غضب في مجلس النواب.. مومياء يزيد تاريخها على 3000 سنة تثير الجدل

أدت إعادة إنتاج صوت مومياء لكاهن مصري يدعى "نسيامون" عمرها 3000، إلى غضب في البرلمان، حيث تمكن فريق من الباحثين في جامعة رويال هولواي في لندن، من الحصول على نموذج لحنجرته بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ما مكنهم من التعرف على صوت الكاهن الذي توفي عن عمر ناهز الخمسين سنة، وكانت لتلك الأنباء أصداء غاضبة في مجلس النواب، حيث اتهمت النائبة شيرين فراج مسؤولي وعلماء الآثار بالاكتفاء بالوقوف جانبًا ومشاهدة باحثين من دول أخرى أثناء كشفهم لخبايا الحضارة المصرية القديمة.

وأجرى موقع المونيتور الأمريكي مقابلة مع النائبة شيرين فراج التي قالت: "في حين أن العلماء الأوروبيين يكشفون أسرار مصر القديمة من مومياء مصرية نرى والعلماء المصريين، الذين في حيازتهم مئات المومياوات يقصرون في اكتشاف أسرار حضارتنا القديمة".

وقام فريق من الباحثين تابعة لجامعة رويال هولواي في لندن يرأسه العالم ديفيد هوارد بنسخ صوت الكاهن المصري بعد إجراء البحوث على المومياء المحنطة، ووفقا لتجربة نشرت في تقارير علمي في يناير الماضي. ووفقا لملخص الدراسة، تمكنوا من قياس أبعاد الجهاز الصوتي للمومياء ثم استخدام أداة "حنجرة اصطناعية" لإصدار صوت مماثل لصوت الكاهن أثناء حياته. وبدأت التجربة في عام 2016 على المومياء، التي كانت في متحف ليدز في المملكة المتحدة لأكثر من قرنين من الزمان. وكان هوارد وفريقه استخدموا نفس الأسلوب لإعادة إنتاج أصوات أشخاص على قيد الحياة،  وأشار هوارد أن الفريق اختار نيسيامون لأن الأنسجة الناعمة في الحنجرة والمسالك الصوتية بحالة جيدة نسبيا، باستثناء أضرار في لسانه تمت معالجتها في النسخة التي تم الحصول عليها بالطباعة المجسمة. 

وقال محمد أحمد، أستاذ الفيزياء المتخصص في الدراسات الصوتية في جامعة القاهرة لموقع المونيتور أن الصوت يأتي بشكل طبيعي من الفم بعد أن يخرج الهواء من خلال تقوسات المسالك الصوتية، والحنجرة والحبال الصوتية. "فهو صوت يمكن أن يكون مستنسخًا بدقة إذا تم تصحيح مسار الهواء ومحاكاته"، مضيفا "إذا نجح هوارد وفريقه في تصميم اللسان والأسنان، فمن الممكن أن يعاد إنتاج صوت مماثل لصوت الكاهن اعتمادًا على نسخ جهازه الصوتي من المومياء".