صدق أو لا تصدق.. أردوغان يرفع شعار "إعادة تعمير سوريا"!
محللون: تحول انتهازي إلى النفط في محاولة لانقاذ سياسته في سوريا
ما كاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يخرج من تدخلٍ عسكري عقيم في إدلب، حتى تعلق على الفور في مقترح موسكو الخاص بتجريد الأكراد السوريين من عائدات النفط واستغلال هذه الأموال لتمويل مشاريع البناء التركية في سوريا. وتناول موقع المنيتور الأمريكي موافقة أردوغان إلى اتفاق يحفظ مكاسب الجيش السوري في إدلب منذ أبريل ويدعو إلى ممر أمن يمتد إلى عمق 6 كيلومترات (حوالي 4 أميال) على جانبي الطريق M4 السريع. وقد كشفت منذ ذلك الحين بعض التفاصيل المثيرة للاهتمام حول محادثات أردوغان في موسكو.
وقال أردوغان متحدثًا الى مجموعة من الصحفيين في وقت سابق من الاسبوع الماضي إنه قدم اقتراحا لبوتين لإزالة السيطرة على حقول النفط في القامشلي ودير الزور من القوات التي يقودها الأكراد واستخدام إيرادات النفط لتمويل مشاريع الإسكان التي تنفذها شركات تركية في شمال سوريا.
يأتي ذلك في أعقاب العمليات العسكرية التركية الفاشلة الأخيرة ضد الجيش السوري في إدلب، والتي يعتقد الكثيرون، أنها فشلت في إقناع المعارضة التركية، بل ووجهت برفض بعض الجهات في الجيش التركي، ورجح الموقع الأمريكي أن يكون قبول أردوغان لمقترح موسكو مجرد ستار لحفظ ماء الوجه وإصلاح التخبط الشديد الذي شاب مغامرته في شمال سوريا، ومن ثم تحولت أردوغان الآن إلى قضية النفط. بالإضافة إلى حجة طالما رفعها تتمثل في مطاردة حزب العمال الكردستاني خارج الحدود، وتبين أن هدفها الحقيقي تكميم أفواه منتقديه في الداخل، وتكشف موافقته على استغلال أموال النفط السوري عن جانبين آخرين من أبرز سمات سياسات أردوغان، أولا) أنه أعطى الأولوية لفترة طويلة لقطاع البناء والتشييد كقوة دافعة رئيسية في الاقتصاد التركي، وخاصة بعد أن عانت البلاد من موجات متلاحقة من الاضطرابات الاقتصادية، وثانيًا) يظن الرئيس التركي أن رفعه شعار "التعمير في سوريا كفيل بكسب قبول وتأييد من جمهور محلي نما لديه الشعور بالاحباط بشكل متزايد بسبب استمرار وجود اللاجئين السوريين في تركيا.