محمد فؤاد يكتب: شعبنا العظيم اقعدوا في بيوتكم
تفاقم الموقف بشأن فيروس كورونا "covid -19"، حتى وجدنا دولا أكثر منّا تقدم طبي تعاني الأمرين منه، والمصابين فيها في زيادة مستمرة وبمعدل مرتفع للغاية، فالوضع أصبح كارثي في إيطاليا على سبيل المثال، ويبدو أن ألمانيا وإسبانيا سوف تلحقان بها، وهو ما يجب أن يدق ناقوس الخطر الشديد لدى كل مواطن مصري وليس الحكومة فقط.
فمن متابعتي، فالحكومة تقوم بدورها بشكل جيد في هذا الأمر، فهي تواجه التجمعات وألغت الدراسة وأغلقت المقاهي والمنشئات الرياضية والترفيهية، وصالونات التجميل وبالأخص رحلات الطيران، وغير ذلك الكثير، إلا أن كل ذلك ليس كافيا ويجب أن تتحرك الحكومة بحسم أكبر وسرعة في التنفيذ، لمنع زيادة عدد الإصابات خاصة بعدما تعدينا الـ250 حالة مصابة بالمرض توفي 7 منهم.
الدور الأكبر والمسئولية الأعظم تقع على المواطن، الذي لا بد أن يبدأ بنفسه وينأى بها عن التجمعات ويحث غيره على ذلك، ويلزم بكافة التوجيهات الحكومية ذات الصلة بآليات الوقاية من الفيروس الخطير، ويناهض ثقافة شعبية ليست جيدة بشأن هذا الأمر، لا تزال تتعامل معه على أنه بعيد عنها ولا يمكن أن يصيبها على عكس الحقيقة.
متابعة الموقف في إطار التطور العالمي له وأيضا معدل الإصابات الداخلي، يؤكد أنه أصبح لا بديل عن إصدار قرار بفرض حظر التجوال في جميع أنحاء الجمهورية، خاصة وأننا دخلنا في الأسبوع الثالث وهو الأخطر في تفاقم عدد الإصابات، فالساعات القادمة هي التي ستحدد ما إذا كنا سننتصر على هذا الفيروس في مصر أم سيخرج عن السيطرة بفعل المتهاونين من المواطنين والذين سيؤذون بتهاونهم أنفسهم والجميع.
وهناك العديد من دول العالم توجهت نحو هذا الخيار الذي يكاد يصبح وحيدا ومنها المغرب والأردن وتونس، وذلك بهدف درء وتقليل خطر انتشار الفيروس وتحديد بؤرة الانتشار والتعامل معها، خاصة وأن المرض لا ينتقل من خلال الهواء ولكن التلامس مع الأشخاص المصابين به.
فما لا يدركه الكثيرون هو أن بينما المرض بنسبة كبيرة قد لا يصيبك، فإنك لو تهاونت ستصيب به أقرب الناس إليك.
ومع إيماني بأن هذا الأمر أصبح ضرورة وليست خيار، فقد تقدمت باقتراح بقرار وهو أداة برلمانية، اقترحت خلاله صدور قرار بفرض حظر تجوال في كافة أنحاء الجمهورية من الساعة السادسة مساءً حتى الساعة السادسة صباحاً، وذلك للحد من انتشار الإصابة بفيروس الكورونا COVID -19 داخل الدولة، نظراً لما أثبته الواقع أن كافة الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية ليست كافية بالشكل الكامل للحد من انتشار الفيروس ولازالت أعداد المصابين في ازدياد ولازال هناك بعض المتهاونين من المواطنين.
أمل أن يتم مناقشته سريعا وانتباه المسئولية بضروريته، خاصة وأنه الموقف الشعبي منه مؤيد، وذلك من خلال متابعة تعليقات المواطنين على ما تقدمت به، على مواقع التواصل الاجتماعي، بما يشير إلى أن هناك رضا شعبي مؤيد لمثل هذا القرار واستشعار بأهميته.
ولكن حتى وإن صدر مثل هذا القرار، فإن الثقافة الشعبية هي المحدد الوحيد لما نحن مقبلين عليه إما بتفاقم الأزمة جراء عدم تقديرها بشكل واعي من المواطنين، أو بحصارها إن انتبه المواطن إلى الخطورة الداهمة المعرض لها في حالة تكاسله والتعامل مع الأزمة على أنها لا تخصه والتنكيت عليها كما هو حال الكثيرين.