مونيتور: مصر تحارب كورونا وسط سيل من الأكاذيب على "السوشيال ميديا"
منذ تسجيل أول إصابة مؤكدة فيروس كورونا المستجد في مصر في فبراير، أصر العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وعدد قليل من المشاهير على أن COVID-19 مجرد خدعة وانتشر المزاح حول الموضوع، وعندما سُئلوا عن تهديد COVID-19، سخر نجوم السينما المصرية الذين حضروا حفل افتتاح مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية من الوباء. وقالت الممثلة زينة: "نحن نأكل الفسيخ والبصل المملح، هل تمزح؟ ما هو فيروس كورونا المستجد الذي تتحدث عنه؟" وقالت الفنانة بدرية طلبة للصحفيين "نحن مصريون ولا شيء يخيفنا، يُطلب منا تجنب التجمعات الكبيرة، لكننا نواصل التجمع ؛ ينصحوننا بعدم التقبيل، لكننا نقبّل بعضنا البعض طوال الوقت".
وأضافت في إشارة إلى شوكولاتة كورونا المصرية التي تشترك في اسم الفيروس "أحب فعلا كورونا بالحليب". انتشر مقطع فيديو تضمن تعليقات بدرية طلبة انتشارًا سريعًا وضحك كثيرون، مما أثار الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.
في الأسابيع الأولى، وبعد انتشار أنباء الوباء، ساد اعتقاد بأن مصر المحروسة لن يمسها الفيروس بسوء، ونشرت رسائل مماثلة على وسائل التواصل الاجتماعي. ويرجع سعيد صادق، عالم الاجتماع السياسي بجامعة النيل، هذه المفاهيم الخاطئة إلى تصور المصريين لأنفسهم على أنهم مقاومون للعوامل الخارجية.
قال صادق لـ "المونيتور": "لدينا قول،" المصريون يأكلون الزلط، وهو ما يعني في الأساس أنه يمكننا التغلب على أي شيء عمليًا، نتيجة خطاب إعلامي يضخم باستمرار صورتنا الذاتية. كما ينبع من حقيقة أن العديد من المصريين الفقراء يكافحون في الحياة بشكل يومي ومع ذلك يتمكنون من العودة إلى منازلهم سالمين، فهناك ميل عام إلى التقليل من خطر الفيروس لأن الطريقة التي ينظرون بها للأمر تتبع منطقًا غير دقيق: كيف يقارن فيروس يسبب أعراضًا تشبه أعراض الأنفلونزا بالصعوبات التي نواجهها كل يوم؟ "
بعد تعليق الرحلات الدولية من مصر وإليها في منتصف مارس، انحسر المزاح وبدأ التعامل الجدي من المواطنين والالتزام بشكل شبه مثالي بالإجراءات الحكومية والتعليمات الصحية بسبب القلق والخوف، ولكن ذلك افسح بدوره المجال لانتشار المزيد من المعلومات الخاطئة والأخبار حول COVID-19، بخلاف الشائعات بما في ذلك طرق لعلاج COVID-19 وطرق الوقاية مثل "شرب الشاي" كطريقة أكيدة لقتل الفيروس في الحلق قبل أن يصل إلى الصدر وأن التوابل الغنية بالكروم تحمي من الإصابة بالمرض، ولكن لا يوجد دليل طبي يدعم هذه الادعاءات حول الشاي والكروم، وامتلئت حسابات التواصل الاجتماعي المصرية بعلاجات الفيروس المزيفة: الغرغرة بالماء المالح الدافئ ثلاث مرات في اليوم".
وفي الوقت نفسه، يستغل بعض التجار الخوف من الوباء في الترويج لمنتجاتهم عبر الإنترنت كعلاجات لمنع أو علاج فيروس كورونا، مثل إعلان أحد المعالجين بالأعشاب عن "اليانسون المضاد لفيروس كورونا، والعديد من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار الاهتمام بين بعض مستخدمي الإنترنت الذين سألوا أين يمكنهم شراء اليانسون، والتوابل، أو استخدامها كشاي الأعشاب.