الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

من يتبع خطى ميركل.. خلافة المستشارة القوية يشعل السباق السياسي في ألمانيا

الرئيس نيوز

انطلق السباق على خلافة المستشارة الألمانية القوية "أنجيلا ميركل"، واحتدمت المنافسة على من يصبح زعيمًا لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ويكون مستشارًا خلفًا لميركل التي لن ترشح نفسها مرة أخرى في الانتخابات العامة المقبلة في ألمانيا، والتي من المقرر إجراؤها بحلول أكتوبر 2021. ولفتت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن ألمانيا اليوم تشهد "نهاية عصر ميركل" التي تقود ألمانيا وتشكل سياسات الاتحاد الأوروبي منذ عام 2005.

والآن، وفقًا لبي بي سي انضم ثلاثة مرشحين، وجميعهم من الرجال، إلى السباق لقيادة الحزب. فالسيدة التي فضلت ميركل أن تخلفها كمستشارة - أنيجريت كرامب-كارنباور - استقالت من رئاسة الحزب الشهر الجاري على إثر فضيحة سياسية في ولاية تورينجيا.

وتوقفت صفقة مع البديل اليميني الشعبوي (AfD)، بعد أن تم انتخاب نائب ليبرالي عن تورينجيا بفضل أصوات الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وهو تطور حطّم أحد المحرمات الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية، فمن الممنوع في عرف السياسة الألمانية عقد صفقات مع أقصى اليمين أو أقصى اليسار.

ثم جاءت ضربة مهينة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في هامبورج: في الانتخابات الإقليمية هناك حصل الحزب على 11.2٪، أي بفارق كبير عن الاشتراكيين الديمقراطيين من يسار الوسط، الذين فازوا، والخضر. لذلك، فالأوقات الصعبة لحزب ميركل بدات بالفعل ولكن لا يزال هو الأقرب إلى الفوز في الانتخابات الوطنية المقبلة، مع شقيقه الحزب البافاري، الاتحاد الاجتماعي المسيحي CSU. إذن من الذي يمكن أن يخلف المستشارة ميركل في تصويت أعضاء حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في 25 أبريل؟

فريدريش ميرز

ينتمي ميرز المنافس واللاعب الأبرز في سباق المستشارية، البالغ من العمر 64 عامًا، مثل منافسيه، إلى شمال الراين – بولاية وستفاليا أي أنها الولاية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في ألمانيا، والتي تهيمن عليها الصناعات الثقيلة. تدرب كمحامٍ، وكان يقود المجموعة البرلمانية لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي CSU والحزب الحاكم. ويعد ميرز مليونيراً يتمتع بصلات تجارية واسعة النطاق، وهو يعتبر نفسه مرشحًا "لبداية جديدة وتجديد الحزب الحاكم".

لكن هذه هو ثاني محاولة له للحصول على أعلى منصب في ألمانيا: فقد خسر بفارق ضئيل أمام كرامب كارنبير في عام 2018، خلال عرض أجندته، أكد على القانون والنظام - وهي رسالة تلائم بشكل جيد المزاج العام للجناح المحافظ لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

واشار إلى أنه لاحظ على الأرض في العديد من المناطق في ألمانيا وجود "فراغ قانوني"، كما اشتكى وتعهد بكبح الهجرة غير الشرعية.

يقول البروفيسور أوسكار نيدرماير، خبير السياسة في جامعة برلين الحرة، "يفضل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرز، وفقًا لكافة الاستطلاعات التي تظهر أنه في المقدمة، وهو متقدم جدًا بين الناخبين". وأضاف نيدرماير: "إنه يريد تعزيز السياسات المحافظة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي واستعادة الناخبين من حزب الاتحاد الديمقراطي". 

وقبل أن يصبح عضوًا في البرلمان الألماني (بندستاج)، كان عضوًا في البرلمان الأوروبي. ترك السياسة في عام 2009 بسبب نزاع سياسي مع ميركل، وكان لديه سلسلة من المناصب التجارية العليا. خدم في مجالس إدارة شركته الخاصة وأدار الاستثمارات الألمانية لشركة التمويل الأمريكية "بلاك روك".

