عشية لقاء الأسد بشويغو.. "النصرة" تبعث بمُسيرة مُفخخة إلى حميميم
عشية لقاء جمع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، مع الرئيس السوري بشار الأسد أمس الإثنين؛ لبحث الاستمرار في هدنة وقف إطلاق النار، في محافظة إدلب، آخر معاقل الجماعات الإرهابية والمعارضة المسلحة المدعومين من تركيا، قالت وكالة سانا الرسمية السورية للأنباء، إن الدفاعات الأرضية للجيش تصدت لطائرة مسيرة قرب قاعدة حميميم فجر الثلاثاء، وسمع في أعقاب إسقاطها دوي انفجار كبير في اللاذقية؛ ناجم عما كانت تحملة من مواد متفجرة.
وأشارت الوكالة إلى أن الانفجار الذي هز مدينة جبلة السورية ناجم عن التصدي لطائرة مسيرة في محيط قاعدة حميميم بجبلة. وبحسب شهود عيان كان صوت الانفجار قوي، وهز المدينة حوالي الثانية عشرة والنصف من صباح اليوم الثلاثاء.
فيما ذكرت قناة السورية أن صوت الانفجارات التي سمعت في محيط مدينة جبلة ناتج عن تصدي الدفاعات الجوية لطائرة مسيرة معادية في محيط حميميم.
ويبدو أن تلك العمليات الاستفزازية ستكون بمثابة السبب الرئيس لإعادة الاقتتال مرة أخرى في إدلب، فعلى الرغم من أن الجماعات الإرهابية في إدلب مدعومة من تركيا إلا أن الأخيرة تفشل طوال الوقت في السيطرة عليها، إذ رفضت تلك الجماعات في أعقاب اتفاق سوتشي الذي وقع في سبتمبر 2018، تسليم أسلحتها الثقيلة، وظلت في استخدامه في قصف العاصمة دمشق، وأريافها.
شويغو والأسد
وبينما تتوسع تركيا في بناء نقاط مراقبة في إدلب، وحديدًا قرب مدينة جسر الشغور، ناقش وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، مع الرئيس السوري بشار الأسد، الاستمرار في وقف إطلاق النار، في إطار مساعي تثبت هدنة وقف إطلاق النار في إدلب الذي تم بين تركيا وروسيا.
لكن يبدو أن الأسد مصرًا على عدم وقف إطلاق النار إلا بشروط يأتي على رأسها، إبعاد الإرهابيين عن طريق (حلب - اللاذقية الدولي) بعمق 6 كيلومترات من كل جانب؛ بما يتيح إعادة العمل به.
وروسيا تشكو أيضًا من ذات الأمر، إذ وجهت الاتهام لتركيا أكثر من مرة، وحملتها مسؤولية عدم تنفيذ اتفاق سوتشي الذي يتضمن إخلاء المدينة من الجماعات الإرهابية، وعلى رأسهم "هيئة تحرير الشام" المعروفة سابقًا بـ"جبهة النصرة" وهي التي تسيطر على نحو 90 % من المحافظة، وتستغل قربها من العاصمة دمشق، ومن قاعدة "حميميم" الروسية وتمطرهم بالصواريخ، وقاذفات الهاون.
لعل محاولة الاستهداف الفاشلة التي وقعت فجر اليوم، في اللاذقية، من بين هذه المحاولات التي تستهدف توجيه القذائف للقاعدة الروسية، وهو الأمر الذي حذرت منه موسكو أكثر من مرة، وأكدت أنها لن تقف صامته إزاء تلك الاستهدافات.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الإثنين، عن تسيير ثاني دورية مشتركة مع الجانب التركي على طريق حلب - اللاذقية. لكنها أشارت إلى اضطرار الطرفين مجدداً إلى تقليص مسار الدورية بسبب استفزازات المتطرفين.
ونجح الجيش السوري في التقدم في إدلب، وتحرير العديد من مناطقها الاستراتيجية، (قرى معرة النعمان وطريق حلب اللاذقية) من الجماعات الإرهابية فبراير الماضي. ومنذ ذلك التوقيت وهو يحاصر العديد من نقاط المرتاقبة التابعة لجيش الاحتلال التركي، ولم يتطرق الاتفاق الأخير بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب أردوغان، إلى تلك النقاط أو وضعها.