بعد إدراج أمينها العام إرهابيًا.. من هي ميليشيا حزب الله العراقي؟
بدا أن الولايات المتحدة الأمريكية، عازمة على مواصلة ملاحقة ميليشيا "حزب الله العراقي"، على الأصعدة كافة، فبعد نحو شهر ونصف الشهر على توجيه ضربات صاروخية على مقرات التنظيم في العراق والبوكمال السورية، أعلنت الخارجية الأمريكية، مساء أمس الأربعاء، إدراج الأمين العام لـ "كتائب حزب الله" في العراق، أحمد الحمداوي على قائمة "الإرهابيين الدوليين الخاصة".
وميليشيا "حزب الله" العراقي، أحد الأذرع الإيرانية في بلاد الرافدين، وكانت في بدايتها تحمل اسم "لواء أبو الفضل العباس" وأسماء "كربلاء" و"زيد بن علي" و"علي الأكبر" و"السجاد". وتصف كتائب حزب الله نفسها بأنها "تشكيل جهادي إسلامي مقاوم". ووفقا لموقعها الإلكتروني الرسمي ترى الكتائب أن ولاية الفقيه هي الطريق الأمثل "لتحقيق حاكمية الإسلام في زمن الغيْبة" أي غيْبة المهدي، الإمام الثاني عشر وفقا لمذهب الإثنا عشرية الشيعي.
تبرير الإدراج
برر المنسق في وزارة الخارجية الأمريكية، نثان سيلز، في مؤتمر صحفي، القرار بأن "كتائب حزب الله" مسؤولة عن العديد من الهجمات الإرهابية ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق، بما فيها الهجوم الصاروخي على قاعدة جوية بالقرب من كركوك في ديسمبر 2019، والذي قتل فيه المواطن الأمريكي نورس حميد".
أوضح أن هذه الإجراءات "تستهدف الموارد التي يعتمد عليها الحمداوي... وحرمان (كتائب حزب الله) من الموارد التي تحتاج إليها للتخطيط للهجمات وتنفيذها في المستقبل". وأعاد سيلز إلى الأذهان أن الخارجية الأمريكية أدرجت "كتائب حزب الله" على قائمة الإرهاب في 2009 "لمهاجمتها قواتها وحلفائها".
وتابع المسؤول قائلا: "اليوم نزيد من ضغطنا على هذه الجماعة الإرهابية"، متهما إياها بأنها "لا تزال تخطط لعمليات إرهابية ضد القوات الأمريكية وشركائها والمدنيين العراقيين الأبرياء... بتوجيه من أصحابها في طهران". اتهم نثان سيلز إيران بتقويض سيادة العراق وتحويلها إلى "دولة تابعة" لها.
المرتكزات الفكرية
وتم الإعلان عن تأسيس "كتائب حزب الله" في أبريل عام 2007، في مدينة العمارة جنوبي العراق. وتكونت الكتائب من اتحاد عدد من الفصائل الشيعية المسلحة نشأ بعضها بعد الغزو الأمريكي عام 2003.
وترتبط كتائب حزب الله بإيران بشكل مباشر، حيث ترى في تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران "إنجازا عظيما" وتعتبرها مرحلة أساسية للتمهيد لإقامة "دولة العدل الإلهي وصورة من صور حاكمية الإسلام وولاية الفقيه".
وتقول الكتائب إنها تعمل على إفشال ما تسميه المشروع الأمريكي-الإسرائيلي في الشرق الأوسط، كما أن عناصرها كانوا من أوائل المسلحين الذين قاتلوا في سوريا إلى جانب القوات الحكومية بعد موجة الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت البلاد عام 2011.
ولا يُعرف لكتائب حزب الله هيكل تنظيمي، سواء عسكري أو إداري، كما هو الحال مع باقي الفصائل الشيعية الكبرى في العراق. ويُقدر عدد مسلحي الكتائب بسبعة آلاف عنصر، وفقا لأرقام غير رسمية. ويُعتبر أسلوب عملها شبيها بأسلوب حزب الله اللبناني، كما أشرفت على تدربيها قيادات إيرانية ولبنانية أبرزهم عماد مغنية الذي قُتل في سوريا 2015
وبسبب اتساع مساحة عمليات الكتائب في العراق وسوريا، بالإضافة إلى أن عناصرها يعتبرون أنفسهم "عقائديين"، فإن قيادة الحزب تصنف قتلاها في المعارك إلى أربعة فئات: شهداء سرايا الدفاع، وشهداء مقاومة الاحتلال، وشهداء العقيدة والكرامة، وشهداء الولاية.
وتضم كتائب حزب الله في العراق أربع مؤسسات مدنية معلنة، وهي هيئة المساجد والحسينيات، ومؤسسة الهدف، ومؤسسة الزينبيات، ومؤسسة للنخب الأكاديمية. بالإضافة إلى مؤسسات وهيئات أخرى لم يُعلن عنها، يُعتقد أنها مختصة بالتثقيف الديني والتجنيد العسكري، بالإضافة إلى المشاريع الاقتصادية.