محمد فؤاد يكتب: الإدارة المصرية بين كورونا والعاصفة
أزمات متعددة حملها العام الحالي فيما يبدو
بمثابة اختبار صعب للنظام الحكومي المصري المعروف ببيروقراطيته الشديدة و محدودية
قدرته على المواجهة.
فمن المتابعة القريبة لاستراتيجية الحكومة بشأن
التعامل مع فيروس كورونا، بالمقارنة مع مثيلاتها في دول كثيرة، يتضح أن حكومتنا
تحاول التعامل مع الأزمة بكل ما تستطيع في ضوء إمكانياتها، وأيضا تبحث عن تطوير
آلية التعامل وتحديثها بالشكل المطلوب.
حيث إن دور الحكومة في هذه الأزمة ينحصر في طرق
الكشف، وتوفير العلاج، والتوعية بآليات الوقاية من المرض، والتعامل مع أي تبعات
اقتصادية متوقعة، وأظن من وجهة نظري وأيضا من خلال متابعة الوضع في دول كثيرة،
أنها تسعى لذلك مستوى جيد في ضوء الإمكانيات المتوفرة لها.
صحيح هناك حالة تقليل من قدرات الدولة، وأيضا
فقه الفهلوة الذي يعقد الأمور أكثر مما يصلحها، إلا أن تقييمي الشخصي يشير إلى أن
الحكومة تبذل مجهود للتعامل مع الأمر بشكل منظم وفعال، مع الأخذ في الاعتبار ضخامة
الأزمة بالفعل.
أمر آخر لفت انتباهي، وهو محاولة الحكومة
التعلم من أخطاء الماضي في التعامل مع السيول خلال العاصفة التي اجتاحت الدولة
مؤخرا، فرغم أن السيول كانت غزيرة للغاية إلا أن التخطيط المسبق للتعامل معها،
أنتج تقليل واضح من مخاطرها.
جل ما أريد التركيز عليه، هو أن هناك حالة تعلم
من الدروس السابقة، والحرص على ذلك في حد ذاته، بارقة أمل تشير إلى الرغبة في
التطوير وتحسين إستراتيجيات المواجهة والتعامل مع الأزمات.
وأسجل غياب المجتمع المدني وأيضا أحزاب
البطاطين وشنط رمضان التي تتشبه بالجمعيات عن هذه الأحداث رغم وجود مجال واسع
لخدمة المجتمع في نطاق ما ارتضوه من دور خدمي. إلا انهم رسبوا و بجدارة.
أعلم أننا - سواء حكومة أو شعب-، لا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه خاصة في مسائل الوعي بمعناه العام. و بمع أنني أسعى كثيرا إلى الموضوعية و أحاول المحافظة عليها، فتلك الموضوعية- تحفزني الآن لأشير إلى بعض من التحسن المحمود الذي نأمل أن يتحول لنسق إداري عام.