الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

درس لأديس أبابا.. عندما تبرع البابا شنودة لضحايا المجاعة في إثيوبيا

الرئيس نيوز

8 سنوات مرت على وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وأحد أبرز الرموز التاريخية للكنيسة المصرية.
وُلد البابا "شنودة" في 3 أغسطس 1923، وتوفي في مثل هذا اليوم، 17 مارس، عام 2012، بعد 4 عقود قضاها فوق الكرسي الباباوي، منذ 14 نوفمبر 1971. وكان يتمتع بشعبية جارفة، كما عُرف بمواقفه السياسية والإنسانية القوية.
وفي ظل الظروف الحالية للأزمة بين مصر وإثيوبيا بخصوص سد النهضة، والتي تبدي فيها أديس أبابا تعنتا واضحا تجاه حق مصر في مياه النيل، نستعيد هذه القصة من سيرة البابا المصري.
حتى عام 1959، كانت الكنيسة الإثيوبية تابعة للكنيسة المصرية. ورغم الانفصال قرر "شنودة" منذ أن جلس على الكرسي البابوي، الحفاظ على صلات قوية مع الكنيسة الإثيوبيا وظل راعيا لأحوالها، وعلى تواصل مستمر بها، خصوصا في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي عانى منها الشعب الإثيوبي لسنوات.
ففي سبتمبر 1973، أعاد البابا شنودة العلاقات مع الكنيسة الإثيوبية مجددا وقام بزيارة تاريخية إلى أديس أبابا، التقى فيها بطريرك إثيوبيا البابا ثيفولوس.
وعبرت الكنيسة الإثيوبية عن ترحيبها بالزيارة قائلة: "إن العلاقات بين الكنيسة القبطية والإثيوبية الأن بعد خمسة قرون، أصبحت منتظمة والمشاكل الإدارية تم حلها، والكنيسة الإثيوبية حققت استقلالها التي تنشده لخدمة الرب، وأن العلاقات بين الكنيستين الأن أفضل".
وكان لـ"شنودة" دور إنساني بالغ الأهمية تجاه إثيوبيا، ففي عام 1969، ضربت إثيوبيا حالة جفاف شديدة، نتجت عنها مجاعة بدأت عام 1973 هددت حياة مئات الآلاف من السكان، وبالفعل أودت بحياة 300 ألف من مواطني إثيوبيا.
في تلك الأثناء، قدم البابا شنودة دعما روحيا، بصفته رأس الكنيسة المصرية، إلى الشعب الإثيوبي. ونظرا لظروف المجاعة قرر التبرع بملغ 3 آلاف دولار للمتضررين من الجفاف، وإيفاد مندوب رسمي إلى هناك.
ووفقا لوثائق هذه الفترة المنشورة على موقع "ذاكرة مصر المعاصرة"، اهتمت الصحف الإثيوبية باللفتة الإنسانية من البابا شنودة، ونشرت جريدة "أديس زيمن" الإثيوبية الخبر في 27 يوليو 1974، بعنوان "قداسة بابا الإسكندرية يتبرع بـ3000 دولار".
وبحسب وثائق ميريت غالي، مهندس العلاقات الكنسية المصرية الإثيوبية لسنوات عديدة، فإن الباب شنودة أرسل في 21 يوليو رسالة إلى الإمبراطور هيلا سيلاسي، أخبره فيها بأن أوفد الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة وتوابعها، ليكون مندوبا للبابا، للمساهمة في العمل الإغاثي في إثيوبيا.
وقال البابا للإمبراطور الإثيبوبي في الرسالة: "نصلي من أجل فخامتكم وللكنيسة ولكل شعب إثيوبيا، ونصلي من أجل إيمانهم، كي يمكنهم مواجهة المستقبل".