالة تأجيل التخزين أيضاً على أن تستمر فى وقت لاحق خلال هذا العام نتيجة ظروف تفشى وباء فيروس كورونا على مستوى العالم.  

وأوضح شراقى فى تصريحات خاصة، أن مسألة إعلان مصر والسودان التمسك بمرجعية مسار واشنطن الخاص بقواعد الملء والتشغيل لسد النهضة، وما تم التوافق عليه في هذا المسار وإعلان مبادئ سد النهضة 2015، هو بمثابة خطوة طيبة من السودان نحو العودة الى طبيعة العلاقات المصرية السودانية.
وأكد أستاذ الموارد المائية، أن السودان يعمل فى هذا الاتجاه فى الفترة الأخيرة حيث أعلن رئيس الوزراء السودانى عبد الله حموك عزمه القيام بزيارة للقاهرة وأديس أبابا لمواصلة الحوار نحو العودة لاستمرار مفاوضات سد النهضة، والموقف السودانى سوف يجعل إثيوبيا تفكر جدياً فى العودة الى المفاوضات مع تخليها عن شرط إلغاء المسار الأمريكى الذى تتمسك به مصر بقوة، هذا ان كانت اثيوبيا عازمة على أن تبدأ فى الملء الأولى الصيف القادم.