السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

لماذا يصر أردوغان على البقاء في إدلب؟

الرئيس نيوز

بينما يتأهب نظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ لتحرير محافظة إدلب، آخر معاقل الجماعات الإرهابية والمسلحة التي تقاتله منذ نحو 9 سنوات، تظهر المؤشرات المتواجدة على الأرض كيف أن الرئيس التركي، رجب أردوغان، مُصر على الاستمرار في خوض معركة إدلب رغم الخسائر التي تكبدتها قواته في تلك المحافظة – قتل نحو 55 جنديًا خلال فبراير الماضي فقط -.

وصباح اليوم الأحد، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن القيادة العامة للجيش التركي أطلقت اسم "درع الربيع" على العملية التي تنفذ  في محافظة إدلب السورية، وقال إن العملية "بدأت عقب الاعتداء على قواتنا في إدلب 27 فبراير، وأنها مستمرة بنجاح".
وفي إشارة على حرص تركيا على تجنب الصدام مع روسيا، قال أكار إنه لا نية لدى أنقرة للتصادم مع روسيا، وتابع: "هدفنا هو إنهاء مجازر النظام ووضع حد للتطرف والهجرة"، مشيرا إلى أن تركيا تنتظر من روسيا استخدام نفوذها لوقف هجمات الجيش السوري وإجباره على الانسحاب إلى حدود اتفاقية سوتشي.
زعم الوزير أن جيش بلاده حييد 2212 عنصرا تابعا للنظام السوري، وتدمير طائرة مسيرة، و8 مروحيات، و103 دبابات، و72 مدفعية وراجمة صواريخ، و3 أنظمة دفاع جوي".

مهلة أردوغان
وهدد الرئيس التركي خلال الفترة الماضية شن عملية عسكرية إدلب، وذلك إن لم تنسحب القوات السورية إلى ما وراء نقاط المراقبة، وأمهله نهاية فبراير المنصرم، لتحقيق ذك، إلا أن الجيش السوري توعد بمواصلة عملياته لتحرير إدلب.

أسباب الإصرار
في أربعة أسباب، يبرر الكاتب الصحفي، عبد الباري عطوان إصرار أردوغان على خوض العمليات في إدلب، فيقول: "إن حالة “الأنفَة” و”العِناد” التي تُسيطِر على الرئيس أردوغان، تجعله يرفض الظّهور بمظهر المهزوم، أو القُبول بالحُلول الوسط، وتقديم التّنازلات لخُصومه الألدّاء، وخاصّةً الرئيس السوري بشار الأسد الذي فَشِل في الإطاحة به بعد تِسع سنوات من الحرب".
يتحدث عبد الباري عن أزمة اللاجئين التي تتعرض لها تركيا، فيقول: "الأولويّة العُظمى للرئيس أردوغان في الوقت الرّاهن ليس تغيير النظام في سوريا، فهذا الهدف بات مُستَحيلًا، وإنّما منع تدفّق المزيد من اللّاجئين إلى تركيا، سواءً بإقامة “إمارة إسلاميّة” في إدلب تستوعب هؤلاء وجميع الجماعات المتشدّدة المُصنّفة إرهابيًّا والأُخرى “المُعتدلة”، أو باستِعادة جميع المناطق التي سيطَر عليها الجيش السوري في الأسابيع القليلة الماضية".

انقلاب السحر على الساحر
يضيف عبد الباري عطوان مشكلة أخرى يواجهها أردوغان، وهي الجماعات المسلحة والإرهابية، فبأي طريقة سيقوم بالخلاص منهم؛ إذ لن يتخذ خطوة بإدخالهم إلى أراضيه خوفًا من الانقلاب عليه بعد ذلك. فيقول: "كيف يمكن التّعاطي مع منظّمات وحركات إسلاميّة متشدّدة بادر إلى تشكيلها من مُقاتلين أتراك، أو من أصولٍ تركيّة".
يوضح الكاتب الصحفي أن من بين هذه التنظيمات، مُنطلقات عِرقيّة، مِثل كتائب السلطان مراد، كتائب السلطان محمد الفاتح، لواء الشهيد زكي تركماني، لواء سمرقند، أجناد القوقاز، وبعض هذه الفصائل اندمج في هيئة تحرير الشام (النصرة)، أو كتائب السلطان مراد، والمُعضلة تَكمُن في أنّه لا يُريد السّماح لهؤلاء بدُخول الأراضي التركيّة خوفًا من أن ينقلبوا عليه لتخلّيه عن إدلب، وعدم السّماح لهم بتحقيق طُموحاتهم في الإطاحة بالرئيس الأسد وتغيير النظام في سورية، وإقامة دولة إسلاميّة في إطار الإمبراطوريّة العثمانيّة الجديدة.
أما رابع هذه الأسباب فهي: "تنمر المُعارضة التركيّة به، فهُناك مَن يقول بأنّ حالة التذمّر وصَلت إلى بعض قِطاعات الجيش التركي، فهذه المُعارضة تتحدّث بصوتٍ عالٍ هذه الأيّام عن خُطورة الزّج بالجيش التركيّ في سورية، وتزايُد أعداد القتلى في صُفوفه، وتُطالب بالتّسليم ببقاء الرئيس الأسد والاعتِراف بحُكومته، وإعادة العُلاقات مع سورية".

الناتو يرفع يده
وعلى الرغم من أن حلف شمال الأطلسي، اجتمع الجمعة بطلب من تركيا، لبحث الأوضاع في محافظة إدلب على خلفية مقتل نحو 33 جنديًا تركيًا على يد قوات الجيش السوري، وانتهى اللقاء ببيان طالب فيه روسيا وسوريا بالتوقف عن تلك العمليات من دون أن يحدد أي خطوات للرد على ذلك الاستهداف. 
كان وزير خارجية لوكسمبورج، جان أسيلبورن، قال إن تركيا لا تملك الحق فى طلب تفعيل المادة الخامسة فى معاهدة شمال الأطلسى (الناتو) ودعمها فى عمليتها العسكرية فى إدلب السورية. 
وأعرب أسيلبورن فى مؤتمر صحفى، عقده فى موسكو مع نظيره الروسى سيرجى لافروف، الجمعة عن أمله فى ألا توافق دول الناتو على طلب تفعيل المادة الخامسة الخاصة بالدفاع الجماعى، موضحا أن أنقرة لم تطلب موافقة الحلف على عمليتها فى إدلب، حتى تطلب منهم التدخل لنجدتها.
وتابع: "من بحق أنقرة الاستفادة من المادة الرابعة فى معاهدة شمال الأطلسى، والتى تسمح لأى دولة فى الحلف طلب عقد اجتماع له فى حال تعرض أمنها ووحدة أراضيها واستقلالها السياسى للخطر، لكن ليس المادة الخامسة لأن ذلك كان سيعنى تدخل قوات الناتو فى سوريا ضد الحكومة السورية وأنتم تدركون ماهية العواقب التى سيجلبها ذلك".