ماذا فعل عبد المنعم رياض مع جندي سأل عبد الناصر عن تسليح الجيش؟
وجه أسمر بملامح نبيلة، خبرة حربية مسلح بالدراسات والخبرة، ووعي كامل بمعنى العسكرية المصرية وأعدائها.
إنه الفريق عبد
المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والشهيد الذي رحل في مثل هذا
اليوم، 9 مارس، عام 1969، فأصبح "يوم الشهيد المصري".
كان
"رياض" عسكريا من الطراز الرفيع، استعان به الرئيس جمال عبد الناصر فور
وقوع نكسة 5 يونيو 1967، ليكون قائد معركة تحرير سيناء، وكلفه بالتخطيط لحرب
العبور، لكن القدر لم يمهله ليحقق ذلك.
لم تكن حادثة
استشهاد "رياض" على الجبهة، في الخطوط المتقدمة بمواجهة العدو
الإسرائيلي من قبيل الاستنثاء، فالرجل من القادة العسكريين الذين يحبون أن يكونوا
وسط جنودهم دائما، يناقشهم ويتابع معهم على الأرض تفاصيل العمليات.
وفي الجلسة
الافتتاحية للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي، يوم 27 مارس 1969، أي بعد أيام من استشهاد
"رياض" تحدث الرئيس عبد الناصر عن هذا الجانب في شخصية رئيس الأركان.
في البداية طلب
"عبد الناصر" من حضور المؤتمر الوقوف دقيقة حداد على روح الشهيد، ووصفه
بأنه "الجندي الشجاع الذي أعطى حياته في ميدان القتال، وضرب مثلا أعلى لشرف
العسكرية المصرية".
قال "عبد
الناصر": "عبد المنعم رياض كان يبقى في العمل يوميا إلى منتصف الليل،
وكان جميع أفراد القوات المسلحة يعلمون هذا، كان يمر على القوات المسلحة باستمرار،
وكان يناقش الجميع باستمرار، كانوا يجدوه معاهم في كل موقع فجأة".
ثم حكى هذا
الموقف: "أثناء زيارتي الأخيرة في العيد للقوات المسلحة، وأثناء كلامي تقدم
منى أحد الجنود الموجودين في القوات المسلحة وتكلم معي في موضوع، وأنا الحقيقة أما
تقدم منى افتكرت انه حيشتكى ولا حيتكلم في موضوع خاص، ولكنه لم يتكلم في موضوع خاص
وتكلم في موضوع يخص استخدام الأسلحة في وحدته".
وأكمل: "قلت
له انت مش عايز حاجة؟ قال لى مش عايز حاجة، ما بتشتكيش من حاجة؟ قال لى: لا ما
باشتكيش؛ قلت له انت متخرج منين؟ قال إنه متخرج من كلية الآداب جامعة القاهرة".
كان الجندي إذن من طلبة المؤهلات العليا الذين قرر "عبد الناصر"
إلحاقهم بالقوات المسلحة بعد النكسة لرفع كفاءة المقاتل المصري.
وفي مناقشة سريعة،
تحدث الرئيس مع الجندي في موضوع الأسلحة الذي أثاره أمامه، ونفس الأمر فعله رئيس
الأركان، ثم ذهب القائد الأعلى رفقة قادة الجيش إلى مكان للمبيت.
يتابع "عبد
الناصر" في إشارة إلى اهتمام رئيس الأركان بموضوع الجندي وعدم إهماله: "بعد
العشا لقيت عبد المنعم رياض طلب الجندي اللي اتكلم معايا، وقاعد معاه بيسأله على
تفاصيل الموضوع اللي ماكانش فيه وقت لسؤاله فيها، وبعدين أتكلم معاه في كل الموضوع".