الأحد 27 أكتوبر 2024 الموافق 24 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

كيف تتعامل دول الشرق الأوسط مع وباء كورونا؟

الرئيس نيوز

رأى الزعيم الروحي الإيراني آية الله علي خامنئي نفسه مضطرًا الأسبوع الماضي لتكليف الجيش بتطهير الشوارع بعد وقوع عدد أكبر من الإيرانيين ضحايا لفيروس كورونا المستجد، في حين يكافح الإيرانيون بالفعل تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الأميركية ورفض طهران في بادئ الأمر الامتثال إلى التحذيرات الصحية العامة بشأن التجمعات الكبيرة، والبقاء في المنزل.

وأشار موقع "وايو نيوز" الذي يتخذ من الهند مقرًا له إلى أن تكليف خامنئي للقوات المسلحة النظامية بتنفيذ هذه المهمة يأتي بعد فشل قوات الحرس الثوري في إقناع الإيرانيين بنصيحة الحكومة والتحذيرات بشأن الوباء الذي - حتى كتابة هذه السطور- أصاب ما يزيد على 14,000 شخص وتسبب في 724 حالة وفاة وتحولت إيران إلى واحدة من بلدان العالم الأكثر تضررًا. ويعزي الموقع الموقف المأسوي في إيران إلى انعدام الثقة بين الشعب والحكومة. وتابع التقرير أن إيران كانت بطيئة في الاعتراف بخطورة الأزمة وعجز الحكومة في أن ترقى إلى مستوى مسؤوليتها.

ولفتت الصحيفة إلى أن العديد من الدول الشرق أوسطية بما فيها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والأردن وإسرائيل أمرت بإغلاق المرافق التعليمية وتعزيز خدمات الحجر الصحي واتخاذ خطوات للحد من السفر أو تعليق الرحلات الجوية من وإلى الدول الآسيوية والأوروبية التي تأثرت بشدة من الفيروس.

ومع ذلك، فقد فرض الانتشار الهائل للفيروس اختبارًا غير مسبوق للنظم الصحية الوطنية في البلدان الغنية بالنفط ومقدار الاستثمار في المرافق الطبية للدولة، ولكن طرحت الأزمة كذلك العديد من التساؤلات حول مرافق الصحة العامة في دول دمرتها الحروب الأهلية مثل سوريا واليمن وليبيا حيث كانت المستشفيات هدفا رئيسيا للغارات الجوية المدمرة.

وهناك بلدان مثل العراق، والتي تتعرض بشكل خاص للأزمة تلو الأخرى بسبب علاقاتها وثيقة مع جارتها ايران. وبلدان أخرى مثل الجزائر ولبنان، حيث اندلعت الاحتجاجات التي تتحدى فكرة البقاء في المنزل، ومعضلة الاستمرار في الضغط والمطالبة بإصلاح شامل للنظام السياسي بينما يتطلب التصدي للفيروس البقاء في المنزل والابتعاد عن التجمعات دون داعٍ.

ولكن البعض في العراق يرون أن فساد النخبة السياسية في العراق أسوأ من فيروس كورونا المستجد، وينطبق الشيء نفسه بالنسبة للجزائر ولبنان، وهي البلدان التي تعاني أزمة مالية طاحنة اضطرت لبنان بسببها إلى التخلف عن سداد ديونها المتضخمة.

وأضاف الموقع: "ترى الحكومات المحاصرة بمطالبات شعبية فرصة فرار مؤقت من تلك الضغوط في أزمة فيروس كورونا، تاركة الوعاء يغلي بدرجة تقترب من الانفجار مرة أخرى عقب زوال الأزمة.