الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"الثعلب يخطط لاختطافك".. سر استدعاء السادات لنبيل العربي من جنيف

الرئيس نيوز

دبلوماسي هادئ، يتحرك كثيرا ويتحدث قليلا، سمحت له خبرته الطويلة في السلك الدبلوماسي أن يلعب أدوارا بارزا على المسرح السياسي بعد ثورة يناير 2011.

إنه السفير نبيل العربي، والذي أصبح وزيرا للخارجية في حكومة عصام شرف، قبل أن يتولى منصب أمين عام جامعة الدول العربية.

في السطور التالية قصة مثيرة من ملفه الدبلوماسي، في مناسبة يوم ميلاده، 15 مارس 1935، من واقع كتابه "طابا.. كامب ديڤيد.. الجدار العازل".

في عام 1974، بدأ نبيل العربي عمله بمدينة جنيف السويسرية ببعثة مصر بالأمم المتحدة هناك، وكان عمله يتركز على ملفات نزع السلاح وحقوق الإنسان والموضوعات القانونية في الأمم المتحدة.

وفجأة، في مارس 1976، وصلته برقية "رمزية محظورة"، بأعلى درجات السرية، من وزارة الخارجية التي كان يتولاها آنذاك إسماعيل فهمي، تبلغه بفرض حراسة على جميع تحركات السفير الشاب، كما تطلب منه السفر فورا إلى القاهرة دون إبداء أسباب.

يروي "العربي" مندهشا: "حاولت الاتصال بالوزير إسماعيل فهمي تليفونيا ولكن لم أنجح، ولكن تحدثت مع أسامة الباز الذي كان مدير مكتبه ووجدته متحفظا للغاية – على غير عادته – وأشار إلى أن هناك مخاطر حقيقية تحدق بي".
تعجب "العربي" مما يحدث، وزادت دهشته وحيرته عندما وجد الشرطة السويسرية تضع عائلته تحت الحراسة إلى حين مغادرة سويسرا.
كان الأمر مربكا، وبمجرد وصوله إلى القاهرة، ذهب لمقابلة الوزير إسماعيل فهمي للاستفسار عن سبب هذه الإجراءات غير المسبوقة وغير المفهومة، فأبلغه الوزير بما وراء هذه الإجراءات.

يحكي: "علمت منه أن السلطات في ألمانيا اكتشفت مؤامرة يعدها الإرهابي الشهير "كارلوس" لاختطاف دبلوماسي مصري، وتم إبلاغ هذه المعلومات إلى سفير مصر في بون وقتئذ المرحوم محمد إبراهيم كامل الذي نقل هذه المعلومات إلى القاهرة".

كان "كارلوس" شابا من فنزويلا اسمه الحقيقي إلييتش سانشيز، تعاطف مع القضية الفلسطينة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ونفذ عمليات اختطاف واحتجاز عديدة.

وبينما يعتبره كثيرون رمزا ثوريل، عدته أنظمة غربية وعربية إرهابيا دوليا، ولخطورته لقبته أجهزة الأمن والمخابرات بـ"كارلوس الثعلب"، وألقي القبض عليه في الخرطوم عام 1994 وحكم عليه بالمؤبد.

نعود إلى قصة نبيل العربي، الذي استبعد أن يكون هو الهدف المقصود لـ"كارلوس"، لكنه خمّن أنه البعض أجهزة الأمن اعتقدت ذلك لأن اسمه كان يتردد في الصحف ووسائل الإعلام كثيرا بسبب مشاركته في مفاوضات فض الاشتباك الأول والثاني مع إسرائيل.

حاول نبيل العربي إقناع الوزير إسماعيل فهمي أنه لا يوجد أساس للاعتقاد بدقة هذه المعلومات، ولكن "فهمي" رفض، وأنهى الحديث قائلا إن "تعليمات الرئيس السادات كانت باستدعائي إلى القاهرة فورا".

كان نبيل العربي قد أقام حياة كاملة في جنيف، وبعد الاستدعاء المفاجئ ارتبك كل شيء. يقول: "ترتب على مغادرتي المفاجئة الفورية أن أولادي تركوا مدارسهم في شهر مارس 1976 دون استكمال السنة الدراسية.

ولم أتمكن من إدخالهم أي مدرسة في مصر خلال العام الدراسي كما أن زوجتي كانت تعد رسالة دكتوراه في كلية الهندسة الفيدرالية في لوزان واضطرت إلى قطع الدراسة".

وبخلاف ذلك، مُنع آنذاك من السفر خارج مصر لمدة ستة أشهر حتى تتضح الأمور بالنسبة للمعلومات التي يصر على أنه لم يكن لها أساس من الصحة.