السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

معلومات استخباراتية.. أمريكا وإيران تحشدان للمواجهة.. وباحث: حرب نفسية

الرئيس نيوز

  
بدا أن طبول الحرب عادت لتقرع من جديد بين الولايات المتحدة الأمريكية، وحليفتها إسرائيل من جهة، وإيران ووكلائها من جهة أخرى، بعد فترة الهدوء النسبي الذي أعقب اغتيال واشنطن لقائد فيلق "القدس" قاسم سليماني؛ إذ أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن أجهزة الاستخبارات وجمع المعلومات توصلت إلى معلومات، مفادها أن إيران ووكلاءها يخططون لهجوم خاطف على أهداف أمريكية في العراق.
ترامب كتب عبر صفحته على موقع "تويتر"، محذرًا من أن إيران ستدفع "ثمنا باهظًا للغاية"، إلا أنه لم يتطرق إلى ذكر تفاصيل، أضاف: "استنادا إلى قناعة ومعلومات، تخطط إيران أو وكلاؤها لهجوم خاطف على القوات الأمريكية أو الأصول الأمريكية في العراق. وإذا حدث هذا فإن إيران ستدفع ثمنا باهظا للغاية".
اللافت للانتباه، أن تدوينة ترامب، جاءت بعد اجتماع عقده مع قيادات استخباراتية؛ لتلقي إفادة من جهاز المخابرات CIA، كما أن التغريدة جاءت بعد هجمات نفذتها مقاتلات تتبع جيش الاحتلال الإسرائيلي، في حمص السورية، وقصفت خلالها أهدافً إيرانية من القوات الرديفة للجيش لسوري.

باتريوت في العراق
الذي يعزز من احتمالية المواجهة بين الطرفين، هو نشر أمريكا لمنظومة الدفاع الجوي (باتريوت) في قواعد (عين الأسد والتاجي والتنف في كركوك)، على الرغم من وجود قانون في البرلمان العراقي، يلزم الحكومة بوضع جدول زمني لإخراج القوات الأمريكية من البلاد.
وهو الأمر الذي قال بصدده ترامب، إن المسؤولين العراقين في الغرف المغلقة لا يتحدثون معنا بهذا الخصوص، وإن أرادت بغداد ذلك بشكل جدي، عليها أن تسدد كلفة تواجد القوات الأمريكية على أراضيها لحمايتها من الإرهاب، وعليها أن تسدد ما يصل قيمته لنحو 10 مليار دولار كلفة إنشاء أكبر مهبط طيران في المنطقة.
ويزور القائد الجديد لفيلق "القدس"، إسماعيل قآني، العراق سرًا، وبينما ذكر مصدر مطلع لـ"روسيا اليوم" أن الزيارة تستهدف في المقام الأول بحث تكليف عدنان الزرفي لرئاسة الحكومة، في حين أن الأقرب إلى الواقع هو بحث قبول العراق وجود منظومة "باتريوت" الأمريكية على أرضه على الرغم من قانون إنهاء تواجد القوات الأمريكية في العراق. وهو الأمر الذي يصيب طهران بخيبة أمل؛ إذ أنه يعني أنها ووكلاءها في مرمى النيران الأمريكية، كما يظهر لها كم تتمتع واشنطن بنفوذ مؤثر على الحكومة العراقية.
ويدفع العراق وحده ثمن الخلافات بين أمريكا وإيران، من سيادته وقراره الوطني، فحينما قررت أمريكا الصدام مع إيران واغتيال سليماني، لم تقتله إلا على أرض العراق، وحينما أرادت طهران الثأر لسليماني، نفذت عملياتها أيضًا في العراق، ضاربين جميعًا بالسيادة العراقية عرض الحائط.

هجوم محتمل
يقول مسؤول أمريكي لـ"رويترز"، لكنه طالب عدم نشر اسمه، إن معلومات المخابرات الأمريكية عن هجوم محتمل تدعمه إيران في العراق، موضحًا أنه سيكون هجوم عبر أذرع إيران، وان طهران ستنفي صلتها به، وتابع: "لن يكون على غرار الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران في العراق في الثامن من يناير الماضي".
أوضح أن المخابرات الأمريكية تتتبع خيوطا منذ فترة بشأن هجوم محتمل تشنه إيران أو قوى تدعمها طهران. ولم يكشف المسؤول المعلومات الخاصة بتوقيت الهجوم أو أهدافه على وجه الدقة.

التصرفات الاستفزازية
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية، أن مساعدا عسكريا بارزا للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، هو الجنرال يحيى رحيم، حذر الولايات المتحدة يوم الأربعاء من تبعات ”التصرفات الاستفزازية“ في العراق.
نقلت وكالة "تسنيم للأنباء"، عن الجنرال يحيى رحيم صفوي قوله: "ننصح الساسة والعسكريين الأمريكيين بتحمل مسؤولية تبعات تصرفاتهم الاستفزازية (في العراق). وأضاف "أي تصرف أمريكي سيعد فشلا استراتيجيا أكبر في سجل الرئيس الحالي".

دفاع عن النفس
وأكدت إيران، الخميس أنها "لا تبدأ حروبا" و"لا تتحرك إلا دفاعا عن النفس"، وذلك ردا على تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيران وحلفائها من الهجوم على القوات الأميركية في العراق.
من جانبه، كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على تويتر “خلافا للولايات المتحدة – التي تكذب خفية وتغش وتغتال – إيران لا تتحرك إلا دفاعا عن النفس (…) ولا تبدأ حروبا. وأضاف "لا تسمحوا لدعاة الحرب بتضليلكم مرة أخرى".
كان وزير الخارجية الإيراني أعلن أن الولايات المتحدة تحولت من ممارسة التخريب والعنف إلى ممارسة إرهاب اقتصادي ضد بلاده، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، داعيا المجتمع الدولي إلى عدم مساعدة واشنطن في جرائم الحرب تلك.
وأضاف: "العقوبات تتجاوز ما يجوز في ساحة المعركة، أوقفوا مساعدة جرائم الحرب، توقفوا عن الانصياع للجزاءات الأمريكية غير القانونية.

احتلال أمريكي
الباحث في المف الإيراني، سالم الصباغ، قال تعليقًا على نشر أمريكا لمنظومة باتريوت في العراق، إن بغداد قرارها ليس بيدها، وتابع: "في الحقيقة إن وجود القوات الأمريكية في العراق رغم قرار البرلمان هو احتلال حقيقي. العراق ليس قراره بيده", مضيفًا: "أمريكا تعتمد على تأييد بعض القوى لشرعنة وجودها في العراق".
الفت الصباغ إلى أن قائد الحرس الثورى، وجه إنذارًا شديد اللهجة إلى أمريكا محذرا من أي تهديد لإيران أو العراق، وتابع: "لا أظن أن أمريكا من الممكن أن تغامر بأي مواجهات في الوقت الحالي، فهي في حالة عجز تام عن الحركة بسبب فيروس كورونا".
اختتم حديثه بالقول: "التهديدات الأمريكية ليست سوى حرب نفسية، كما ان جزء من له أهداف سياسية، فترامب يريد الهروب من المحاسبة الشعبية على فشله في مقاومة وباء كورونا".