بعد إعلان هدنة مؤقتة.. غموض حول وثيقة حوثية للحل الشامل في اليمن
بدا أن الحرب العبثية في اليمن بدأت تضع أوزارها بعد نحو 5 سنوات من الاقتتال الدامي، بين طرفيها، التحالف العربي بقيادة السعودية، وجماعة "أنصار الله" المعروفة بـ"الحوثي" والمدعومة من إيران؛ إذ أعلنت المملكة السعودية وقف عملياتها العسكرية على مستوى البلاد لدعم جهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات وأدت لمقتل أكثر من مئة ألف وانتشار الجوع والمرض.
وثيقة حوثية
بعد الإعلان السعودي بساعات، نشرت المواقع الإخبارية التابعة لجماعة الحوثي، وثيقة قالت إنها "الحل الشامل للحرب على الجمهورية اليمنية العربية"، وقالت إن الوثيقة تتضمن جملة من المبادئ التي يأتي على رأسها، إنهاء جميع العمليات العسكرية في اليمن، وفتح جميع الموانئ والمطارات كما كان الحل قبل العام 2015.
كما تضمنت الوثيقة، الإقرار على التمسك بوحدة اليمن وسلامة أراضيه، وإنهاء جميع أشكال التواجد الأجنبي، وإخراجهم من البلاد، وفتح جميع الطرق الواصلة بين المحافظات.
اللافت أن الوثيقة تضمنت بنودًا بينها إلزام التحالف العربي بدفع رواتب العاملين في الدولة اليمنية، 10 سنوات لحين عودة الاقتصاد إلى قوته، ودفع تعويضات مادية ومعنوية للمتضررين من الحرب، والسماح لبعثة الامم المتحدة بالتفتيش والمراجعة الدورية.
وعن الحل السياسي، يتم تشكيل لجنة من الطرفين، تضع تصوراتها المستقبلة مع الأخذ في الاعتبار وحدة وسلامة أراضي اليمن.
لا تعليق
ولم يجب أحد من التحالف العربي أو المجلس الانتقالي الجنوبي، على سؤال "الرئيس نيوز" للتأكد من صحة الوثيقة من عدمه، وهل وقع فعلًا التحالف العربي على الوثيقة، وهل هذه الوثيقة نتاج المفاوضات التي دارت خلال الفترة الأخيرة في مسقط.
بدوره، قال العميد الركن تركي المالكي المتحدث باسم قوات التحالف في اليمن إن خطوة وقف إطلاق النار تهدف إلى تسهيل إجراء المحادثات التي يرعاها مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث من أجل وقف دائم لإطلاق النار، واتخذ القرار بشأنها لأسباب منها تفادي تفش محتمل لفيروس كورونا المستجد. ولم يعلن اليمن أي حالات إصابة بالمرض بعد.
أضاف أن وقف إطلاق النار الشامل في اليمن سيبدأ لمدة أسبوعين اعتبارا من الثانية عشرة ظهر يوم الخميس بالتوقيت المحلي قابلة للتمديد. ويعد هذا الإعلان هو أول انفراجة كبيرة منذ أن جمعت الأمم المتحدة بين الأطراف المتحاربة نهاية عام 2018 في السويد حيث وقعوا اتفاقا لوقف إطلاق النار بمدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.
رؤية شاملة
قال المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، إن الحركة أرسلت إلى الأمم المتحدة رؤية شاملة تتضمن نهاية للحرب والحصار المفروض على اليمن.
كتب عبد السلام في تغريدة على تويتر يوم الأربعاء إن مقترحهم سيضع الأسس الخاصة بإجراء حوار سياسي وفترة انتقالية. وبعد ساعات من إعلان التحالف، قال وزير الإعلام اليمني إن الحوثيين استهدفوا الحديدة ومدينة مأرب بوسط البلاد بالصواريخ بينما قال إعلام الحوثيين إن ضربات التحالف أصابت محافظتي حجة وصعدة.
كان جريفيث أرسل الأسبوع الماضي مقترحا لوقف إطلاق النار، إلى كل من الحكومة المعترف بها دوليا والتحالف الداعم لها بقيادة السعودية وكذلك حركة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومعظم شمال اليمن.
رحب جريفيث بإعلان التحالف ودعا الأطراف المتحاربة إلى ”انتهاز هذه الفرصة والوقف الفوري لكافة الأعمال القتالية بأقصى سرعة، وتحقيق تقدم باتجاه سلام شامل ودائم“.
خفض التصعيد
من جانبه، قال نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، إن المملكة تدعم تماما دعوات الأمم المتحدة لخفض التصعيد وإجراءات إعادة بناء الثقة واستئناف المحادثات السياسية بين الأطراف اليمنية.
أضاف خالد بن سلمان في تغريدة على "تويتر" "بناء على دور المملكة الرائد، وسعيها الدائم للسلام، ومسؤوليتها لتحقيق الاستقرار في المنطقة في هذه الظروف الصعبة، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن عن مبادرة شاملة مبادرة لوقف إطلاق النار لمدة أسبوعين".
تابع قائلا: "نأمل أن يشكل وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين مناخا أكثر فاعلية لتهدئة التوترات، والعمل نحو حل سياسي مستدام، وتركيز كافة الجهود على صحة وسلامة الشعب اليمني".
شدد على أن المملكة "لا ولن تفرط في أمنها، مبينا أن الأوان قد آن ليعي الحوثيون أن تفويت هذه الفرصة هي خذلان لمصالح أبناء اليمن".