جولة حفتر الأوروبية.. المشير يخطط لحسم المعركة
بعد أيام من استقبال القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، وفداً رفيعاً ضم مستشارين وسفراء من فرنسا وإيطاليا وألمانيا في مقر القيادة العامة بالرجمة، التقى حفتر بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الثلاثاء.
دعوة واستقبال رسمي
تلقى قائد الجيش الوطني الليبي دعوة رسمية إلى برلين لمناقشة آخر مستجدات الساحة الليبية وعملية وقف إطلاق النار، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
كذلك، تلقى المشير حفتر دعوة رسمية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للتباحث حول آخر مستجدات مكافحة الإرهاب والهجرة الغير شرعية، ونظمت الرئاسة الفرنسية استقبالاً رسمياً بحضور الرئيس الفرنسي ورئيس أركان الجيش الفرنسي ووزيري الدفاع والداخلية بالحكومة الفرنسية ، وعدداً من القيادات العسكرية بالجيش الفرنسي.
وبدوره، أشاد ماكرون بالدور المحوري الذي تلعبه القوات المُسلحة العربية الليبية في دعم عمليات مكافحة الإرهاب، مؤكداً على دعمه التام لتلك الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في كامل المنطقة.
عواصم أوروبية تغلق الباب أمام السراج
في المقابل، ذكرت مصادر دولية رفض موسكو استقبال رئيس حكومة الوفاق "منتهية الصلاحية"، فايز السراج، رغم محاولته المتكررة في زيارة موسكو، وذلك بسبب اصراره على دعم إرهاب أنقرة.
الموقف لم يكن مغايراً بالنسبة لباريس، إذ أكدت الرئاسة الفرنسية بعد لقاء الرئيس الفرنسي بالمشير حفتر، عدم عزم الأول على لقاء السراج أو التحدث معه.
إلى ماذا تخطط تركيا في ليبيا؟
أكد المشير حفتر، خلال لقائه بالوفود الأوروبية، أحقية الجيش الوطني في استمرار مساعيه نحو تحرير كامل التراب الليبي، وفاءاً لمشوار تضحيات وبطولات شهداء القوات المسلحة الذين ضحوا بأنفسهم تلبية لطموحات الشعب الليبي في العيش في بلد تحكمه سلطة القانون والعدل والمساواة.
بينما، حذر المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي من عمليات تحشيد للمليشيات الإرهابية والإجرامية التابعة لحكومة "السراج" منتهية الصلاحية، والمدعومة بعناصر ارهابية تركية وذلك لشن هجوم واسع على كافة محاور القوات المسلحة.
من جانبه، علق الخبير العسكري الليبي، العميد شرف الدين سعيد العلواني، على زيارة القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر إلى باريس وبرلين قائلاً إنها جاءت بناءً على دعوة رسمية من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بصفته الجانب الحق في الصراع الدائر حالياً وبالتحديد في الغرب الليبي بعد اقتناعهم بأن ما يسمى بحكومة الوفاق غير شرعية، ورغبة من المشير في إيجاد حلول سريعة لإنهاء أمد المعركة.
وأضاف "العلواني" في تصريح لـ "الرئيس نيوز": " باريس وبرلين اقتنعتا أن ما تعرف بحكومة الوفاق، وراء كل ما يدور حالياً من تغليب كفة الاخوان وتحالفهم المعلن مع تركيا وقطر، مما سبب في إرباك المشهد، خاصة بعد التدخل المظور من قبل أنقرة بإرسالها المرتزقة السوريين ومحاربي تنظيمات داعش وغيرها من افرازات تنظيم القاعدة، و ذلك هو السبب الرئيسي لانسحاب، المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، دون أن يعلن ذلك حفاظاً على ماء وجه بعض الدول مثل بريطانيا لقناعتهم أنه لاحل إلا من خلال القائد العام فقط كونه قائداً لجيش جرار يقاد بالضبط والربط العسكري ويقوده بنفسه وله أركان تنفذ ما يأمر به، عكس ماهو في المقابل من ميليشيات ومرتزقة، كلٌ لها من يٲمرها ولايتفقون على رٲي واحد".
وحول حشد المليشيات المدعومة من تركيا، استعداداً لشن هجوم في جميع المحاور، شدد "العلواني" قائلاً: "الجيش الليبي يحاصر المرتزقة بجميع مسمياتهم فيما بقي من جيوب بالعاصمة، طرابلس، وأيضاً مدينة مصراتة المحتلة كلياً بأرضها ومطارها وميناءها من قبل الاخوان وقادة الارهاب المتحالفين مع مرشدهم، الرئيس التركي رجب أردوغان، اضافة إلى بعض الجيوب في مدن الزاوية وغريان وزوارة".
وأشار الخبير العسكري إلى أن مايمنع الجيش الوطني الليبي من اقتحام هذه الجيوب، هو وجود السكان المدنيين الذين تستعملهم المليشيات كدروع بشرية من جهة، ومن جهة أخرى نظراً لأن العاصمة طرابلس هي المقر لكل السفارات والوزارات ومؤسسة النفط وبنك ليبيا المركزي وغيرها من مؤسسات الدولة، وذلك تفادياً لما حدث في وسط مدينة بنغازي.
وأتم العلواني بأن الجيش الوطني يعمل على استدراج الميليشيات والمرتزقة، مشدداً على أن الجيش الليبي بكامل عدته البشرية والتسليحية ولن يتوقف حتي التحرير الكامل للعاصمة والدخول لمصراته لتحريرها كما تم تحرير درنة وارجاعها إلى حضن الوطن بعدما كانت امارة داعشية بالكامل.