اتفاق دمشق والحكومة الليبية يؤجج "صراع المحورين"
في ضوء تعاون حكومة الوفاق الليبية "منتهية الصلاحية" مع أنقرة عسكرياً، متمثلاً في إرسال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسلحة والذخائر والآلاف من المقاتلين السوريين للقتال في العاصمة الليبية طرابلس ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وقعت دمشق والحكومة الليبية، برئاسة عبدالله الثني، مذكرة تفاهم تقضي بإعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية والقنصلية في البلدين.
يرى الخبراء أن الخطوة بين الحكومة السورية والليبية المدعومة من البرلمان الليبي برئاسة المستشار عقيلة صالح والجيش الوطني، جاءت اصطفافًا مع الصف المناهض لتركيا وقطر، ونتيجة للتقارب في المواقف والظروف بين الحكومتين.
وبحسب الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا"، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، أمس الاثنين، وفد الحكومة الليبية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء عبد الرحمن الأحيرش، ووزير الخارجية والتعاون الدولي عبد الهادي الحويج.
بحث الجانبان خلال اللقاء آخر التطورات في البلدين والحرب على الأرهاب والتدخلات الخارجية بكل أشكالها، فضلاً عن تفعيل التعاون الثنائي في المجالات كافة والذي تشكل إعادة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.
من جانبه، يرى المعارض السوري، سمير النشار، أن الحكومة الليبية المؤقتة لا تمثل كل الليبين، وإنما تمثل أحد أطراف الصراع الذي يتزعمه المشير خليفة حفتر في بنغازي، المناهضة لحكومة السراج في طرابلس والمعترف بها دولياً.
وتابع النشار في تصريح لـ"الرئيس نيوز": "الأهم هو أن حكومة السراج مدعومة من قبل جماعة الإخوان في ليبيا وتركيا وقطر، واعتراف النظام السوري بالحكومة الليبية المؤقتة جاء اصطفافاً مع الصف المناهض لتركيا وقطر الداعم للإخوان والمدعوم من قبل بعض الدول العربية، الامارات العربية المتحدة ومصر والسعودية" .
وأتم: "الصراع بين المحورين أصبح يشمل أكثر من دولة عربية".
وما إن كانت مصر ودولاً أخرى ستحذو حذو سوريا مع الحكومة الليبية المؤقتة، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن الموقف المصري يحاول البعد عن أي خطوات من شأنها إثارة الجدل، ويحاول إلى الحفاظ على تحقيق توازن ما في كل الملفات، مؤكدة أن ذلك في ضوء ما تراه القيادة للمصالح المصرية.
وأكدت الشيخ في تصريح لـ"الرئيس نيوز": "من المبكر أن تقوم الجزائر وتونس في ضوء هذه التطورات بمثل هذه الخطوات".
وأوضحت "من المبكر أن تتخذ الجزائر وتونس نفس هذه الخطوة، خاصة في ضوء مانراه من زيارة أمير قطر إلى تونس والجزائر والتحركات التي يقوم بها الرئيس التركي ووزير خارجيته في تونس والجزائر".
وبشأن مذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة السورية والحكومة الليبية المؤقتة، قالت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن المصلحة والتحديات والتوجهات بين الطرفين في هذا التوقيت واحدة، في ظل خروج الإرهابيين من سوريا للقتال في ليبيا.
وأوضحت: "الأهم من ذلك هو أن القوى الداعمة للطرفين تكاد تكون واحدة، فروسيا هي الداعم الأساسي للحكومة السورية وللمشير خليفة حفتر، كما أن الإمارات أعادت علاقات مع النظام السوري وهي أحد داعمي حفتر".
وأكدت: "هناك عدد من الدول، أخذت خطوات بإعادة فتح السفارة السورية في عواصمها، أبرزها دولة الإمارات.
وأتمت: "بعد تحسن الأوضاع في سوريا، فإن عملية تعليق السفارات أمر وارد أن يزول تباعاً وأن يكون هناك تطبيعاَ أكبر مع سوريا".