السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

هل تقبل السعودية بمباردة الحوثي وتطلق سجناء حمساويين لديها؟

الرئيس نيوز

بدا أن حركتي "حماس" و"الحوثي"، قد تجاوزتا فترة الجفاء بينهما، بعد فترة من الجمود على خلفية صمت الأولى على الحرب في اليمن، ما اعتبره الحوثي تأييد ضمني له.
وسادت شبه قطيعة بين الحركتين خلال الفترة الأخيرة، إلا أن زعيم "الحوثي"، ألقى بحجرٍ في الماء الراكد، بإعلانه مبادرة طرحها على المملكة السعودية، تتضمن الإفراج عن خمسة جنود سعوديين بينهم طيّار، مُقابل إفراج المملكة عن خمسين مُعتقلًا فِلسطينيًّا في سُجونها، بينهم محمد الخضري ونجله مندوبا حركة "حماس" في المملكة، والمُكلّف بالتّنسيق مع القِيادة السعوديّة.
طرح الحوثي مبادرته خلال كلمته التي ألقاها في الذكرى السادسة للحرب التي يشنّها التحالف السعودي على اليمن، فيما تشير التطورات إلى أن الرياض لن تقبل بالمبادرة على الرغم من إنجازها العديد من تلك المبادرات الشبيه بذلك؛ فقد أفرجت المملكة على مئات الأسرى الحوثيين مقابل إفراج الجماعة المتمردة على عشرات الأسرى التابعين للتحالف، بينهم مستشارين سعوديين.

مزايدة وتحايل
الباحث في شؤون الجماعات الأصولية، مصطفى أمين، قال: "الرياض لن تقبل بتلك المبادرة؛ لكونها تحمل مزايدات عليها، وتعني تدخلًا في أعمال القضاء، ولا يمكن مقارنة تلك المبادرة بمثيلاتها، فالمبادرات التي تمت كانت في إطار الإفراج عن أسرى من الجانبين أما هذه لها أبعاد أخرى لن تقبل بها الرياض".
أوضح أمين أن حماس والحوثيين ذراعين إيرانيتين في المنطقة، والجميع يدرك ذلك، وأنه منذ ثورات الربيع العربي، كانت حماس بعدت قليلًا عن إيران في إطار، تأييدها للأحداث في سورية، إلى الدرجة التي انخرطت الحركة في أعمال القتال الدائرة هناك، ودربت العديد من القيادات المسلحة في سوريا على أعمال التفخيخ والتشريك، التي كانت قد تعلمتها من قبل من القائد عماد مغنية، وقد اكتشف "حزب الله" تلك المسألة ومن هنا حدث الخلاف بين "حماس" وإيران، لكن الحركة الفلسطينية، تداركت الأمر بعدما أيقنت بهزيمة الفصائل المسلحة على يد الجيش السوري، والقوات الرديفة له، وعادت مجددًا إلى المعسكر الإيراني.
أشار أمين إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية زار إيران وقدم التعازي للحكومة الإيرانية في اغتيال قائد فيلق "القدس"، قاسم سليماني، وكانت هذه الخطوة بمثابة استقرار وعودة كاملة للعلاقات بين الطرفين. وتابع: "غالبية الترسانة الصاروخية لحماس قادمة من إيران، وحماس نفسها تعترف بذلك في الخطابات الرسمية".
ولم يتسن لـ"الرئيس نيوز" التواصل مع أي من أطراف التقرير، سواء في جماعة "أنصار الله" أو أحد من المسؤولين السعوديين، أو حركة "حماس"، إذ تعذر الوصول لأي منهم.

 حماس ترحب
وفور إعلان المبادرة، قالت الحركة في بيان نشرته على موقعها الرسمي: "تابعت حركة حماس باهتمام المبادرة المقدرة التي أطلقها السيد عبد الملك الحوثي، بخصوص مبادلة الأسرى لديهم مقابل إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في المملكة العربية السعودية. وإننا إزاء هذه المبادرة الذاتية فإننا نقدر عاليا روح التآخي والتعاطف مع الشعب الفلسطيني ودعم صموده ومقاومته، ونعبر عن شكرنا على هذا الاهتمام والمبادرة".
تابعت الحركة: "كما أننا نجدد مطالبتنا المستمرة للإخوة في السعودية بضرورة الإفراج العاجل عن جميع المعتقلين الفلسطينيين من سجون المملكة، وعلى رأسهم الدكتور محمد الخضري أبو هاني، فالحركة لم تأل جهدا في التواصل مع القيادة السعودية على مدى قرابة عام كامل، وآخرها دعوة رئيس المكتب السياسي للحركة الأخ إسماعيل هنية لملك السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين الذين لم يسببوا ضررا للمملكة، واحترموا أصول الضيافة في بلد شقيق دون مقابل أو شرط، فلا ذنب اقترفوه ولا جرم قاموا به".

صاروخان بالستيان
ميادنيًا، نقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث باسم التحالف بقيادة المملكة الذي يقاتل في اليمن، قوله يوم الأحد إن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت صاروخين باليستيين ليل السبت أطلقهما المسلحون الحوثيون اليمنيون المتحالفون مع إيران صوب العاصمة الرياض ومدينة جازان في جنوب المملكة.
وذكرت الوكالة نقلا عن المقدم محمد الحمادي المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في منطقة الرياض ”فرق الدفاع المدني بمدينة الرياض باشرت حادثة سقوط شظايا صاروخ باليستي بعد اعتراضه وتدميره تم إطلاقه باتجاه العاصمة الرياض، وقد تناثرت الشظايا على أحياء سكنية في مواقع متفرقة مما تسبب سقوط إحدى الشظايا في إصابة مدنيين اثنين إصابات طفيفة“.
قالت أيضا نقلا عن العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف إنه لم يتم تسجيل أي خسائر في الأرواح بسبب سقوط بعض الشظايا على أحياء سكنية بالمدينتين.
أضاف المتحدث باسم التحالف ”إطلاق الصواريخ الباليستية من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية والحرس الثوري الإيراني في هذا التوقيت يعبر عن التهديد الحقيقي لهذه المليشيا الإرهابية والنظام الإيراني الداعم لها“ وأن ”هذا التصعيد من قبل الميليشيا الحوثية لا يعكس إعلان الميليشيا الحوثية بقبول وقف إطلاق النار“.