آرمين لاشيت – الليبرالي المقرب من ميركل

يُعد لاشيت من أبرز المدافعين عن حماية البيئة، ومن أقواله: "نحن أقوياء اقتصاديًا، وناجحون، ولكن على الرغم من ذلك، هناك الكثير من الاستياء في المجتمع، والكثير من العدوان، والكثير من الغضب، والكثير من الكراهية في كل مكان". 

وآرمين لاشيت، البالغ من العمر 59 عامًا، هو رئيس وزراء منطقة NRW ويؤكد على "التماسك الاجتماعي" كهدف رئيسي، حيث يرى "الكثير من العدوان والكثير من الغضب" في ألمانيا الآن. ويُنظر إليه على أنه مرشح "امتداد ميركل واستمرارية فلسفتها". وقال البروفيسور نيدرماير لبي بي سي إنه "قريب جدًا من ميركل فيما يتعلق بسياسة اللاجئين". 

ومع ذلك، لديه الآن حليف مؤثر هو ينس شبان السياسي الألماني الذي يشغل منصب الوزير الاتحادي للصحة في حكومة ميركل الرابعة، الشخصية الأكثر تحفظًا التي تعاونت معه ويمكنها جذب المحافظين من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. وكان من المتوقع أن يترشح شبان إلى القيادة بنفسه.

يقول البروفيسور نيدرماير في معسكرات الاتحاد الديمقراطي المسيحي العليا يعد معسكر ميركل هو الأقوى، مضيفًا أن لاشيت "الأكثر قدرة على تشكيل تحالف مع الخضر"، سوف تؤثر سياسات التحالف على هذا السباق. يحكم الاتحاد الديمقراطي المسيحي ألمانيا مع الاشتراكيين الديمقراطيين (SPD)، لكن الحزب الوطني الديمقراطي قد عانى من الدعم على الصعيد الوطني، في حين اكتسب حزب الخضر أرضية صلبة. ويبدو تحالف حزب ميركل مع الخضر في المستقبل احتمالاً قويًا.

مثل ميرز، شغل آرمين لاشيت أيضًا منصب عضو البرلمان الألماني سابقًا، ثم عضو البرلمان الأوروبي. وهو من الروم الكاثوليك الممارسين، وقد كان شخصية رئيسية في السياسة الإقليمية للولاية التي يمثلها منذ عام 2005.

نوربرت روتجن - محاولة خضراء لكسب أرضية مركزية

يرى روتجن أن ألمانيا تمر حاليا بالفشل التام. ولا يمكنه الاعتراف بأي سياسة أوروبية، ويرى أن "وزير الخارجية فاشل، والمستشارة تعرف كل هذا، لكنها لا تفعل شيئًا"، واعتاد إجراء محادثات منتظمة مع سياسيي حزب الخضر فيما أطلق عليها "Pizza Connection"، لأنهم التقوا في مطعم إيطالي.

كان روتين، 54 عامًا، وزير البيئة الألماني خلال الفترة من 2009 إلى 2012، لكن ميركل أقالته عندما خسر انتخابات رئيسية في ولايته في عام 2012. ويعد ناقدًا قويًا لميركل، مثل ميرز، فهو ليس في معسكرها. لم يكن من المتوقع أن يدخل سباق القيادة. ويرى البروفيسور نيدرماير أن روتجن غريب في هذا السباق، لأنه "ليس لديه رابطة حزبية وراءه، وهو ليس قريبًا جدًا من القاعدة الشعبية". ويرأس روتجن حاليا لجنة البوندستاج للشؤون الخارجية.

وقد دعا إلى وجوه جديدة في القيادة العليا لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بحجة أن النساء "ينتمين إلى المكان الأكثر بروزًا في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي" - وقد تعهد بجعل ذلك حقيقة واقعة، وليس مجرد كلمات.