أحد مؤسسي حزب أردوغان ينقلب عليه: سياسات الرئيس التركي ستدمر المنطقة
تحدث وزير الخارجية التركي السابق يسار ياكيس، عن مخاطر سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوريا وفي ليبيا، قائلا: "ستدمر المنطقة".
واتهم ياكيس، الذي كان وزيراً للشؤون الخارجية
في الفترة من 2003 إلى 2004 وأحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم، أردوغان
بالتخلي عن التزاماته في سوريا.
ولفت إلى أن أردوغان " ذهب إلى اجتماعات سوتشي
وأستانا [مع الروس والإيرانيين]، والتي تمت المصادقة عليها من خلال تصريحات رسمية
تؤكد وحدة أراضي سوريا وسيادتها. ومع ذلك، تدخل الجيش التركي في إدلب.
جاء ذلك في مقابلة نشرتها مجلة
"لوبونيون" الفرنسية وصحيفة "لا ليبرا بلجيك" البلجيكية La Libre Belgique اليومية.
وأضاف أن تصرفات الرئيس التركي لا تتطابق مع
الالتزامات التي تم التعهد بها خلال هذه الاجتماعات.
وانتقد ياكيس تورط تركيا في ليبيا. وقال
"تركيا تريد توسيع نفوذها كلما كان لديها الوسائل للقيام بذلك ولكن فرص
نجاحها في ليبيا ضئيلة". هذا "بسبب المسافة (التي تفصل تركيا عن ليبيا)
وبسبب تعدد القوى (المعنية) من جهة أخرى.
وتابع: "الواقع يقول إن الجيش الوطني
الليبي يسيطر على أكثر من ثلاثة أرباع ليبيا ويمنع إنتاج النفط. ثم هناك مصر، على
الحدود الشرقية، والتي يمكن أن تتدخل في أي وقت.
وقال ياكيس: "ينظر معظم الأتراك إلى أن
جيشهم ليس له علاقة وليس لديه ما يفعله في هذا الصراع وكذلك في الأزمة السورية إلى
حد أقل. في الواقع، يتدخل الرئيس أردوغان لأسباب سياسية لدعم الإخوان في ليبيا.
إنه يخاطر بتهديد علاقته ببلدان مثل تونس والجزائر، اللتان أعلنتا رفضهما لأي تدخل
خارجي. أما الخطر الآخر هو أن الصراع الليبي يتحول بتدخل أردوغان إلى "سوريا
جديدة".
ووفقًا للوزير السابق، فقد أردوغان منذ فترة
طويلة ثقة الأوروبيين. ولا توجد مؤشرات على زوال التوتر بين الاتحاد الأوروبي
وتركيا، مثل مسألة اللاجئين، ومستقبل قبرص، والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي،
واستغلال المواد الهيدروكربونية في شرق البحر المتوسط حيث تتنافس تركيا مع اليونان
وسوريا وإسرائيل. وتابع ياكيس: "لا أرى كيف يمكن أن تتحسن العلاقات في
المستقبل القريب فهناك الكثير من القضايا لا تزال دون حل".
أعرب ياكيس عن أسفه لعزلة تركيا الإقليمية
والدولية. وشدد على أن المجتمع في العديد من البلدان مثل مصر لفظت الأحزاب التي
جاءت من عباءة الإخوان وحتى في تركيا، وضع حزب العدالة والتنمية في اختبارات
التصويت فلم يستطع حصد 50٪ من أصوات الناخبين. وأكد على أن السياسية الدينية
للإخوان فقدت زخمها ومؤيديها، حتى لو كانت تاريخيًا لم تنته بعد ".
وشدد ياكيس على أن نهج تركيا من شأنه أن يزيد
من حدة الأزمات في المنطقة حتى عندما تحاول أن تضع نفسها في ليبيا لاعتبارات
اقتسام كعكة النفط والطاقة، وقال إن تركيا تدخل "رهانًا جريئًا للغاية
محفوفًا بمخاطر فشل هائل".
كان ياكيس من بين المتحدثين في مؤتمر حول
"التدخل التركي في البحر الأبيض المتوسط" في 18 فبراير في البرلمان
الأوروبي الذي تناول تدخل أنقرة في شرق البحر المتوسط، وتحديداً التنقيب عن الغاز
قبالة ساحل قبرص، وتدخلها العسكري في ليبيا.
وقال إن أنقرة وقعت اتفاق تعاون عسكري مع حكومة
طرابلس طمعًا في نفوذ في شرق البحر المتوسط بعد أن وجدت نفسها مقطوعة عن اتفاق خط
أنابيب مربح بين إسرائيل واليونان وقبرص.
وصف ياكيس الحكومة الليبية، قائلاً:
"تسيطر عليها الإخوان والميليشيات المرتبطة بالمنظمات الإرهابية.
وقال إن ليبيا يمكن أن تصبح "سوريا
جديدة" لأن أنقرة ليس لديها "سياسة واضحة" بشأن كيفية الخروج من
الصراع والسياسة الخارجية التركية غير الواضحة التي اتبعها أردوغان قد تعرض تركيا
لخطر كبير بسبب هذا التوسع نحو ليبيا"،
وانتقد مشاركون آخرون في المؤتمر السياسة
الخارجية لتركيا مشككين في جدواها، ومن بينهم "كوستاس مافريس" بصفته
رئيس اللجنة السياسية للبرلمان الأوروبي للبحر المتوسط ووصف مافريدس موقف أردوغان
بأنه قراءته الوحيدة تصب في خانة "دعم أنقرة للمنظمات الإرهابية، مثل داعش
والنصرة والإخوان.